قرصنة "ردارات" المختارة .. ما علاقة بنشعي؟
التسوية تتوقف على انعطافة جنبلاطية
شادي هيلانة – "اخبار اليوم"
يرى كثيرون أن العشاء الذي جمع آل جنبلاط وآل فرنجية في كليمنصو يوم الأثنين الماضي، اتسّم بالطابع العائلي لتأكيد السمة الإيجابية للعلاقة، والانفتاح بين الفريقين، كما ان له دلالات واشارات عدّة. وترجح اوساط مطلعة ان يكون حمل العشاء في طياته، انعطافة جنبلاطية نحو الوزير السابق سليمان فرنجية، بعدما امضى وقته ينتظر ويترقب، وقد تتعزز هذه النظرية اذا تبدلت المعطيات الاقليمية، فيخرج الزعيم الاشتراكي من لعبة الحياد الى التصويت لفرنجية، وهذا الامر غير مستبعد وفي حال حصوله سيؤدي الى قلب الامور رأساً على عقب في موضوع رئاسة الجمهورية.
وفي سياق متصل، تأتي زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التي قام بها امس، الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد بدا ظاهرها انها حملت طابعاً سياسياً وامنياً في ظل ما يتعرض له لبنان جنوبا وما يحصل في قطاع غزّة، لكنّ في جوهرها - وفق مراقب واسع الاطلاع - اموراً مُختلفة كليّاً، اولها ان "زعيم المختارة" لطالما كان محرجاً امام حليفه التاريخي (برّي)، بمواقفه الرافضة للرئيس التحدي ايّ فرنجية، اما اليوم وبمعزلٍ عن كل ما قيل ويقال في الإعلام ومن المحيطين بجنبلاط، قد يكون ابلغ صديقه رئيس المجلس أنه مُستعد للاقدام على أي خطوة "تسووية" نحو بنشعي.
من جهة ثانية، يفيد مصدر متابع انّ "بيك المختارة" لا يخضع لأيّة ضغوط من أي جهة كانت، لا سيما من حزب الله او حركة امل، بل لا يزال ثابتاً على موقفه، لعدم فتح باب قصر بعبدا امام "بيك زغرتا" و"فرش السجاد الاحمر لهُ"، على اعتبار انّ رادارات جنبلاط الخارجية لم تلتقط بعد، زخماً او حماسةً باتجاه خيار فرنجية كي يكون الرئيس المستقبلي.
ويضيف المصدر: رغم انّ فرنجية يحاول "قرصنة" رادارات المختارة، الّا انّ زعيمها لم يستشعر بعد حجم التغييرات التي تندفع نحوها المنطقة، عشية الحرب الغزاوية والمواجهة العسكرية في الجنوب اللبناني.