اللبنانيون دفعوا الثمن على أرض الجنوب كما في الداخل بالحرب الأهلية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
لا خلاف بين اثنَيْن في لبنان على أن الجنوب من أغنى المناطق والمحافظات اللبنانية، بالنفط، والغاز، والمياه، والأراضي الزراعية، والقدرات السياحية... وعلى أنه من أكثر المناطق المسلوبة من يد الدولة اللبنانية أيضاً، على مرّ العقود.
ضياع فُرَص
فمن عصر منظمة التحرير الفلسطينية، والقوى الإقليمية والمحلية الداعمة لها، مروراً بعصر الأحزاب والتيارات الثورية والإيديولوجية المُسَيْطِرَة على الجنوب اللبناني بإسم القضية الفلسطينية، وصولاً الى يومنا الحاضر، الذي يشهد فيه (الجنوب) أخطر أنواع التدمير التدريجي، مدّة زمنية تُقارب الستّة عقود تقريباً. وهي فترة توثّق ضياع فُرَص كثيرة على تلك المنطقة ولبنان، لأسباب ومُنطَلَقات غير لبنانية تماماً.
فهل من سبيل للانتقال من حالة الى أخرى على هذا الصعيد؟
عودة الدولة الى الجنوب
أكد مصدر واسع الاطلاع أن "لا مجال لتغيير تلك الحالة سوى بفرض الدولة سيادتها على كل الأراضي اللبنانية، وبمنعها كل الحركات الأصولية والثورية والحزبية من السيطرة على أرض الجنوب".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "اللبنانيين يدفعون الثمن عن غيرهم في النهاية. فهُم الذين دفعوا ثمن القضية الفلسطينية في الماضي، على أرض الجنوب كما في داخل لبنان بالحرب الأهلية. وها هم الآن أيضاً يدفعون ثمن الحرب في غزة. وليتوقّف ذلك، يتوجب على الدولة أن تستلم الأرض والأمن وكل شيء، تماماً كما تفعل في جونيه وكسروان وبيروت وزحلة وكل باقي المناطق. وبالتالي، يجب أن تعود الدولة اللبنانية الى الجنوب".
مصلحة إيرانية
واستغرب المصدر "تجاهُل أفرقاء وجماهير فريق محور "المُمانَعَة" في لبنان حقيقة أن آلاف اللبنانيين باتوا في عداد النازحين من الجنوب اليوم من جراء القصف الإسرائيلي، وحقيقة أن آلاف المنازل دُمِّرَت، وأن الكثير من المحاصيل الزراعية أُتلِفَت. وبالتالي، ما معنى الحرب في الجنوب حالياً؟".
وأضاف:"هم يقولون إنها لمساندة غزة وتخفيف الضغط عنها. ولكن بمراقبة النتيجة، أي طائرة إسرائيلية مُنِعَت من شنّ غارة هناك، بسبب جبهة جنوب لبنان؟ وأي وحدة عسكرية إسرائيلية امتنعت عن التوغّل في غزة بسبب جبهة لبنان؟ وبما أن الجواب هو أن جبهة الجنوب لم تؤثّر على القتال في القطاع، نسأل ما معنى الحرب المفتوحة في جنوب لبنان اليوم؟".
وختم:"مؤسف أن الكلام المحلّي المرتبط بالحرب يخلو من المنطق، ويكتفي بضمان مصلحة إيرانية تعمل في لبنان، من دون أن يكون لها علاقة بمصالحه، بل بمصالح إقليمية لا دخل لنا بها".