"حزب الله" ينتظر عرض هوكشتاين... للبتّ بمزارع شبعا | أخبار اليوم

"حزب الله" ينتظر عرض هوكشتاين... للبتّ بمزارع شبعا

| الخميس 11 يناير 2024

"حزب الله" ينتظر عرض هوكشتاين... للبتّ بمزارع شبعا
لا مهرب في النهاية من استعادتها وأن تكون تحت سلطة لبنان وبرعاية الأمم المتحدة

 "النهار"- رضوان عقيل

مع كل حديث عن مفاوضات أو مخارج ديبلوماسية بعيداً من لغة الحرب بين لبنان وإسرائيل، يحضر ملف مزارع شبعا اللبنانية المحتلة رغم وجود رؤية سياسية وشعبية أن لا غبار على لبنانيتها، لكن أصواتاً سياسية نيابية لبنانية تشكك في كل هذه الرواية التي لا يتقبّلها أولاً أبناء شبعا الذين يتمسّكون بتلك المزارع التي ورثوها عن أجدادهم مدعمين حججهم بشريط طويل من الوثائق والخرائط العقارية.

أما في السياسة فثمة من يتّهم "حزب الله" بأنه يستعمل المزارع ذريعة للإبقاء على سلاح مقاومته، زائد طرح أن سوريا لم تؤكد على مدار السنوات الأخيرة لبنانية هذه المزارع. ويحضر الكلام عن الأخيرة بقوة مع تصاعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل والحزب في الجنوب وتجاوزها مربع القرار 1701 وأن مستشار شؤون الطاقة في البيت الأبيض آموس هوكشتاين سيأتي على هذا الملف إن كانت هناك إرادة أميركية جدية لإيجاد مخارج لهذه المعضلة جرّاء احتلال إسرائيل لتلك المساحات من المزارع بعد حرب عام 1967 ومواصلتها لقضمها في عام 1972.

أين "حزب الله"؟

يبقى الحزب المحور الأول في ملف المزارع وترفض قيادته الرد على أي سؤال أو استفسار حيال هذا الموضوع قبل إقدام إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة والجنوب. ولا يعلّق قيادي في الحزب على عبارة أنه يستعمل المزارع ذريعة "قدّمنا 150 شهيداً في المواجهات الأخيرة" على أساس أن الحزب لا يتاجر بهؤلاء ولا شعبه ولا أرضه. ومن هنا لا يمانع الحزب الاستماع للعرض الذي سيقدّمه هوكشتاين للحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي والرئيس نبيه بري حيث لا يعترض الثاني على تلقّف فرصة مطروحة تؤدي إلى تثبيت النقاط الـ13 المتنازع عليها "وهي لبنانية" فضلاً عن نقطةb1 في رأس الناقورة ولا اعتراض أيضاً إذا انسحبت هذه المساعي على تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وعندما لم يعترض الحزب على حصيلة الترسيم البحري يسير في المسار نفسه في تثبيت الحدود البرية للبنان في الجنوب و"استعادة حقوق شعبنا وعدم التخلّي عنها". ولا يغيب عن أذهان المتابعين هنا في الداخل والخارج عبارة "الفرصة التاريخية" للسيد حسن نصرالله.

وعلى أهمية هذا الموقف للحزب، لكنه لا يستفيض في تقديم شروحات أكثر قبل وقف إسرائيل أعمالها الحربية في غزة والجنوب. وسبق لهوكشتاين في زيارته الأخيرة أن سمع من رئيس المجلس هذا الموقف مع تكرار بري لمسلّمة منذ السابع من تشرين الأول الفائت وعلى مسمع كل الموفدين بوقف العدوان الإسرائيلي أولاً. ويحتاج لبنان هنا إلى تقديم رؤية واحدة حيال ما سيتلقاه من عروض من هوكشتاين الذي تعمل إدارته أولاً لمصلحة إسرائيل مع ضرورة تنبّه المسؤولين اللبنانيين إلى التذكير بالترسيم القائم للحدود في الجنوب منذ عام 1923 مع فلسطين المحتلة وقبل قيام إسرائيل عام 1948، وأن لبنان في النهاية لا يحتاج إلى الغرق في مسألة تثبيت حدوده في أي بقعة تعود له وهو لم يخالف في الأصل القانون الدولي بحسب تأكيد وزير الخارجية سابقاً عدنان منصور مع التشديد على تثبيت لبنانية مزارع شبعا، وأن إسرائيل توسّعت في السيطرة على هذه المزارع بعد 1967 وتدريجاً وأن سوريا في رأيه لا تعارض استعادة أراضي لبنان في هذه المزارع رغم احتلال إسرائيل للجولان. ولا يؤيد منصور وضع هذه المزارع تحت إشراف الأمم المتحدة لأن المنطق والقوانين الدولية تقول بوضعها تحت مظلة السلطات اللبنانية وأن مزارع شبعا جزء لا يتجزأ من حدودنا ولا نحتاج إلى وجود قوات فصل بيننا وبين العدو الإسرائيلي. وتبقى مزارع شبعا أرضاً لبنانية ومن غير المنطق الدخول في حوار مع من سرق هذه الأرض، وأن المطلوب تثبيت حقوقنا والتمسّك بها، وأن الجواب الأمثل الذي يجب أن يسمعه هوكشتاين أو سواه من الموفدين الغربيين هو العودة بالحدود إلى قبل عام 1967. ومن غير المنطق أن تبقى المزارع معلّقة وعلى هذا النحو والقفز فوق مصلحة لبنان أو تقديم خدمات لإسرائيل".

ويلتقي موقف منصور هنا مع كلام الوزير السابق عدنان السيد حسين الذي يدعو إلى تمسك لبنان بتطبيق القرار 425 الذي يدعو إلى انسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلّها إسرائيل ومنها مزارع شبعا التي سيطرت عليها بعد 1967، ويذكّر برسالة لسوريا قدمها ممثلها الأسبق في الأمم المتحدة ميخائيل وهبة تثبت لبنانية هذه المزارع ولا علاقة لها بالدعوة إلى انسحاب إسرائيل من الجولان، وأن لا مهرب في النهاية من استعادة لبنان لهذه المزارع وأن تكون تحت سلطته وبرعاية الأمم المتحدة. ويدعو السيد حسين في معرض ردّه على أصوات لبنانية تشكّك في هذه المزارع للعودة إلى الوثائق التي تمتلكها هيئة أبناء العرقوب وأهالي المنطقة، وأن هذه الملكية مسجّلة في الدوائر العقارية، ويرى أن التخلّي عن هذه الأراضي "خيانة عظمى".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار