بالتقويم الشرقي قبل الصواريخ... حرب روسيا على أوكرانيا ستشتدّ أكثر! | أخبار اليوم

بالتقويم الشرقي قبل الصواريخ... حرب روسيا على أوكرانيا ستشتدّ أكثر!

انطون الفتى | الثلاثاء 26 ديسمبر 2023

مصدر: خطوة سياسية بامتياز تحاول تثبيت الشرخ بين روسيا وأوكرانيا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

للمرة الأولى، وبشكل رسمي، احتفل الأوكرانيون بالميلاد المجيد في 25 كانون الأول، أي بحسب التقويم الغريغوري (المعروف شعبياً بإسم التقويم الغربي)، بدلاً من 7 كانون الثاني (وهو 25 كانون الأول بحسب التقويم اليولياني المعروف شعبياً بإسم التقويم الشرقي)، وأقاموا القداديس الأرثوذكسية الميلادية الاحتفالية، في خطوة تعكس الانفصال عن روسيا، بما يختزنه من أبعاد روحية، لا سياسية فقط.

 

"العالم الروسي"

وبمعزل عن المخزون السياسي والأمني الكامن في تلك الخطوة، وعن يهودية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غربيّ التوجّه، والحاكم في كييف حالياً، إلا أن مسار الانفصال الأرثوذكسي الأوكراني عن روسيا كان بدأ منذ ما قبل انتخاب زيلينسكي رئيساً، وهو مدعوم من نسيج أوكراني أرثوذكسي يسعى الى التحرُّر من السلطة الدينية وغير الدينية التي يمارسها بطريرك روسيا، على الأوكرانيين كجزء من "العالم الروسي" في نظر موسكو. وهذا النسيج بدأ ينتعش مع مرور السنوات التي أعقبت انهيار الإتحاد السوفياتي، ونَيْل أوكرانيا استقلالها، الى أن راح يأخذ أشكالاً "صارخة" أكثر في وجه روسيا، قبل سنوات.

 

مُستدامة؟

الأوكرانيون عبّروا عن رغبتهم بالاستقلال الروحي المُوازي للسياسي، والاقتصادي، والعسكري عن روسيا، لأول مرة بشكل ملموس الى هذا الحدّ، وهو ما تُرجِم بالتخلّي عن التقويم اليولياني في تعييد عيد الميلاد هذا العام. والمفاعيل الحقيقية لهذا التطوّر قد تفوق مفعول الصاروخ، أو الطائرة الحربية، أو أي سلاح غربي يمكن لكييف أن تحصل عليه، وأن تستعمله للدفاع عن نفسها في وجه الجيش الروسي.

فالى أي مدى يمكن لتلك الخطوة أن تكون مُستدامة مستقبلاً، أي عندما تنتهي مدّة حكم إدارة زيلينسكي؟ وماذا لو تعاقب على الحكم في كييف مستقبلاً، إدارات أوكرانية أرثوذكسية حريصة على حماية الاستقلال الروحي قبل السياسي والاقتصادي والعسكري عن موسكو، خصوصاً أن الحرب الروسيّة على أوكرانيا وما تسبّبت به من دماء وتهجير ودمار...، قرّبت نسبة مهمّة من الشعب الأوكراني الى الغربيين، وجعلت من الجيش الروسي لا الغرب، العدوّ الأول والأخير برأي الكثيرين في أوكرانيا.

 

خطوة سياسية

وضع مصدر مُطَّلِع "تعييد الميلاد في أوكرانيا هذا العام في 25 كانون الأول بدلاً من 7 كانون الثاني، في إطار المحاولات التي كانت تحصل هناك منذ مدة طويلة، لفصل الكنيسة عن روسيا، والتي لم تنجح قبل سنوات رغم التأييد الذي حصلت عليه من الغرب، ومن بطريرك القسطنطينية".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هذا الموضوع كان من الأمور الأساسية التي أدت الى اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو محاولة لخرق روسيا عبر الكنيسة الأوكرانية. فالغرب يعتبر أن قوة الكنيسة الروسية وانتشارها هي أداة أساسية في يد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين. ومن هذا المُنطَلَق، ساهم البرلمان الأوكراني بإخراج كنيسة أوكرانيا من سلطة كنيسة روسيا، وأجبرها على تعييد الميلاد في 25 كانون الأول بدلاً من 7 كانون الثاني. وهذه خطوة سياسية بامتياز، تحاول تثبيت الشرخ بين روسيا وأوكرانيا".

 

التقويم

ورأى المصدر أنه "عندما يحين موعد التسوية الكبرى للحرب مستقبلاً، ستتظهّر صورة الواقع السياسي الجديد في أوكرانيا. وبحسب الرئيس الأوكراني الجديد، والحكومة الجديدة، والبرلمان الجديد، قد يتمّ إعلان العودة الى التعييد في 7 كانون الثاني من جديد".

وختم:"التقويم هو جزء من الجهود المستمرّة لفصل أوكرانيا عن روسيا. ولكن الأراضي الأوكرانية المسلوخة عن كييف ستتبع روسيا، وستعيّد الميلاد في 7 كانون الثاني. كما أن حرب إسرائيل وغزة تجعل من أوكرانيا وزيلينسكي في مرحلة متأخّرة من الاهتمام العالمي، وهذا مرشّح الى أن يتطوّر ويستمرّ أكثر مستقبلاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار