المنطقة على رصيف الانتظار... وبري مع فصل "الميدان" عن الرئاسة | أخبار اليوم

المنطقة على رصيف الانتظار... وبري مع فصل "الميدان" عن الرئاسة

| الجمعة 15 مارس 2024

المنطقة على رصيف الانتظار... وبري مع فصل "الميدان" عن الرئاسة
لا يبدو ان الدول الخمسة قادرة على تفكيك صواعق الالغام المزروعة

"النهار"- رضوان عقيل

بات كثيرون يسلّمون بانه لا يمكن فصل ملفات الداخل وفي مقدمها انتخابات رئاسة الجمهورية المعطلة عما يدور من احداث ومواجهات عسكرية في قطاع غزة، ولو ان "حزب الله" المعني بهذه الاعمال الحربية وإسناده حركة "حماس" من جنوب لبنان لا يمانع في فصل ارتدادات "7 أكتوبر" عن انتخابات الرئاسة مع استمرار كتلة "الاعتدال الوطني" في محاولتها جمع النواب في جلسة انتخاب حقيقية لا يبدو من معالمها اي شيء حتى الآن للبناء عليها والتخلص من كابوس الشغور الرئاسي. ولم تسمع كتلة "الاعتدال" من الكتل والنواب المستقلين إلا ردودا ايجابية تحتاج الى التطبيق في ساعة الحسم الانتخابية. ويعترف نواب يتمنون النجاح لـ"الاعتدال" بانها تقوم بمهمة شاقة اكبر من قدراتها رغم انطلاقاتها الهادفة الى انتخاب رئيس لدولة مشرّعة على مختلف الازمات ولا تستطيع حتى اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية.

في المقابل، وعلى رغم حماسة سفراء المجموعة "الخماسية" إلا انه لا يبدو ان بلدانهم قادرة على تفكيك صواعق الالغام المزروعة بين الكتل حتى قبل حرب غزة ومن غير المنطقي القول ان الاخيرة هي التي تؤدي وحدها الى عرقلة اتمام الانتخابات واجراء هذا الاستحقاق وفق القواعد الدستورية المطلوبة لان المعضلة لبنانية في الاصل. واذا لم يتلقَّ الغربيون وعلى رأسهم الموفد الاميركي آموس هوكشتاين كلاما حاسما من "حزب الله" بفصل ما يحدث في الجنوب عن الحرب في غزة، فلا يمكن بعد تطورات الاشهر الاخيرة وما حملته من متغيرات على اكثر من مستوى القول ان طريق الرئيس المقبل والمنتظر اصبحت معبّدة الى قصر بعبدا في ظل كل الصرخات التي تصدر عن بكركي التي تدعو منذ اليوم الاول لدخول البلاد في هذا الشغور الى انجاز هذا الاستحقاق.

وبعد فشل المساعي الاميركية والفرنسية الاخيرة التي تشدد على فصل غزة عن انتخابات الرئاسة، بات من المؤكد ان الجميع يدورون في حلقة الانتظار المفتوح الى حين التثبت مما ستنتهي اليه حرب غزة في ظل عناد نتنياهو في تحقيق ما رسمه حيث لا رادع يمنعه حتى الآن من تنفيذ جيشه هجوما على رفح المحاصرة وتحويل غزة جزيرة معزولة مع محاولته اجتثاث "حماس".

في موازاة ذلك، كان السيد حسن نصرالله واضحا في اطلالته الاخيرة بعدم تراجع حزبه عن اسناد غزة، فضلاً عن الدفع الذي اعطاه لـ"حماس" بمفاوضاتها باسم "محور المقاومة" كله في رسالة واضحة المعالم لكل من يهمه الامر وعلى رأسهم واشنطن والقول لنتنياهو انه مجبر على التحدث مع "حماس" التي اربكت دولته في عملية "طوفان الاقصى" بغضّ النظر عما سترتبه من نتائج في المستقبل. ولم يأتِ نصرالله على ملف الرئاسة لان الاولوية عنده اليوم تبقى للميدان العسكري مع تصاعد التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان. ويقول لسان حال "حزب الله" هنا: صحيح انه يضع امكاناته في المواجهات على ارض الجنوب، لكن كتلته النيابية لا تعارض ايا من المساعي التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية. ويرفض الرد على الاتهامات التي يتلقاها من مناوئيه في البرلمان بانه اول المعرقلين لاتمام هذا الاستحقاق وان من مصلحته الابقاء على هذا الشغور حيث لا يتزحزح عن خياراته الرئاسية إلا بانتخاب المرشح سليمان فرنجية الذي يرى فيه السند لحماية ظهر المقاومة.

واذا كان الرئيس نبيه بري يشدد على مسمع الموفدين الغربيين، ولا سيما امام هوكشتاين، على ضرورة تحقيق هدنة او وقف اطلاق النار في غزة وضرورة ان تشمل جنوب لبنان، الا انه مع انتخابات الرئاسة اذا توافرت ظروفها الملائمة اليوم قبل الغد وعدم ربط هذا الاستحقاق بالميدان لا في غزة ولا في الجنوب.

ومن هنا ينتظر الجميع التوصل الى الهدنة المنتظرة في غزة مع ترحيب في حال انسحابها على جنوب لبنان. وهذا ما تنقله شخصية لبنانية على تواصل مع المسؤولين القطريين المولجين بمتابعة الملف الرئاسي في بيروت. ويضيف ان الدوحة منهمكة بمتابعة تطورات غزة وسيحضر موفدها الى بيروت عند حلول الهدنة حيث لن تتراجع الدوحة عن مواصلة بذل جهودها ايضا على مستوى ان تمتد الهدنة في حال تطبيق طبعتها الفلسطينية اولا الى الجنوب لتواصل الدوحة بعدها مهمتها في تقريب المسافات البعيدة بين الكتل النيابية اللبنانية بالتنسيق مع "الخماسية" ولو حافظت على لمسة سياسية خاصة بها تمكنها من الحوار والحديث مع مختلف الافرقاء اللبنانيين الذين يستمرون في مسلسل نزاعاتهم وردودهم واتهاماتهم المتبادلة. وفي خضم هذه المراوحة المفتوحة، ينشغل اللبنانيون بمتابعة جولات سفراء "الخماسية" على بكركي ومرجعيات سياسية الاسبوع المقبل من دون التعويل على احداث خرق كبير في الملف الرئاسي إذ لا تشكل كل هذه الاتصالات اكثر من ملء الوقت الضائع الذي تحوّل استنزافا لكل ما تبقى من مقومات وعناصر قوة لبنانية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار