"قبة باط" لتمرير القرار... واشنطن "تغسل يديها" قبل الانتخابات الرئاسية! | أخبار اليوم

"قبة باط" لتمرير القرار... واشنطن "تغسل يديها" قبل الانتخابات الرئاسية!

عمر الراسي | الثلاثاء 26 مارس 2024

"قبة باط" لتمرير القرار... واشنطن "تغسل يديها" قبل الانتخابات الرئاسية!
مصدر ديبلوماسي رفيع: على دول الخليج ان تستفيد من نقطة التحول!

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

حتى اللحظة لم تلتزم اسرائيل بقرار مجلس الامن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لاطلاق النار خلال شهر رمضان والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن و"الحاجة الملحة لتوسيع تدفق" المساعدات إلى غزة.
غير ان اللافت هو تصويت 14 دولة لصالح القرار، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، وذلك بعد لجأت لاربع مرات متتالية الى حق النقض لاسقاط مشاريع مماثلة طرحت على مجلس الامن منذ 7 تشرين الاول من العام الفائت.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، امس الاثنين إن واشنطن امتنعت عن التصويت على القرار لأنه لم يذكر حركة حماس "جزئيًا".وأضافت: أنه تم تجاهل بعض التعديلات الرئيسية التي أدخلتها الولايات المتحدة على مشروع القرار، بما في ذلك طلب الولايات المتحدة إضافة إدانة حماس.

لكن هذا التبرير لا ينفي ان الولايات المتحدة "قبة الباط" من اجل تمرير القرار بما يعكس الخلاف المتزايد بين الادارة الاميركية وحكومة بنيامين نتنياهو.
وفي هذا السياق، قال مصدر ديبلوماسي رفيع عبر وكالة "أخبار اليوم" انه حتى ولو صدر القرار تحت الفصل السادس فانه الزامي من حيث المبدأ وعلى اسرائيل تطبيقه. مضيفا: لكنه شكل سابقة بتخلي الولايات المتحدة الاميركية مرحليا او بصورة موقتة عن حليفها الذي اصبح مزعجا لها وهي على ابواب دخولها فترة الانتخابات الرئاسية اي انها امام مرحلة حاسمة بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، واذا كان الخلاف بين الاول ونتنياهو قد ظهر الى العلن، فان ترامب صرّح بما لا يقبل الشك انه على اسرائيل ان توقف الحرب على غزة وتعود الى السلام.
ورأى المصدر ان اميركا وهي في طريقها الى مرحلة الانتخابات الرئاسية اصبحت اكثر واكثر في عزلة وهي امام خيارات صعبة، لا سيما وانها وقفت ضد روسيا في حربها المدمرة على اوكرانيا والتي تهدد المحيط الاوروبي، وفي الوقت نفسه مع اسرائيل في حربها المدمرة على غزة والتي تهدد عددا من الدول العربية.

واعتبر المصدر ان الحرب الاسرائيلية على غزة، اسقطت مشاريع اميركية اساسية، بعدما كانت واشنطن تعيش حلما اسمه "التطبيع" الذي تراجع كثيرا على وقع الحرب، كما كانت تعيش حلما لا بل هاجس الشرق الاوسط الجديد لكنه انتهى بكابوس. لذا رأت الولايات المتحدة، انها لا تستطيع ان تستمر على هذا المنوال مع "حليف مزعج" يمسك بزمام اموره وقراراته نتنياهو "المتعجرف"، والاخطر هذا الاخير يتصرف انطلاقا من ادراكه انه حين ينتهي من هذا النفق المظلم سينهي حياته سياسية بشكل كامل ويدخل في التاريخ الاسود لدولة اسرائيل: فـ7 تشرين الاول هو تاريخ رهائن، مقتل جنود وضباط من الجيش الاسرائيلي بشكل لم تشهده اي معركة او حرب اسرائيلية من قبل، فالحكومة الاسرائيلية تتقهقر في الداخل و في العلاقات الخارجية. وبالتالي فان نتنياهو مستعد لاي شيء كونه في مطلق الاحوال خاسر خاسر، فرأت واشنطن هذا الخطر ووجدت انه يجب ان تغسل يديها من الدمّ.

والى جانب الموقف الاميركي الاساسي، توقف المصدر عند تأييد الخليج العربي للقرار الاممي ما يدل على ان الدول الخليجية ستتراجع عن التطبيع وفتح سفارات وقنصليات وارساليات في وقت يتراجع فيه حلّ الدولتين اكثر فأكثر، لا سيما وان شعب فلسطين "السُني"ّ بأكثريته الساحقة يقتل على يد الصهاينة يوميا وتدمر بيوته واحياؤه ومنشآته الاستشفائية والطبية والكهربائية والمدنية والعسكرية....
في المقابل حل الدولتين يبتعد كثيرا.
وخلص المصدر الديبلوماسي الى القول: لا شكّ ان هناك نقطة تحول مهمة اذا استفاد منها العرب ووحدوا كلمتهم - على الاقل مرحليا- كما وحدّت اميركا كلمتها وهي على عتبة الانتخابات الرئاسية، يمكن عندها ايقاف هذه الحرب، وبالتالي عندما لا تنتصر اسرائيل بشكل حاسم على حماس تصبح في حالة من القهقرة المتمادية وبالتالي تدخل في مرحلة ان لم نقل عنها "احتضارا" فعلى الاقل تدخل في مرحلة نزاع داخلي كبيرة قد تودي بالمسلمات الاسرائيلية الى الهلاك.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار