من الجدّ الى الحفيد... مادّة لاصقة تسمح للمسؤولين في لبنان بأن يلتصقوا بالكراسي الى الأبد... | أخبار اليوم

من الجدّ الى الحفيد... مادّة لاصقة تسمح للمسؤولين في لبنان بأن يلتصقوا بالكراسي الى الأبد...

انطون الفتى | الجمعة 26 أبريل 2024

يمكن لطلاب في المدرسة لا في الجامعات فقط أن يتشاجروا على أمور حصلت قبل 60 عاماً

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن أن كل جامعات الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والعالم، المهمّة، تمثّل خطّاً سياسياً معيّناً في النهاية، وعن أنها تدخل في البنية الاقتصادية لدولها على مستويات مختلفة، إلا أن مشهد اشتعال الجامعات الأميركية مؤخّراً ضد الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، يُعيدنا الى ما لدينا نحن على مستوى لبنان والمنطقة، وذلك أكثر من أن يجعلنا نفكّر بنتائج احتجاجات جامعية أميركية على حروب أميركية وأزمات عدّة قبل عقود.

 

18 - 25 عاماً...

فنحن ضمن منطقة ينخفض مستوى الحريات فيها بشكل عام، مهما كثُرَت بعض مظاهر الازدهار والتقدّم والحداثة، في هذه الدولة الإقليمية أو تلك. كما أننا في بلد (لبنان) ينعم بحريات كثيرة بالفعل، ولكنّها "غير صحية"، إذ إنها فوضى ومصالح شخصية ومنافع خاصّة في معظم الأحيان، وليست حريات حقيقية.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك، هو أن هناك عدّة جامعات في لبنان مرموقة ومُموَّلة من دول غربية، ولكنها لا تزال بعيدة كل البُعد من مشهد الحريات الغربية. ففي تلك الجامعات نفسها، يمكننا أن نجد من هم بين 18 و25 عاماً تقريباً، يتقاتلون حتى الدم في كثير من الأحيان، حول أمور جرت في الثمانينيات والسبعينيات والستينيات... أي في مدّة زمنية لم يكونوا (لا هم ولا أهلهم ربما) قد ولدوا خلالها، بل ربما يكون أجدادهم عايشوها. كما نجد "فَوْرَة الشباب" مُدجَّنَة لديهم في كل ما يتعلّق بالقرارات والتشريعات والسياسات الظالمة، والغير منطقية، والغير إنسانية... التي تصدر عن الحكام في لبنان.

 

خزّان جماهيري

وحتى إن ما يُسمّى بـ "ثورة الأرز" في عام 2005، وانتفاضة 17 تشرين الأول 2019، في العصر الحديث، لم تنطلقا من حرم الجامعات اللبنانية تماماً، بل شكّل شباب الجامعات خزّاناً جماهيرياً مهمّاً لها، وذلك بموازاة تحوّله الى وقود للخلافات التي فكّكت الساحات في ما بَعْد، عندما انتهت تواريخ صلاحيتها السياسية والحزبية.

 

قيادات المستقبل

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "الجامعات كانت أساسية بالسياسة في لبنان خلال السبعينيات مثلاً، إذ كانت معظم المظاهرات الوطنية تنطلق منها آنذاك. وهذا حال العالم كلّه أصلاً، لأن الجامعات تحوي قيادات المستقبل في أي بلد".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما يحصل في جامعات أميركا حالياً يُزعج (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو أكثر من أي شيء آخر، لسبب واحد، وهو أن تلك الاحتجاجات تدلّ على أنه بات يوجد هناك شرائح أميركية قد تصبح في مراكز قيادية أميركية مستقبلاً، وهي مُناهِضَة لإسرائيل واليهود. هذا مع العلم أن الاحتجاجات الجامعية هي ردّة فعل على العنف الإسرائيلي في غزة، وليست ضدّ اليهود".

 

لبنان...

وذكّر المصدر بأن "إسرائيل كانت تخوض حروبها في الماضي، من دون أن تسمع بها شعوب العالم في الخارج تماماً. وأما اليوم، فباتت مواقع التواصل الاجتماعي تفضح كل شيء، وكل ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".

وأضاف:"في لبنان، يمكن لطلاب في المدرسة، لا في الجامعات فقط، أن يتشاجروا على أمور حصلت قبل 50 أو 60 عاماً، نظراً للتحزُّب الأعمى لدى مختلف فئات وشرائح شعبنا. ففي كل بلدان العالم، تعمل الأحزاب وفق مبادىء وأنظمة ومجالس داخلية ورسمية، بينما هلكت أحزاب لبنان الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على حدّ سواء، بعنصريّتها وبسياساتها".

 

مادّة لاصقة

ولفت المصدر الى أن "المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل حكمت أوروبا لسنوات عدّة، وحتى صيف عام 2021. وأما اليوم، فمن يسمع بها؟ لا أحد. والأمر نفسه في إيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وغيرها من البلدان التي حُكِمَت من شخصيات قوية جدّاً في الماضي، لم نَعُد نسمع بها اليوم. فهذا هو العمل السليم للبلدان وشعوبها معاً. بينما يلتصق المسؤول في لبنان بكرسيّه، ويجهّز أولاده قبل أن تمنعه المشاكل الصحية أو بعض الظروف من تأدية مهام الزّعيم".

وختم:"في أميركا مثلاً، لم يتمكّن جورج بوش الإبن من أن يكون رئيساً إلا بعد سنوات من انتهاء ولاية والده (جورج بوش الأب)، وبعد نَيْله دعم الحزب الجمهوري، وبعد فوزه بانتخابات، وليس لأنه إبن رئيس سابق. ودونالد ترامب يتشاجر مع الجميع اليوم، رغبةً منه بالفوز بولاية ثانية، وذلك رغم أنه كان رئيساً لأميركا قبل أربع سنوات فقط. فما هي هذه المادّة اللاصقة التي يستعملها المسؤولون في لبنان، والتي تسمح لهم بالالتصاق في الكراسي الى الأبد؟ وما هو هذا الشعب اللبناني الذي يقبل بأن يكون قطيعاً من الماشية لدى الأحزاب والحكام في هذا البلد؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار