فنيش لـ"أخبار اليوم": الهجوم الايراني وضع الكيان الصهيوني في حجمه الحقيقي
المشكلة الرئاسية قائمة منذ ما قبل حرب غزة وخلالها وقد تستمر الى ما بعدها
خاص - "أخبار اليوم"
اعتبر الوزير السابق محمد فنيش ان كل ما يضيق هامش العدوان الاسرائيلي - المدعوم دائما غربيا وتحديدا من قبل اميركا وبريطانيا وفرنسا التي دخلت على الخط اخيرا- هو لمصلحة القضية العربية ولبنان البلد الذي يشكو من استهدافات دائمة يقوم بها الكيان الصهيوني سواء لامنه او سيادته او احتلال اجزاء من ارضه او تهديد لثرواته...
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال فنيش: هذا الحدث او التحول الكبير المتمثل بالرد الايراني الذي نُفذ ليل السبت الاحد الفائت، يضع الكيان الصهيوني في حجمه الحقيقي الذي هو اقل بكثير مما تمّ الترويج له لجهة التهويل والتخويف واسطورة قوته، فقد بدا واضحا امام مقاومة صلبة في غزة مدعومة من محور المقاومة، ان هذا الكيان هشّ في قدراته الامنية والعسكرية. كما بدا واضحا انه من دون منُشئيه وداعميه لا يقوى على التمادي في العدوان ولا يستطيع ان يحمي نفسه من اي فعل وردّ.
واضاف: اذا كان هناك من يحرص على القضية الفلسطينية وأمن المنطقة، فعليه ان يرى ان الامر يندرج في هذا الاطار.
وفي هذا السياق، سئل: لماذا حيّدت ايران حزب الله في ردها على استهداف مقر قنصليتها في دمشق؟ اجاب فنيش: هذا التطور يدحض الكثير من المقولات التي تمّ الترويج لها تزويرا وتشويها عن ان ايران تقاتل من خلال حلفائها وتنأى بنفسها وكل ما يحصل هو لخدمتها بمعزل عن مصالح هؤلاء الحلفاء، وكأن كل ما يجري في المنطقة من غزة الى لبنان فالعراق واليمن وصولا الى سوريا هو بتحريك من طهران التي لا تقوم باي فعل، لكن تبين ان ما قامت به ايران نتيجة عدوان عليها اكد انها قادرة - اذا ما تعرض امنها – على الردّ بما يعبر عن ارادتها وبوسائلها وبقدراتها.
وبالتالي، تابع فنيش: علاقتها مع حلفائها ليست علاقة تبعية بل هي تدعمهم لما لهم من قضية عادلة نتيجة احتلال ارضهم او تهديد امنهم، كما انها تدعمهم نتيجة مواقفها النابعة من دورها وثقافتها وايمانها وعلاقاتها كجزء من هذه المنطقة تاريخيا وحضاريا. واعتبر ان الدعم الايراني لحركات المقاومة هو لمصلحة الدول التي تدافع عن نفسها، اما اذا تعرضت ايران لعدوان فهي ايضا قادرة على ان تدافع عن نفسها.
من جهة اخرى، وامام كل هذه المستجدات، هل ما زال الملف الرئاسي معلقا بانتظار انتهاء الحرب في غزة؟ نفى فنيش الامر، مشددا على ان الفراغ لا صلة له بالحرب، معتبرا ان هذه المشكلة قائمة منذ ما قبل حرب غزة وخلالها وقد تستمر الى ما بعدها، جازما ان هذا الملف مرتبط بحساب مختلف الاطراف اللبنانية.
وذكر ان حزب الله وحلفاءه دعوا منذ البداية الى عدم مقاربة الملف بالطريقة التي حصلت، اي ايجاد معادلة انطلاقا من هجمة كانت تستهدف لبنان، لكن البعض يعتبر نفسه انه قادر على تغيير المعادلات في لبنان، ويمكنه ان يأتي برئيس جمهورية لحساب علاقته الخارجية او لحساب مشروعه السياسي، لذا دعا حزب الله وحلفاؤه خصوصا حركة "أمل" الى الوصول الى تفاهم من خلال الحوار، ولديهم مرشحهم (الوزير السابق سليمان فرنجية) الذي يتمتع بكل الاسباب الموضوعية التي تؤكد انه يخدم مصلحة لبنان.
وختم: لم يتغير شيء على هذا المستوى، فربط الاستحقاق باي احداث وتطورات خارج اطار المعادلات الداخلية هو امر غير صحيح.