حارث سليمان: مقولة لبنان ساحة لحروب الآخرين شطارة لبنانية لتنصل المسؤولين من صراعاتهم | أخبار اليوم

حارث سليمان: مقولة لبنان ساحة لحروب الآخرين شطارة لبنانية لتنصل المسؤولين من صراعاتهم

| الجمعة 16 فبراير 2024

الانباء- رأى الكاتب والمفكر السياسي د ..حارث سليمان ان مقولة «لبنان ساحة لحروب الآخرين على ارضه»، غير صحيحة ولا تمت إلى الواقع بصلة، والحقيقة هي انها شطارة لبنانية لتنصل المسؤولين اللبنانيين من صراعاتهم، علما انه ليس باستطاعة اللبنانيين في الوقت عينه، ان يتنصلوا من الصراعات الجيوسياسية القائمة في المنطقة، وذلك انطلاقا من ان كل دولة في أي من بقاع الارض، محكومة بتلقي تداعيات الصراعات والنزاعات والحروب التي تقوم على حدودها وفي محيطها الاقليمي.

وعليه، لفت سليمان، في تصريح لـ «الأنباء»، إلى ان اهم صراع في المنطقة تلقي لبنان تداعياته وتحدياته، كان الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لكن ما جرى عمليا، هو ان المسؤولين اللبنانيين لم يحسنوا إدارة تداعياته على الداخل اللبناني، مما سمح للآخرين استسهال التدخل بشؤون الدولة اللبنانية وصولا إلى ما هي عليه اليوم، فإدارة الأزمات اما ان تكون حارقة نتيجة انعدام المسؤولية الوطنية، واما ان تأتي ادارتها محاطة بحسن التدبير والدراية والحرص على الحد من الخسائر، وهو ما لم تتميز به الحكومات اللبنانية المتعاقبة.

واستطرادا، لفت إلى ان لبنان خاض أزمات كثيرة كان باستطاعته تفاديها، كحرب العام 2006 على سبيل المثال، بحيث قضت مصالح إيران آنذاك، لاسيما ما يتعلق منها بالملف النووي، نشوب هذه الحرب بواسطة وكيلها حزب الله، فانعدام المسؤولية يتكرر اليوم في جنوب لبنان، حيث كان باستطاعة الدولة اللبنانية تفادي ما يحصل فيه ميدانيا، خصوصا انه لا يفيد غزة بأي مردود إيجابي، ولا جدوى منه في تعديل موازين القوى العسكرية بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، لكن حزب الله ما كان ليخوض اليوم هذه المواجهة مع إسرائيل، لو لم يكن اسير طروحاته وشعاراته الأيديولوجية والفكرية والسياسية، التي نسبها إلى محور الممانعة باسم فلسطين وباسم الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وابرزها، «وحدة الساحات، وطريق القدس، وتدمير إسرائيل بسبع دقائق ونصف، وزحفا زحفا نحو القدس»، ما يعني ان حزب الله يخوض اليوم المواجهة مع إسرائيل ليس من منطلق وجود مصلحة إيرانية بها، انما من منطلق الإيفاء بالوعود وحفظ ماء الوجه، وذلك بمعزل عن رأي الدولة اللبنانية لاعتباره ان المقاومة لا تستأذن أحدا، ناهيك عن انه يستفرد بالقرار اللبناني ويتجاوز كل الاعتبارات الوطنية نتيجة عدم وجود خصم لبناني جدي أمامه أو رادع له.

وردا على سؤال، لفت سليمان إلى ان الاستقرار في جنوب لبنان يتطلب تطبيق القرار الدولي 1701 الذي تم انتهاكه أساسا من قبل حزب الله وإسرائيل، الا أن الجديد في مواقف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، هو اشتراطه انزال إضافات وتعديلات على القرار المذكور لتطبيقه ونفاذه، معربا بالتالي عن اعتقاده بان تطبيق القرار 1701 رهن ما ستخلص اليه المفاوضات والمباحثات حول عدد من النقاط، ابرزها إيجاد حل للفارق بين الخط الأزرق وخط الهدنة، ولمشكلة مزارع شبعا وشمال الغجر.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار