آثار المواجهات تثقل على "حزب الله" وتدفعه نحو تنازلات | أخبار اليوم

آثار المواجهات تثقل على "حزب الله" وتدفعه نحو تنازلات

| الثلاثاء 13 فبراير 2024

آثار المواجهات تثقل على "حزب الله" وتدفعه نحو تنازلات
 لم يعد ملف الشغور الرئاسي اساسيا والموفدون يتناولونه من باب احترامهم للمؤسسات

سمير تويني - "النهار"

كان القاسم المشترك بين الموفدين الذين زاروا لبنان تباعاً هو دعوتهم الى وقف النار في الجنوب والتركيز على تطبيق مندرجات القرار الدولي 1701 وانتشار الجيش اللبناني لمؤازرة القوات الدولية "اليونيفيل" على كامل البقعة الجغرافية المشمولة بهذا القرار، واستعداد العديد من الدول الصديقة لتقديم المساعدات لدعم الجيش اللبناني وتسليحه لتمكينه من القيام بهذه المهمة، اذ إن الهدف النهائي هو منع التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية وتأمين سلامة لبنان، فيما لم يعد ملف الشغور الرئاسي اساسيا لان الموفدين يتناولونه من باب احترامهم للمؤسسات اللبنانية وحسن عملها.

ويشير مصدر غربي في باريس الى ان الخطة التي وضعتها باريس وواشنطن تتمحور حول 3 مراحل، ولا يمكن ان ينتهي التصعيد القائم حاليا بين لبنان واسرائيل سوى وفق سيناريوين: إما قيام حرب مدمرة للبنان واسرائيل، وإما حل سياسي متفاوَض عليه يؤمّن انسحاب " حزب الله" من جنوب الليطاني أو على الاقل الى منطقة عازلة يتم تحديدها شمال "الخط الازرق" واعادة انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية لتأمين سيادة لبنان وعودة اللبنانيين الى قراهم من جهة، وتأمين أمن المناطق في شمال اسرائيل التي غادرها سكانها منذ الحرب على غزة من جهة أخرى.

ويضيف المصدر نفسه ان هناك رغبة لدى الطرفين في إرساء حل تفاوضي لتخفيف حدة الصراع بينهما، خصوصا ان ايران على لسان وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان اعرب عن انفتاح للحيولة دون توسيع المواجهات بين اسرائيل و"حزب الله". لكن الحزب منذ اندلاع الحرب حاول تفادي حتمية انتهاء الصراع بحل متفاوض عليه، أي وضع ترتيبات جديدة على الحدود، أو بحرب، معتبرا ان فترة الصراع موقتة، وهو متردد في مناقشة تفاصيل نهائية قبل معرفة نتائج الحرب في غزة. وهذا التردد اشار اليه السيد حسن نصرالله عندما اعلن ان الميدان هو الذي سيقرر مصير الصراع.

لكن وفق المصدر ان "حزب الله" ليس بامكانه تجاهل الآثار التي ولّدتها هجمات السابع من تشرين الاول في المجتمع الاسرائيلي لانها ولّدت خوفا وجوديا في اسرائيل، خصوصا في شمالها، ستنجم عنه تبعات عميقة على الجبهة اللبنانية. لذلك ستسعى الطبقة السياسية والعسكرية في اسرائيل الى القضاء على هذا التهديد الذي يشكله الحزب.

انطلاقا من هذه المعادلة، قد يضطر الحزب الى القبول بتنازلات وتفاهمات لمنع انتشار رقعة الصراع، وقد دفعت الحرب على الجبهة الجنوبية الى توضيح الغموض في استراتيجية الحزب "وحدة الساحات وترابط الجبهات" فعرض العديد من قدراته وقوته، واظهرت ايران من خلاله نفوذها الاقليمي. لكن التصعيد على الحدود الجنوبية سيؤدي الى انتشار الحرب والحاق دمار هائل بلبنان. وهذا سيؤدي بدوره الى مزيد من الشرخ الداخلي اللبناني ومعارضة شرسة لدور الحزب كمقاومة (عظات البطريرك الماروني المنتقدة بشدة دور الحزب). وهذا الوضع سيشجع الحكومة الاسرائيلية المتطرفة على تبني توسيع الصراع لفوائده نظرا الى نقاط الضعف التي يواجهها الحزب محليا، وسيفقد الحزب ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة"، لان الفريق المسيحي الداعم لهذه المعادلة تبرّأ منها.

فالوضع وفق المصدر ما زال في لبنان مفتوحا على احتمالات عدة في ظل الاقتراحات التي قُدمت لمنع توسع الحرب وهي:
اولا: وقف العمليات العسكرية على الحدود لان وقف اطلاق النار يتطلب قرارا من مجلس الامن غير متوافر حاليا.

ثانيا: سحب الاسلحة الثقيلة من جنوب الليطاني ووقف الخروقات الاسرائيلية اليومية، وتشكيل لجنة مراقبة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان واسرائيل لمراقبة توقف الاعمال العسكرية والانسحابات.

ثالثا:اطلاق المفاوضات لحل مشكلة النقاط الـ 13 الخلافية حول "الخط الازرق" عبر لجنة اممية –اسرائيلية - لبنانية.

وتنفيذ هذه الخطة يحتاج الى توفير حاجات الجيش، وسيتم ذلك من خلال مؤتمر دولي يُدعى اليه اصدقاء لبنان لتأمين التمويل اللازم.

ويقول المصدر ان الوضع اللبناني غير سليم، فهو يشهد "طلعات ونزلات" ويواجه فشلا وانسدادا في الافق أمام اي تسوية من جراء رغبة اسرائيلية في تنفيذ مطالبها باسرع وقت. فبعد الدمار في غزة وحتى اذا تمكن الجنوب من تجنب توسع الصراع لا يمكن الاستنتاج ان هجوم "حماس" على غزة افاد "حزب الله" لانه رغم كل ما يعلنه فريق الممانعة لا يمكن تسجيل اي انتصار لأي طرف. فحركة "حماس" فقدت غزة" و"حزب الله" سيفقد انتشاره في جنوب لبنان، والشرخ الداخلي العمودي افقده بعض حلفائه وفقد العديد من كوادره العسكرية خلال المواجهات ودُمر الجنوب، وفشلت المقترحات امام محاولة اسرائيل فرض واقع أمني جديد في جنوب لبنان.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار