القوميّ إتهّم ضمنيّاً القوّات: من فَعَلها؟
بعد جريمة جبيل... الأجهزة المعنية تتأهب
شادي هيلانة - "اخبار اليوم"
لم يكن ينقص لبنان الّا "جريمة جبيل" الوحشية، التي أودت بحياة منسق "القوّات اللبنانية" باسكال سليمان بطريقة مأساوية، ما اججّ مناخاً حادّاً محموماً بالغضب والتوترات في الشارع، منذرا بفتنة وفوضى منظمة تُدبر في الغزف السوداء، يخشاها اللبنانيون في هذا الظرف الدقيق المشحون سياسياً وأمنياً واجتماعياً، وذلك بالتزامن مع الذكرى التاسعة والاربعين لاندلاع الحرب الاهليّة.
اذاً، هل نحن امام غرفة تحكُّم سوداء، تهدف الى اذكاء سعير الاحقاد الطائفية، وترجمتها الى اعمال انتقام ثأرية، اضف الى ذلك الواقع الامني المتفلت، على الحدود التي انتهكت سيادتها قوى الامر الواقع في مشروعها لانقاذ النظام السوري؟، فالخوف انّ يؤدي هذا الامر في نهاية المطاف الى حرف الانظار عن قضايا البلد المصيرية، واكمال مؤامرة تفتيته، وتحويله الى جيوب وامارات متقاتلة تذبح بعضها البعض.
وظهرت على هذا الصعيد، ايادٍ خبيثة، تسعى الى اشعال نار الفتنة وتغذيتها، لا سيما لجهة تسخين الجبهة الامنية بين القوّات اللبنانية والحزب القومي السوري الاجتماعي، وذلك بعدما اقدم مجهولون اول من امس على الإعتداء على مركز القومي في منطقة جديتا البقاعية، وقاموا عن سابق اصرار وتصميم برفع علم القوات بعد تكسير بعض واجهات المبنى، ولم تنتهِ المسألة عند هذا الحد، بل تم إحراق سيارة اسعاف تابعة للقومي السوري في بلدة بيصور فجر يوم الخميس.
وتشير مصادر امنية لوكالة "اخبار اليوم"، انّ ثمة مجموعات تعدّ للفتنة، في جريمةٍ يمكن اعتبارها موصوفة تسعى من خلالها، الى زج الفريقين في حرب فتنوية طائفية، بالتالي يجري العمل من قبل الأجهزة المعنية على مواجهة اللعب بالاستقرار الامني، وفرض انضباط تام وكامل لإحباط هذا المخطط الذي يحاول بعض الافرقاء السياسيين استغلاله ضد القومي والقوّات لاعتبارات لن نغوص فيها الآن.
في المقابل، صحيح انّ القومي سارع الى اتهام معراب بشكلٍ مباشر بالضلوع باستهداف مركزه، بوصف القوات اللبنانية انّها الطابور الخامس في لبنان، والتي تنفذ أجندات خطيرة تمس بأمن البلاد وتخدم العدو "الاسرائيلي" بشكل واضح، الا ان منسقية زحلة في القوات استنكرت الحادثة في جديتا، كما استنكرت منسقية عاليه احراق سيارة الاسعاف التابعة للحزب القومي في منطقة بيصور، واكدتا على رفضهما لهذه الأساليب التي تُخفي في طياتها مشاريع فتنوية خطيرة.