المزاج السنّي حائر بين المقاومة و"حزب الله"؟ | أخبار اليوم

المزاج السنّي حائر بين المقاومة و"حزب الله"؟

| الخميس 07 ديسمبر 2023

المزاج السنّي حائر بين المقاومة و"حزب الله"؟

مناصر لفلسطين ولا يختصر برفع صورة "أبو عبيدة"


 "النهار"- عباس صباغ

منذ بدء عملية "طوفان الاقصى" التفّ جمهور عريض حول المقاومة الفلسطينية، ولم يكن #لبنان بعيداً عن هذا الاصطفاف المنطقي حيث اعلنت كل القوى اللبنانية وقوفها الى جانب غزة في مواجهة العدوان الاسرائيلي، وظلت خارج السرب قلة من المترددين لم يحجبوا شبه الاجماع الوطني على نصرة الشعب الفلسطيني .

واذا كان جمهور المقاومة في لبنان حاسماً في خياراته، فإن الانظار اتجهت الى جمهور وازن على الساحة اللبنانية المتمثل بالطائفة السنية التي تاريخياً لم تنفصل عن فلسطين ومقاومتها، لكن قسما كبيرا منها ناصب العداء لـ"حزب الله".

بَيد أن ظاهرة الناطق العسكري باسم "سرايا عزالدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، كانت لافتة في حجز مكانة لها لدى جمهور سنّي واسع، حيث رُفعت صوره في اكثر من منطقة يتمتع فيها "التيار الازرق" بنفوذ ملحوظ سواء في بيروت او في مناطق اخرى.

"#أبو عبيدة" و#نصرالله في عكار

قبل مدة ارتفعت صورة للناطق العسكري باسم "القسام" الى جانب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومعهما الناطق العسكري باسم "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الاسلامي". تلك الصورة كانت في اكثر من بلدة عكارية ومنها الحصينة.

رفعُ تلك الصورة يؤشر الى مزاج مختلف عن ذاك الذي ساد في فترة ليست قصيرة في لبنان بدءاً من العام 2005 وصولاً الى ما عُرف بـ"ثورات الربيع العربي". فحينذاك كان الانقسام العمودي سيد الموقف، أما اليوم فالصورة تبدلت مع متغير جسيم يتمثل بانسحاب "تيار المستقبل" من المشهد السياسي اللبناني منذ 24 كانون الثاني 2022، اي الخطاب الشهير للرئيس سعد الحريري الذي اعلن فيه تعليق العمل السياسي لتياره حتى اشعار آخر.

غياب "التيار الازرق" وعلى رأسه زعيمه ترك فراغاً في الساحة السنية لم يستطع أي طرف بعد تعويضه أو اخذ مكانه وهالته على رغم كل المحاولات التي جرت بعد انسحاب الحريري، وعلى رغم الانتخابات الاخيرة التي نجح فيها مرشحون خصوم وغير خصوم لـ"التيار الازرق".

درباس: 7 تشرين أبعد من صورة

لم تكن صور "ابو عبيدة" في لبنان فقط وانما في اكثر من دولة عربية وغيرها، ولكن من خرج في التظاهرات الداعمة لفلسطين واستنكاراً لمذابح جيش الاحتلال في غزة لم يكن حصراً من العرب او المسلمين وانما من مختلف الاعراق والديانات. وفي السياق يؤكد الوزير السابق رشيد درباس لـ"النهار" ان "كل مقاربة فئوية او حزبية او مذهبية لما جرى في 7 تشرين الاول هي تقزيم للحدث، وان ما جرى بنتائجه الضخمة يتخطى رفع صورة وبالتالي لا يمكن لأحد احتكاره".

لكن ماذا عن المزاج السنّي، وهل يمكن لأطراف اخرى ان تراكم الربح جراء تداعيات "طوفان الاقصى" وانعكاساتها اللبنانية؟

يجزم درباس ان "المزاج السني لم يتغير بما يتصل بفلسطين ومقاومتها وقضيتها، وان ابو عبيدة هو ظاهرة من ظواهر الاحداث الكبرى، وعلى اهميته لا يمكن ان يختصر ما حدث. والشارع السني هو شارع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وشارع التحرر، ولا يمكن لأحد ان يختصره بغير ذلك وإنْ كان المزاج السني قد ضُرب يوم اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانتكس عندما هجر الرئيس سعد الحريري".

كرامي: أبو عبيدة رمز البطولة

يؤكد النائب فيصل كرامي أن "من الظلم حصر ابو عبيدة بالشارع السني او بالمزاج السني في لبنان، لان الشاب الملثم تحوّل إلى رمز للبطولة وقوة الحق في كل العالم العربي، بل وحتى على مستوى الكوكب".

ويسأل نائب طرابلس: "مَن قال إن الجمهور السني في لبنان هو في موقع عدائي للمقاومة؟"، ويجزم ان "هناك تيارا سنيا لبنانيا على امتداد لبنان يكاد يكون الى يمين المقاومة، وهذا التيار يعبّر عن نفسه سياسيا عبر الانتخابات، ويحمل دائما إلى المجلس النيابي عددا لا بأس به من النواب أصحاب الثوابت العروبية، والقضية الفلسطينية هي الأولوية المطلقة لهذه الثوابت، بل هي البوصلة، ومنذ 7 أكتوبر صارت هي الحد الفاصل بين الفسطاطين، فسطاط الحق وفسطاط الباطل".

اما عن رفع صورة "ابو عبيدة" في اكثر من منطقة سنية، فيضع ذلك "ضمن السياق الطبيعي سواء لدى السنّة او سواهم، وخصوصاً عند من تعيش في وجدانهم، جيلا بعد جيل، نكبة الأرض السليبة ومأساة الشعب المشرد والاحتلال البغيض للمقدسات".

ريفي: المزاج السنّي مع المقاومة

يقلل النائب اشرف ريفي من اهمية رفع صورة تجمع "ابو عبيدة" ونصرالله في بلدات عكارية، ويضع ذلك ضمن تصرّف لا يعبر عن الحالة العامة في الشمال.

ويؤكد ريفي لـ"النهار" ان "المزاج السني مع المقاومة والقضية الفلسطينية منذ نشأة تلك القضية، ولكن لدى الشارع السني حساسية بشأن المشروع الايراني، وان ما قامت به حماس هو اعادة تصويب الصورة، واننا مع هذه المقاومة ومع ابطالها وابو عبيدة عنوان لهؤلاء".
ويعتبر ان رفع صور "ابو عبيدة" هو في وجه "حزب الله" ويعكس التمسك بالمقاومة وليس بمشاريع اخرى، وان "دم فلسطين يجري في عروق السنّة".

ويبقى تعليق احد القياديين السابقين في "تيار المستقبل" ان "الطبيعة لا تحب الفراغ"، وكأنه تفسير لما يشهده الشارع السني الذي افتقد قيادته منذ سنوات وسط اخفاق اي قوة او فريق في تزعّمه، لكن ذلك لا يعني البتة ان تأييد الشارع السني لفلسطين ومقاومتها هو ملء الفراغ وانما هو تعبير طبيعي عن وجدان ذلك الشارع وذلك المزاج.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار