من البطريرك الروسي الى بوتين... السلاح النووي سيمنعك من الاستمتاع بعالمك متعدّد الأقطاب!... | أخبار اليوم

من البطريرك الروسي الى بوتين... السلاح النووي سيمنعك من الاستمتاع بعالمك متعدّد الأقطاب!...

انطون الفتى | الجمعة 15 مارس 2024

مصدر: أهداف بوتين بالحديث عن السلاح النووي داخلية أكثر ممّا هي خارجية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

عامان مرّا على الحرب الروسية على أوكرانيا، وهي الحرب التي حطّمت كل المحرّمات والخطوط الحمراء الكلامية والتهديدية المرتبطة بالسلاح النووي.

 

خطر وجودي

فبُعَيْد انطلاق المواجهة العسكرية التي أرادتها موسكو خاطفة وصاعِقَة ومُرعِبَة للأعداء في الغرب قبل أوكرانيا، والتي تعثّرت خلال الأيام والأسابيع الأولى لانطلاقتها، بدأت القيادة السياسية والعسكرية الروسية بالتلويح باستعمال السلاح النووي عبر خطوات عدّة، من بينها الإعلان عن وضع القوات والأسلحة النووية في حال تأهُّب قصوى، وغيرها من الأمور.

ومع استمرار الفشل العسكري الروسي في حَسْم الأمور، وبموازاة زيادة الخسائر العسكرية الروسية، بات السلاح والتهديدات النووية على ألسنة كبار القادة الروس، تماماً كما لو كانوا يتحدّثون عن لعبة. وهو الوضع المستمرّ نفسه حتى الساعة، إذ لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام باستعمال السلاح النووي في حال شعور روسيا بخطر وجودي. والمُفارَقَة هي أن رئيس الكرملين يوصّف الهزيمة في أوكرانيا بأنها خطر وجودي، على قاعدة أنه إما تربح موسكو حربها على كييف، أو لا يحقّ لأحد أن يعيش على وجه الأرض. فإمكانية استخدام روسيا للسلاح النووي تعني أنها ستُقصَف هي الأخرى بهذا السلاح نفسه، وهو ما سيُزيل كل إنسان عن وجه الكرة الأرضية في النهاية، بهجمات نووية مُتبادلة ومتكرّرة.

 

البطريرك الروسي

وأمام هذا الواقع، أما حان الوقت ليخرج بطريرك موسكو وعموم روسيا عن صمته في هذا الإطار، انطلاقاً من أنه لا يجوز التهديد بأسلحة الدمار الشامل، ولا بالإبادة، ولا بأي نوع من الممارسات التي يتّهم "العالم الروسي" الغرب بامتهانها؟

وماذا عن حرب الأخلاق والقِيَم التي يخوضها بوتين بدعم من بطريرك روسيا كيريل، والتي تتعارض تماماً مع كل ما له علاقة بالإبادة، وتدمير حياة البشر؟

وماذا عن ضرورة أن يقوم البطريرك كيريل بلفت أنظار بوتين، الى أن استعمال السلاح النووي وإزالة البشرية من الوجود، سيمنع روسيا من التمتُّع بالعالم متعدّد الأقطاب، وبكسر الآحادية الأميركية والغربية الفاسدة، الذي تقول (روسيا) إنه هدف تحقّق ويتحقّق بفضلها، وبمباركة من جانب بطريرك روسيا؟

 

بروباغندا...

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "علاقة بوتين بالكنيسة الروسية جيّدة جدّاً، وهي بيده في مكان ما. فالبطريرك كيريل والمطارنة الروس ليسوا على خلاف مع الرئيس الروسي، بل هم بحالة تنسيق دائم وكامل معه. وهم يدركون جيّداً أن استعمال السلاح النووي لن يقتصر فقط على قيام الجيش الروسي بضرب دول في الخارج، بل سيصل الى مرحلة تلقّي موسكو هجمات من هذا النوع هي أيضاً. وبالتالي، يعلم الجميع أن أهداف بوتين بالحديث عن السلاح النووي داخلية أكثر ممّا هي خارجية".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "يمكن التعامُل مع تهديد بوتين باستعمال السلاح النووي مؤخّراً، انطلاقاً من تفسيرَيْن، الأول على أساس أنه نوع من بروباغندا سياسية دولية تقول إنه مستعدّ لاستخدام هذا السلاح إذا أراد الغرب حشره أكثر، وإذا كان يرفض (الغرب) إيجاد حلّ مقبول للأزمة الروسية - الأوكرانية. وأما الثاني، فله علاقة بالانتخابات الرئاسية الروسية التي بدأت عملياً، وكنوع من شدّ العصب السياسي لدى الناخب الروسي".

وختم:"بوتين خائف من نتائج الانتخابات الرئاسية لا سيّما بعد حادث مقتل المعارض الروسي ألكسي نافالني، القادر على أن يخلق ردّة فعل سلبية للرئيس الروسي. هو لن يسقط في الانتخابات طبعاً، ولا يخاف من هذا الاحتمال، ولكنّه قلق من إمكانية أن لا يكون عدد المشاركين في التصويت كبيراً، بشكل قد يُعتَبَر نكسة له. ولذلك، يمكن للحديث عن التهديدات الوجودية والحرب النووية أن يكون محفّزاً للناخبين الروس على الإقبال الى الانتخابات بكثافة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة