ما علاقة هوكستين باغتيال العاروري والطويل؟ | أخبار اليوم

ما علاقة هوكستين باغتيال العاروري والطويل؟

| الأربعاء 10 يناير 2024

ما علاقة هوكستين باغتيال العاروري والطويل؟
إسرائيل بدأت التحوّل من مرحلة الحملات البرّيّة والجوّيّة إلى مرحلة أدقّ استهدافاً 

ابراهيم ريحان - اساس ميديا
تترقّب المنطقة ما يحمله وزير خارجيّة الولايات المُتحدة أنتوني بلينكن في جولته. أمّا لبنان فيترقّب زيارة المبعوث الخاص للرّئيس الأميركيّ آموس هوكستين بعد زيارته تل أبيب الأسبوع المُنصرِم.
على أعتاب الزّيارتيْن، قامت إسرائيل بتصعيد الاغتيالات ضدّ إيران والحزب وحماس، في محاولة لتحسين شروط التّفاوض، لكنّها في الوقتِ عينه ترفع من احتماليّة توسّع نطاق الحرب. إذ أقدَمَت في الأسبوعيْن الأخيريْن على اغتيال نائب رئيس حركة حماس وقائدها في الضّفّة الشّيخ صالح العاروري في قلب الضّاحية الجنوبيّة لبيروت والقائد البارز في الحزب وسام الطويل. وبين الاغتيالين عمليات عديدة طالت قياديين إيرانيين ومن الفصائل في سوريا والعراق. واللافت في اغتيال العاروري والطويل أنّ الأول جاء عشيّة وصول هوكستين إلى تل أبيب، والثاني عشيّة وصوله إلى بيروت وأثناء وجود أنتوني بلينكن في المنطقة.

الحزب متمسّك بالرّدّ
لئن أرسلتَ تل أبيب إلى حارة حريك عبر قنوات فرنسيّة وبريطانيّة أنّ اغتيال العاروري غير موجّه للحزب، إلّا أنّ جواب قيادة الحزب كان واضحاً أنّ اغتيال العاروري، أحد أبرز المُقرّبين من الأمين العامّ للحزب حسن نصرالله، هو بحدّ ذاته استهداف مباشر للحزب.
بالإضافة إلى قُربه من نصرالله، فإنّ الشّيخ العاروري هو "لاجئ أمنيّ" عند الحزب، وإنّ استهدافه هو استهدافٌ مباشر للحزب الذي لم ينتهِ بعد من الرّدّ على اغتيال العاروري، على حدّ وصفِ مصدرٍ مُقرّبٍ من الحزب الذي دعا إلى قراءة بيان "الإعلام الحربيّ" حول عمليّة استهداف قاعدة ميرون "كردٍّ أوّليّ" على العمليّة الإسرائيليّة في الضّاحية الجنوبيّة.

بعد العاروري و"ردّ الحزبِ الأوّليّ"، اغتالت إسرائيل القياديّ البارز في الحزب وسام حسن الطّويل "الحاج جواد"، الذي يتولّى مهامّ أساسيّة في "عمليّات جنوب لبنان"، وأحد أبرز قياديّي قوّات النّخبة، فرقة "الرّضوان".
وسام الطّويل هو أبرز قياديّ عسكريّ في الحزبِ تغتاله تل أبيب بعد القائد العسكريّ عِماد مغنيّة، ومُصطفى بدر الدّين. وكان من المُخطّطين والمُنفّذين لعمليّتَيْ أسر الجنود الإسرائيليين في عام 2000 و2006 إلى جانب مُغنيّة والقياديّ خالد بزّي، وقائد عمليّات "فرقة الرّضوان" في معارك البادية السّوريّة ضدّ داعش. وكانَ مُقرّباً من الجنرال قاسم سُليماني.
كما أشارَت هيئة البثّ الإسرائيليّة إلى أنّ الطّويل هو المسؤول عن عمليّة استهداف قاعدة ميرون الجويّة، وأنّه المسؤول العسكريّ عن عمليّات الحزب في الجنوب منذ 8 تشرين الأوّل.
تقول أوساط "الحزب" لـ"أساس" إنّ اغتيال الطّويل لن يُغيّر من موقف الحزب الذي عبّر عنه أمينه العامّ في خطابه يومَ الجمعة الماضي، وهو أنّ الحزبَ لن يُفاوض حول أيّ شيء قبل وقف الحرب على غزّة. وهذا ما قاله رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" الحاج محمّد رعد لمُنسّق السّياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبيّ جوزيب بوريل.
كلام نصرالله ورعد كان موجّهاً نحوَ العرض الذي يحمله هوكستين، والذي وصلَ إلى قيادة الحزبِ بُعيْد مغادرته تل أبيب بساعات قليلة.
لم يعُد العرضُ سرّاً. فهو يشمل تثبيت لبنانيّة نقطة الـB1 في رأس النّاقورة، والعمل على انسحابِ إسرائيل من خراج بلدة الماري اللبنانيّة، المعروفة بمنطقة "شمال بلدة الغجر السّوريّة". وهذا يعني أنّ مزارع شبعا خارج نطاق البحث حاليّاً، لأنّ هوكستين يعمل على المنطقة التي يُحدّدها الخطّ الأزرق فقط.
"الفُرصة التّاريخيّة" التي ذكرها نصرالله في خطابه كانَ المقصود بها العرضُ، لكنّ الأهمّ أنّ هوكستين سمِعَ من الإسرائيليين جهوزيّة تامّة لمُناقشة وقف الخروقات البرّيّة والبحريّة والجويّة في لبنان إذا ما قبل الحزب بالانسحابِ من منطقة جنوب نهر الليطانيّ.

بالطّبع هذا كلّه مؤجّل إلى ما بعدَ الحرب على غزّة، هذا إن لم تتوسّع الحرب في لبنان، والتي بحسب المؤشّرات قد تكون هي المخرج الوحيد لإرساء الوقائع الجديدة على الحدود الجنوبيّة، إن لم يقُم المبعوث الأميركي بفرضها بالدّبلوماسيّة.

الأولويّة الأميركيّة
يعمَل بلينكن وهوكستين، كلٌّ من موقعه وصلاحيّاته، على منع "توسّع رقعة الصّراع في الشّرق الأوسط". تشمَلُ دائرة هذه العبارة الحزب بالدّرجة الأولى، والحوثيّ في الدّرجة الثّانية، ومن خلفهما إيران.
من وجهة نظر الخارجيّة الأميركيّة، فإنّ منع توسّع الصّراع ينبغي أن يكون بعودة سكّان شمال قطاع غزّة إلى مناطقهم والانتقال إلى مرحلة جديدة تكون فيها العمليّات "أكثر دقّة". وهذا ما قاله بلينكن لمجلس وزراء الحرب الإسرائيليّ. لكنّه في المُقابل سمِعَ رفضاً واسعاً لخطوة إعادة السّكان إلى شمال القطاع ما لم تكُن مقرونة بصفقة تبادل الأسرى.  وهو ما يعني أنّ إسرائيل تُحاول استغلال الطّلب الأميركيّ لعقدِ صفقة تبادل مع حركة حماس، يكون عنوانها: "عودة سكّان الشّمال مُقابل الإفراج عن الأسرى". في المقابل، مصادر حركة حماس قالت لـ"أساس" إنّ الحركة لم ولن تُغيّر موقفها من صفقة تبادل الأسرى التي ترتبط بوقفٍ شامل لإطلاق النّار والإفراج عن كلّ الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
تقول مصادر وزارة الخارجية الأميركيّة لـ"أساس" إنّ بلينكن عبّر عن رفض إدارته التّامّ لتصريحات وزراء "الصّهيونيّة الدّينيّة" حول تهجير سكّان القطاع، وقال لمجلس الحرب إنّ بلاده رصدت تقارير حول محادثات بين إسرائيل والكونغو لنقل قسم واسع من الغزّيين إلى إفريقيا، وهذا ما لن تسمح به إدارة بايدن، وحذّر من خطورة الإقدام على خطوة كهذه، مبيّناً ما لها من "آثارٍ سيّئة" على مصالح دول الطّوق، وتحديداً مصر والأردن.

قبل وصول بلينكن إلى تل أبيب، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" تنقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إسرائيل بدأت التحوّل من مرحلة الحملات البرّيّة والجوّيّة الواسعة في غزة إلى مرحلة أدقّ استهدافاً، وإنّ الإسرائيليين أبلغوا واشنطن أّنهم يأملون إكمال الانتقال إلى هذه المرحلة بحدود نهاية الشّهر الجاري.
كما نقلت الصّحيفة عن المسؤولين الأميركيين أنّهم يتوقّعون أن تعتمد إسرائيل بشكل أكبر على ما سمّوه "مهامّ جراحية تنفّذها قوات النخبة"، خصوصاً أنّ عدد الجنود الإسرائيليين في شمال قطاع غزة انخفض إلى أقلّ من النصف منذ شهر.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار