"خيمة البخاري" تحرّك الملفّ الرئاسي وتدوّر الزوايا | أخبار اليوم

"خيمة البخاري" تحرّك الملفّ الرئاسي وتدوّر الزوايا

| الأربعاء 24 يناير 2024

"خيمة البخاري" تحرّك الملفّ الرئاسي وتدوّر الزوايا

هذا ما حصل بين السفير السعودي ونظيره الإيراني


 "النهار"- وجدي العريضي

بالعودة إلى التاريخ سبق للرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب، أن التقى بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في خيمة قرب المصنع، وأراد أن يكون اللقاء على الأراضي اللبنانية دون أن يذهب إلى دمشق للاجتماع به. الآن اللقاءات التي يجريها السفير السعودي وليد بخاري، معظمها في "الخيمة العربية" البعيدة مسافة أمتار قليلة جداً عن دارة سكنه في اليرزة، وسبق أن استقدم المواد المتعلقة بتشييدها والعمّال من السعودية، لما لذلك من رمزية ودلالة على التقاليد والعادات التي تتمتع بها المملكة، وعلى هذه الخلفية، جاء لقاء الخيمة الذي جمع السفير بخاري بنظيره الإيراني جنتي أماني، وكان لافتاً لجملة اعتبارات لكونه يأتي في ظرف مفصلي، حيث حرب غزة والجنوب إلى حراك الخماسية حول الاستحقاق الرئاسي، علماً بأن "الــنهار" تفردت منذ أسابيع وأشارت إلى "لوك جديد" للخماسية ودور متنامٍ للسفير بخاري مع مرجعيات سياسية وروحية، وسيتوّج ذلك باجتماع في الرياض بعد أن يلتقي الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بمستشار الديوان الملكي نزار العلولا، الذي يمسك بالملف اللبناني ويحفظه عن ظهر قلب إلى جانب السفير السعودي في لبنان.

في السياق، وبالعودة إلى لقاء خيمة اليرزة بين بخاري وأماني، تجدر الإشارة الى أن اتصالات اللجنة الخماسية قطعت شوطاً كبيراً والبعض سبق له أن ارتأى أن تكون هناك مشاركة لإيران لكونها لاعباً سياسياً في الإقليم، ومن ثم ما يربطها بـ"#حزب الله" من تحالف سياسي وعقائدي وأيديولوجي، وبمعنى آخر، الحزب هو الأساس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن ثمة تواصل وتنسيق بين بعض سفراء الخماسية مع إيران ومنهم الموفد القطري، نظراً لعلاقة الدوحة المفتوحة مع أطراف دوليين وإقليميين، فيما يُذكر أن باريس كانت من خلال سفرائها المتعاقبين من يزورون حارة حريك ويلتقون بقيادات "حزب الله". فثمة علاقة إيجابية ربطت باريس بطهران منذ أيام الإمام الخميني في المنفى الباريسي، لكن في الآونة الأخيرة تدهورت العلاقات بين الطرفين بشكل لافت بعد خطاب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شن فيه هجوماً عنيفاً على إيران وسياستها في المنطقة، ما يعني أن التقارب السعودي الإيراني بعد عودة العلاقات الديبلوماسية بينهما يشكل عاملاً محفزاً لاستقرار المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وعلى صعيد الساحات العربية من لبنان إلى سوريا والعراق وفلسطين واليمن، ومن الطبيعي أن لبنان هو الأبرز نظراً لتدخل إيران في الشأن اللبناني وإمساكها بمفاصل أساسية عبر حليفها "حزب الله".

أما ما الذي دار في اللقاء بين السفيرين السعودي والإيراني؟ فتشير مصادر سياسية عليمة ومواكبة لهذا المسار، إلى أن اللقاء اتسم بالودّ وكان صريحاً وعميقاً، والمملكة حدّدت المواصفات والمقاربات لانتخاب رئيس للجمهورية وسائر أعضاء اللجنة الخماسية وافقوا عليها وما يجمعهم اليوم إطار توافقي وسعي حثيت لانتخاب رئيس للجمهورية، فالمسألة تحتاج إلى قفزة أخرى من أجل الوصول إلى النتائج المتوخاة عبر عقد جلسة لمجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية، بعد أن تكون الخماسية وصلت إلى خط النهاية وأعلنت عبر بيان أو مؤتمر صحافي للموفد الفرنسي جان إيف لودريان ما توصّلت إليه من نتائج وعندها ينتخب الرئيس، لكن إيران ممرّ إلزامي في هذه المرحلة، نظراً لدورها، وتحديداً على الساحة اللبنانية، إذ لها نفوذ كبير بفعل ما يربطها بحارة حريك من علاقة تُعدّ الأبرز، فـ"حزب الله" هو الحليف الأول لطهران، ما يعني أنها قادرة على تدوير الزوايا وإقناع الحزب بالسير بما ستصل إليه نتائج الخماسية.

وتردف مشيرة إلى أن لقاء بخاري - أماني، يدفع الاستحقاق الرئاسي قدماً إلى الأمام، أولاً ثمة تفاهم بدا جلياً بين الرياض وطهران إلى زيارة سبق أن قام بها الرئيس إبراهيم رئيسي للمملكة، لكن لا يخفى على أحد، أن ثمة أجواءً بأن إيران وإن كانت تربطها علاقة مع السعودية، لا تتجاوز "حزب الله" وقد سبق لأكثر من مسؤول إيراني أن قال "شوفوا شو بدو أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله" أي إنها تضع الكرة في مرمى الحزب وهو من يحدّد ويقرّر، وذلك ينمّ عن متانة العلاقة فيما هي قادرة على تسوية الوضع ووقف التعطيل وانتخاب رئيس للجمهورية، لذا تسعى – وهو ما تبدّى بوضوح – لتوفير الضمانات لـ"حزب الله" حول شخصية الرئيس وكل ما يرتبط بالتسوية التي ستحصل إذا وصلت الأمور إلى بر الأمان، بمعنى أن هناك عناوين كبيرة من سلاح الحزب، إلى ما يُحكى عن القرار 1701 وكيفية تطبيقه، فإيران تريد الحفاظ على كل ما يتعلق بـ"حزب الله" بصلة أمنياً وسياسياً وهذه الضمانات هي الأساس.

ما سُرّب من لقاء البخاري-أماني كان إيجابياً وقطع مرحلة كبيرة في الوصول إلى لقاءات أخرى بحيث قد يكون لطهران دور إلى جانب الخماسية ومن الطبيعي تريد تحقيق مكاسب سياسية لها على المستويين الإقليمي والدولي.

وتخلص مشيرة إلى أن اللقاء وإن طغى عليه الطابع البروتوكولي في إطار لقاءات التعارف وما يحصل من زيارات متبادلة بين السفراء، فإنه جاء مفصلياً على مستوى الاستحقاق الرئاسي، إذ شرح السفير السعودي لضيفه في خيمته كل ما قطعته اللجنة الخماسية من أشواط وما لديها من أفكار وصيغ وحلول، إضافة إلى عامل آخر تطرّق إليه البخاري، أن لبنان في وضعه الحالي لا يتحمّل البقاء على ما هو عليه من وضع اقتصادي صعب وظروف أمنية خطيرة ربطاً بما يحصل في الجنوب، والبلد بحاجة إلى رئيس للجمهورية تجنباً لأي انزلاقات أمنية وسواها، والحفاظ على التوازنات السياسية والطائفية في البلد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار