الدول لا تُحكَم بالعاطفة ولا بالغريزة... إلا لبنان... | أخبار اليوم

الدول لا تُحكَم بالعاطفة ولا بالغريزة... إلا لبنان...

انطون الفتى | الأربعاء 17 أبريل 2024

خطأ كبير يُظهر أسباب الفشل في سياسته الداخلية والخارجية

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

رغم المشاكل الكثيرة في ما بينها، والتي تصل الى حدّ التقاتُل الحربي، وتبادُل "الضربات" الأمنية والاقتصادية، إلا أن كل دول المنطقة والعالم تُحسن "اللّعب" بالسياسة الإقليمية والدولية لمصلحة شعوبها وأوضاعها الداخلية، إلا لبنان.

 

القاعدة الأساسية

فبمعزل عن نوعية السياسات المُعتمَدَة، ونِسَب النجاح، تبقى القاعدة المُعتمدة من جانب الحُكم في أي بلد، هو تأمين المصلحة الداخلية. وأما القاعدة الأساسية بالنّسبة الى الطبقة الحاكمة في لبنان، فهي مصالحها الخاصة لا العامة، والانضواء في اللعبة الإقليمية والدولية على هذا الأساس.

 

بالتسويات أو بالحروب

أشار مصدر سياسي الى أن "دول المنطقة تعمل الآن، وفي هذه اللحظة الإقليمية الحرجة بالذات، وفقاً لمصالحها وشعوبها بكل الوسائل، أي سواء بالتسويات أو بالحروب. وأما الترجمة العملية لهذا الواقع في لبنان، فهي التسويق الشعبوي للحروب والأزمات والمخاطر، من دون أي بحث عن المصالح اللبنانية. فاللبنانيون وحدهم تقريباً في المنطقة، لا يتصرّفون خدمةً لمصلحة بلدهم".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "أننا بحاجة الى طبقة حاكمة تُحسن إدارة شؤون لبنان وشعبه ضمن هذا العالم المُعقَّد. وهذا لا يتطلّب نِسَباً مرتفعة من الذكاء".

 

داخلياً وخارجياً

ولفت المصدر الى أن "الأميركيين مثلاً، وبعد استهداف قاعدتهم في الأردن، لم يسترسلوا في الرّدود، ولا في الحالة العاطفية. وبين فتح معركة كبرى مع إيران وفصائلها في المنطقة، وبين ما انتزعته واشنطن من طهران على صعيد وقف هجمات ميليشياتها على القواعد الأميركية، فضّل الأميركيون الخيار الثاني، وهو الأصحّ. فالدول لا تقيس مصالحها بالعاطفة، ولا بالغريزة، بينما هذه هي الحال في لبنان، وفي قضاياه الداخلية والخارجية على حدّ سواء".

وأضاف:"بالضربة التي نفّذتها إيران على إسرائيل، أوصلت طهران رسالة مفادها أنه ما عاد بإمكان تل أبيب ضربها من دون حدود، كما كان يحصل سابقاً. ولكن تقصّدت أن تكون ضربتها متّزنة، وأن لا تتسبّب بإشعال حرب كبرى، وذلك لأن القوى الإيرانية المسلّحة ليست بمستوى مواجهة من هذا النوع. وهذه طريقة صحيحة في العمل السياسي والعسكري أيضاً".

وختم:"المصالح الاستراتيجية لدى كل دول المنطقة هي عدم اندلاع حرب. بينما يقيس اللبنانيون الأمور بميزان الرّبح العاطفي أو الهزيمة العاطفية. وهذا خطأ كبير، يُظهر أسباب الفشل في إدارة شؤون لبنان وسياسته الداخلية والخارجية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة