اوروبا تتفهم مخاطر الحرب على لبنان... ما هو الثمن الذي سيقبضه الحزب؟!

اوروبا تتفهم مخاطر الحرب على لبنان... ما هو الثمن الذي سيقبضه الحزب؟!

بوريل اقر ان حزب الله مفاوض ... ومصالح غربية عدة في الشرق الاوسط بدءا من بيروت

خاص – "اخبار اليوم"

الموقف الاوروبي الذي لم يكن متفهما لموقف لبنان من النزوح بدليل فشل مهمة الوفد اللبناني في مؤتمر بروكسيل الاخير، وتغاضى عن احقية المطلب والاعباء التي يخلفها على لبنان كيانيا ووجوديا من حيث الديموغرافيا وبؤر السلاح اضافة الى الكلفة الباهظة جدا على الاقتصاد المنهار، ها هو اليوم  يشعر بالقلق من الحرب التي قد تشتعل باتجاه لبنان، وهذا ما يفسر الزيارات المتكررة لمسؤولين اوروبيين الى لبنان وكان آخرهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي عقد لقاء لافتا ومهما مع وفد من "حزب الله" برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

ويفسر مرجع وزاري مخضرم، عبر وكالة "أخبار اليوم"، هذا التحرك بان الدول الاوروبية وتحديدا الواقعة على البحر المتوسط ترغب في سلام في منطقة الشرق الاوسط، لا سيما ان الشركات الاوروبية اليوم تعاني من اداء الحوثيين وما يحصل في البحر الاحمر على صعيد الامدادات، علما انه في هذه المنطقة، التجارة العالمية في معظمها هي تجارة اوروبية.

ويرى المرجع ان بوريل يشعر منذ فترة طويلة ان لبنان مهم على قائمة الاستراتيجية الاوروبية لا بل يحتل مرتبة متقدمة جدا، كما ان الموقف الفرنسي ايجابي جدا من لبنان على الرغم من تصريح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تل ابيب وبعض المواقف الفرنسية الاخرى والسياسة المتأرجحة او مهمة الموفد جان ايف لودريان الرئاسية المتعثرة.

ويقول: كل هذا لا يعني ان لبنان لم يعد اولوية لدى فرنسا بدليل ان المصالح الفرنسية في حوض المتوسط في معظمها موجودة في لبنان من شركة توتال الى CMA CGM وشركات اخرى تسعى الى الدخول او دخلت على الخط في مشاريع بنيوية لاعادة اعمار لبنان بعد ما اصابه جراء كورونا والثورة وانهيار منظومة الدولة والخدمة العامة...

واذ يلفت الى التنسيق الاوروبي – الفرنسي الكامل، يتوقف المرجع عند لقاء بوريل – رعد، حيث ان الرسالة الاوروبية مفادها ان حزب الله مفاوض بالرغم من ان الاتحاد الاوروبي كان قد اخذ موقفا منه على صعيد الارهاب وتجفيف التمويل، حيث ادرك الاتحاد الاوروبي ان الحزب هو لاعب اساسي في لبنان.

ويضيف: الاساس في كل ذلك ان بوريل يسعى الى تفادي الحرب، التي ستكون اثمانها باهظة على لبنان وجيشه وعلى حزب الله ايضا، كما ان اللبنانيين - من خلال جميع متولي الشأن العام -على الرغم من تجاذباتهم الداخلية الضيقة الرخيصة - يعرفون ان الكلفة غالية جدا على لبنان، ولكن السؤال الاكبر ما هي الكلفة السياسية لعدم دخول حزب الله في الحرب؟ اي ما هو الثمن الذي سيقبضه حزب الله من تقيده بقواعد الاشتباك وان كانت مطاطية في مكان ما، وعدم دخوله بما يسمى الحرب الاوسع ضد اسرائيل- هذا اذا اعتبرنا ان حزب الله هو من يقرر الحرب والسلم في لبنان وليس اسرائيل اي توقيت رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو- هل الحدود البرية او الرئاسة  تعتبر اثمانا رخيصة؟ وهل عين الحزب على النظام؟

الى جانب هذه التساؤلات، يتابع المصدر: لا يمكن التشكيك بقدرة لبنان على الصمود او بقدرة العدو على تهديد لبنان ان رغب في الحرب على توقيت نتنياهو الباحث عن خلاص لمشاكله الداخلية التي بدأت في المحكمة العليا الاسرائيلية والتي ستنتهي بمحاكمته بتهم متعلقة بالفساد اي ان مصيره السياسي على المحك.

من هنا جاء دور بوريل الذي قال للحزب انه لن يربح شيئا من الحرب لكنه قد يربح اذا لم يخضها، لذا ما هو الثمن الذي ستعطيه اوروبا او عرب الخليج او ربما الاميركيين من تحت الطاولة لحزب الله لعدم دخوله الحرب؟!

ويختم المرجع: هذا الملف قد فتح.