هل حقق الاضراب التضامني مع غزة مبتغاه؟ | أخبار اليوم

هل حقق الاضراب التضامني مع غزة مبتغاه؟

عمر الراسي | الثلاثاء 12 ديسمبر 2023

هل حقق الاضراب التضامني مع غزة مبتغاه؟
لبنان منذ 7 تشرين الاول معني ومعظم دول العالم غير مبالية

عمر الراسي - "اخبار اليوم"

حسب علم الاقتصاد كل شيء يجب ان يقابله ثمن معين او قيمة على الاقل توازيه، وليس بالضرورة ان يكون الثمن ماديا.
وهذا ما يأخذنا الى السؤال: ماذا جنت الحكومة من الاضراب الذي دعت اليه والتزمت به الادارات الرسمية والمدارس وعدد من مؤسسات القطاع الخاص؟ هل كان مفيدا لشعب غزة ومؤثرا في مسار الحرب.
صحيح ان الاضراب شاركت فيه بعض شعوب العالم للضغط على حكوماتها من اجل التحرك لوقف المجازر في غزة، لكن مما لا شك فيه ان لبنان - انطلاقا من العنوان الذي اتخذته اطراف تقاتل في الجنوب مساندة لغزة في محنتها ولتخفيف عنها الضغط العسكري الاسرائيلي- قد سدد قسطه على كافة المستويات تجاه غزة بدءا من الاضرار التي لحقت به ان من الناحية الاقتصادية او المعيشية او المالية وطبعا لن نأتي على ذكر الناحية البشرية لان نقطة دم من اي مواطن لا تساوي "كنوز العالم".
بناء عليه، وبالعودة الى ارض الواقع فان اغلب المؤسسات الخاصة لا سيما التجارية منها فتحت ابوابها وكانت الحركة شبه عادية في معظم المناطق، وبالتالي لم تُلبَ متطلبات الاضراب الذي بالعادة يكون احتجاجا على عمل معين، حيث الاغلبية في اي قطاع او مجتمع او سكان غير راضية عنه وتريد ايصال صوتها الى المسؤولين او المؤثرين واصحاب الشأن.
والمسؤولون في وضعنا هذا نوعان: اقليمي – عربي وتحديدا اسلامي، ودولي، الاول من المفترض ان يكون داعما للشعب الغزاوي انطلاقا من ان القضية الفلسطينية هي القضية المحورية، اما الثاني هو الداعم لاسرائيل معنويا وماديا وسلاحا، من هنا يجب ان نقيّم اذا استطاع هذا الاضراب ان يصل الى مبتغاه ولو بالحد الادنى، علما ان الدول العربية لم تلتزم الا بشكل رمزي ومحدود، اما الحكومات والمسؤولون في الدول الغربية فبالاصل صمّوا اذانهم وتعطلت كل حواثهم منذ ٧ تشرين الاول وبالتالي اضراب من هنا او مظاهرة من هناك كالضرب في الميت لا تؤدي الى اية نتيجة!
واستكمالا للواقعية التي تتحكم بجميع مفاصل الحياة، هذا الاضراب يفترض ان يقوم به بالدرجة الاولى الشعب العربي المعني الاول بقضية فلسطين ليظهر انه اذا اتحد يمكن ان يؤثر او يغير في مجريات الامور التي تحيطه ان كان يعمل في شركات خاصة او حيث هو متواجد كجاليات في بلدان الانتشار، لكن النتيجة اتت مخيبة للآمال.
ختاما اذا اردنا ان نستنتج ما هي الفوائد التي حققها الاضراب انطلاقا من اي نظرية اقتصادية نكون قد خدمنا العدو لاننا عطلنا مؤسساتنا دون اي جدوى فعلية بينما هو ينتج... العبرة دائما في الخواتيم وليس في النوايا.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار