باسيل "متأقلم" مع المأزق الرئاسي وترشيحه لا يفارق مخططه | أخبار اليوم

باسيل "متأقلم" مع المأزق الرئاسي وترشيحه لا يفارق مخططه

| السبت 23 ديسمبر 2023

باسيل "متأقلم" مع المأزق الرئاسي وترشيحه لا يفارق مخططه
كل المساعي الفرنسية لم تبنِ قواعد يمكن الاعتماد عليها


 "النهار"- رضوان عقيل

لا يخفي جمهور "التيار الوطني الحر" انه تلقّى ضربة سياسية قاسية تمثلت في التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، إذ كان النائب جبران باسيل ينتظر العاشر من كانون الثاني المقبل بفارغ الصبر، وهو موعد احالة عون على التقاعد وذهابه الى منزله وسحب اسمه من بورصة المرشحين للرئاسة ليتفرغ لمواصلة حربه المفتوحة ضد المرشح سليمان فرنجية والتضييق على فرصته في الرئاسة.

وقبل ايام من التمديد لعون، تلقّى باسيل اكثر من اشارة دولية وجملة من النصائح المحلية وبعضها صديقة له، تمنت عليه قبول التمديد لعون و"مساكنته" الواقع الذي كان اقوى منه لعدم قدرته على مواجهة حلف التمديد. وبقي باسيل الى الساعات الاخيرة التي سبقت جلسة التمديد الشهيرة يأمل تطييرها، ولا سيما بعدما اجرى سلسلة اتصالات مع "حزب الله" وصل مضمون تفاصيلها الى السيد حسن نصرالله المنهمك بمتابعة جبهة الجنوب والحرب الاسرائيلية في غزة، مع معرفة "التيار" ان الرئيس نبيه بري مصمم على التمديد في حال عدم تمريره في الحكومة. ولم تؤدِّ كل محاولات باسيل الى اكثر من انسحاب نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" من الجلسة عند الوصول الى اقتراح التمديد. وصبّ عونيون كثيرون جام غضبهم على الحزب وتجاوزت انتقاداتهم له حدود العتب واتهامه بتركهم في ساعات الضيق وتفضيل آخرين عليهم.

وفي زحمة النقاش مع باسيل ومحاولته ازاحة قائد الجيش من المشهدين العسكري والسياسي، يتلقّى اكثر من سؤال من اكثر من شخصية مسيحية هي على تواصل معه، لتخلص اجتماعاته معه بانه كان بالفعل يريد "تطيير" عون، مع التوقف عند الامنية التي لا تفارق مخططه وهي اعلان ترشحه للرئاسة وتشديده على انه لن يقبل به ولا بفرنجية مهما تعرّض لضغوط محلية وخارجية. ويتحدث باسيل عن "خيار ثالث" من دون ان يكشف الاسم الذي يفضله مكتفيا باطلاق المواصفات التي اول ما يراها تنطبق على شخصه. ويوافق رئيس كتلة نيابية على نية باسيل بالترشح وان العقوبات الاميركية المفروضة عليه لا تمنعه من ذلك، والامر نفسه ينطبق على ترشحه للنيابة. ويطالب مؤيدوه الحزب بان يقف معه على غرار ما فعله مع الرئيس ميشال عون. وثمة من يذكّره هنا بان عمه كان آنذاك صاحب اكبر كتلة نيابية والزعيم المسيحي الاول باعتراف بكركي حيث امتلك جملة من النقاط التي فرضها على كثيرين لانتخابه. ولا يمكن لباسيل اسقاط تلك الحالة عليه اليوم. وامام الحواجز التي تعترضه اخذت مؤشرات تخرج من دائرته الضيقة ولو من دون اظهارها تقول ان "التيار" قادر على الاستمرار في الوضع القائم والتأقلم معه ولو ادى بالبرلمان الحالي الى عدم تمكّنه من انتخاب رئيس للجمهورية، مع اعتراف الجميع بان "حزب الله" والجهات التي تحالف معها ادت الى خسارته اكثر من مقعد كان يمكنه الحفاظ عليها وخصوصا في الجنوب. ولذلك لن يقلع باسيل عن اسلوبه السياسي المعتاد وعدم تدويره الزوايا بسهولة ولعبه على سياسة حافة الهاوية حيث لن يدخل في تزكية اي اسم للرئاسة لا يملك فيه الحصة الكبرى. واذا لم ينجح في ذلك بحسب اكثر المحتكين به، فانه قادر على ابقاء البلد من دون رئيس للجمهورية، وان التمديد لقائد الجيش "سنة وبتقطع" مع التلويح الدائم في وجهه بانه لا يمكن ان يترشح للرئاسة إلا بعد مرور سنتين على تقاعده، والدخول في تعديل دستوري يحتاج الى ثلثي عدد اعضاء البرلمان. ويتعاطى باسيل مع الحزب من زاوية انه لن يتركه في اي ظرف اليوم وفي محطات اخرى. ويستمر على منواله الرئاسي وفق مقاربته مع تحذيره من ان يكون الاستحقاق الرئاسي على حسابه ليتلقى ضربة اقسى من وطأة التمديد لعون، مع اعترافه في مجالسه لمن يستقبلهم بان الحزب لا يغادر اطار تحالفه مع حركة "أمل". وجاءته تحذيرات اخرى من ان تقاربا رئاسيا بين الشيعة والسنّة مع فريق مسيحي، فضلاً عن الدروز، سيكون على حساب العونيين وسيكونون اول الخاسرين من مولد الرئاسة في حال حصوله.

اما بالنسبة الى قائد الجيش فكان قد تبلغ قبل يوم من جلسة التمديد ومن اكثر من جهة انه سيبقى في مكتبه في اليرزة مع تصويب انظاره اكثر على قصر بعبدا، ولو انه لا يستفيض في هذا الموضوع بل يترك هذا التطور للظرف السياسي الذي يرافق انضاج اي استحقاق.

ويقول المتحمسون لانتخابه من حلقة ضيقة تعمل بهدوء وارتاحت اكثر بعد التمديد للرجل، ان الوقت يصب في مصلحته. ولا يقلل هؤلاء من الدور الذي يؤديه اعضاء المجموعة "الخماسية"، لا سيما من جهة قطر، لكنهم يعتبرون ان كل المساعي الفرنسية لم تبنِ قواعد يمكن الاعتماد عليها نتيجة سياسة التخبط التي تشهدها الدوائر المعنية في الاليزيه، فضلا عن اداء الرئيس ايمانويل ماكرون. ومن خلاصات هؤلاء وفي ظل ما يجري في المنطقة على وقع تطورات احداث غزة والحرب الاسرائيلية عليها، لا مهرب في نهاية المطاف من بت الملف الرئاسي إلا بحسمه بواسطة واشنطن وطهران، من دون التقليل من موقع السعودية العضو في "الخماسية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار