كيف تعمل "الجيوش الإلكترونيّة" وأيّ محاور تخرق من خلالها؟ | أخبار اليوم

كيف تعمل "الجيوش الإلكترونيّة" وأيّ محاور تخرق من خلالها؟

| الثلاثاء 16 أبريل 2024

كيف تعمل "الجيوش الإلكترونيّة" وأيّ محاور تخرق من خلالها؟

كل الأحزاب "تتجنّد" لهذا "الهجوم" و"حزب الله" الأفضل بلا منازع


 "النهار"- منال شعيا

هي الجيوش الإلكترونية. عبارة يردّدها الجميع، في إشارة الى حملات إعلامية منظمة غالباً ما توجّه نحو الخصوم وتهدف الى ضرب صورتهم وبث الأخبار الكاذبة أو المضللة. وبالأمس القريب، لفت كلام الأمين العام لـ"#حزب الله" السيد حسن نصرالله حين انتقد "الجيوش الإلكترونية للأحزاب"، أو ما سمّاه "الحسابات البغيضة والوهمية"، فهل هذا يعني أن "حزب الله" بمنأى عن عمل هذه الجيوش؟ وهو الذي يخوض "حرباً كونية" ضد العدوّ الإسرائيلي؟!
وبالأساس، ماذا تعني "الجيوش الإلكترونية"، ولمَ أصلاً هذه التسمية؟ وكيف تعمل الأحزاب، كل الأحزاب اللبنانية، في تنظيم "جيوشها الإلكترونية"؟

تعود تسمية "الجيوش الإلكترونية" الى أن هجوماً إلكترونياً إعلامياً محدّد الأهداف ينطلق في الوقت نفسه، من حسابات عدة.

يشرح الخبير في أمن المعلومات والتحول الرقمي رولان أبي نجم لـ"النهار"، أن "أكثر من 10 آلاف حساب يمكن أن تنطلق في الوقت عينه، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتساب بأعداد كبيرة لا بل ضخمة، انطلاقاً من حسابات وهمية للهجوم نحو قضيّة محددة أو شخصية معينة. من هنا، كلمة جيوش مردّها الى الهجوم الذي ينطلق في الدقيقة نفسها من خلال حسابات عدة للتصويب على هدف محدد".

أقسام وعمل منظم
لكن هذا التفسير لا يعني إطلاقاً أن العمل عفوي، بل على العكس تماماً. وفق أبي نجم إنه "عمل منظم مئة في المئة، ويتطلب الكثير من الإمكانيات المادية والتقنية والمالية".
يعطي أبي نجم مثل انتخابات نقابة المهندسين، إذ بثّ عبر الواتساب وبعض المواقع محادثة بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، على خلفية دعم أحد المرشحين، ولاحقاً، سُرّب أيضاً موقف قيل إنه لحزب "القوات اللبنانية".

كل ذلك كان قبل ساعات معدودة من إعلان النتيجة. إذن، كان العمل هادفاً ومحدداً، وانطلق من ماكينات الأحزاب.

معنى ذلك، هل كل حزب بات لديه اليوم جهاز منظم يهتم بما يسمّى "الجيش الإلكتروني"؟
يجيب أبي نجم: "بالطبع نعم. إن الجيوش الإلكترونية تعمل وفق أقسام عدة، وأول قسم منها، له علاقة بتركيبة المطبخ الإعلامي للحزب، أي بالمكان الذي تركّب فيه الأخبار وتُطبخ. وغالباً ما ينشط هذا الجهاز في ظروف سياسية – أمنية حساسة، أي إنه لا يكون عابراً بل يرتبط بحدث وزمن مهمين".

ويتدارك: "كل الأحزاب اللبنانية، من دون أي استثناء، لديها مسؤول عن الجيوش الإلكترونية، أي إنها تعنى بهذا الشق من العمل الإعلامي".

أما الأقسام الأخرى التي تعمل من خلالها الأحزاب لتفعيل جهازها في الجيش الإلكتروني، فيعدّدها أبي نجم كالآتي: "القسم الثاني من عمل الجيوش، بعد فبركة الخبر أو تجهيزه، يكون من خلال توزيعه. والنشر يتمّ دوماً عبر مواقع إخبارية، باتت هي الأخرى في طور النموّ لئلا نقول، الطفرة، من حيث أعدادها، الأمر الذي يشكل بيئة حاضنة ملائمة لهذا النوع من الأخبار، إذ تُنشر الأخبار بلا أي ضوابط أو تدقيق. لذلك، فإن الجيوش الإلكترونية تسعى الى نشر أخبارها عبر تلك المواقع، لا من خلال وسائل الإعلام المعروفة والمواقع الإلكترونية التابعة لها رسمياً، والتي تتمتع بالصدقية وتقوم بعملية تدقيق للخبر قبل نشره. وهذا الأمر يشكل عائقاً أمام "هجوم" الجيش الإلكتروني. من هنا، نرى أن الأخبار المفبركة غالباً ما تتم عبر مواقع أخرى وتنشط كثيراً أيضاً عبر مجموعات الواتساب، وترفق بعبارة "متداول".

أما القسم الثالث للعمل فيكون غبر اختراق حسابات المواقع الإلكترونية المعروفة، مما يساعد على توسيع مروحة الحملة التي يريدها المنظمون.
القسم الرابع هو التنصّت على الواتساب".

هذه هي المحاور التي من خلالها تعمل "الجيوش الإلكترونية". وكل الأحزاب ليست بمنأى أبداً عن هذا الحيّز من النشاط، والسؤال: لمَ صوّب "نصرالله" على الأحزاب الأخرى، فيما "حزب الله" أكثر من يجيد هذا النشاط؟

يعلق أبي نجم: "يعتبر "حزب الله" الأساس في عمل الجيوش الإلكترونية. لماذا؟ لأنه يخوض معارك ضد إسرائيل وله أيضاً مواجهات دولية، أي إن عمله في هذا المجال، ليس محصوراً أبداً بالشق المحلي أو الداخلي، مثل الأحزاب اللبنانية الأخرى التي غالباً ما يكون عمل جيوشها الإلكتروني محصوراً في نطاق محلي ضيّق. أما "حزب الله" فهو يعمل عبر جيشه الإلكتروني على صعيد دول، لا بل إن تنظيمه الأمني والعسكري يتيحان له أن يكون متقدماً في هذا المجال، لأن عمل الجيوش الإلكترونية الناجح يتطلب قدرات مادية وتقنية وعسكرية وأمنية، و"حزب الله" يملك كل هذه الإمكانيات، وقادر أيضاً على خلق حسابات وهمية عبر شراء الأموال وغيرها من الوسائل المتاحة له. إن عمل الجيوش الإلكترونية يتطلب تكاليف باهظة ويكون له خلفيات أمنية أيضاً، ولكل هذه العوامل، يُعتبر "حزب الله" الأفضل في هذا المجال بلا منازع، على أكثر من صعيد".

أمّا والحال هكذا، فلمَ التصويب على الآخرين؟
ببساطة، لأن "حزب الله" والسيد نصرالله بالذات، يدركان تماماً قيمة هذا العمل من الجيوش الإلكترونية وأهميته أو بالأحرى فاعليته، ولا سيما في الوقت الراهن... وفي زمن المعارك الداخلية والخارجية...
الكلمات الدالة

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار