أربع سنوات على رحيل "أبو مجد": ملحم بركات بين الجدل والعبقرية | أخبار اليوم

أربع سنوات على رحيل "أبو مجد": ملحم بركات بين الجدل والعبقرية

ميشال نجيم | الأربعاء 28 أكتوبر 2020

توفي عن عمر ٧٢ عاماً

ميشال نجيم – "أخبار اليوم"

في ٢٨ تشرين الاول عام ٢٠١٦، رحل ملحم بركات، الفنان الذي كان مثيراً للجدل وعبقرياً في آن واحد. في مقابل موهبته التي لا مثيل لها كما قال البعض ورصيده الفني الذي ضم ١٣ ألبوماً وأكثر من ١٠٧ أغنيات والحاناً مميزة لمغنين ومغنيات، راكم "أبو مجد" (كما كان يسميه المقرّبون منه) في رصيده الشخصي خلافات مع فنانين ومواقف سياسية حادة واراء شخصية في مواضيع اجتماعية استفزت كثيرين وعلاقات عاطفية صاخبة.   

ولد ملحم بركات في ٤ نيسان عام ١٩٤٤ في قرية كفرشيما ونشأ في أسرة متوسطة الحال. كان والده النجّار يجيد عزف العود فورث ملحم منه حب الفن والموسيقى. ترك المدرسة وهو في السادسة عشرة من عمره والتحق بالمعهد الوطني للموسيقى من دون معرفة ابيه بذلك، وكان من بين أساتذته في المعهد الكبيران زكي ناصيف وتوفيق الباشا وتأثر فنياً بمحمد عبد الوهاب وام كلثوم.

غنّى ملحم في بداياته في قريته كفرشيما وكانت أولى تجاربه الغنائية أغنية "الله كريم بنرجع ع ضيعتنا"، أما أولى ألحانه فكانت "بلغي كل مواعيدي" التي غناها مع الفنانة جورجيت صايغ ولاقت الأغنية رواجاً كبيراً وصارت من صلب ثقافتنا الشعبية. توسّعت شهرة بركات كملحن منذ سبعينيات القرن الماضي ولحّن خلال مسيرته اغنيات لا تُنسى ادّاها كل من وديع الصافي (جينا نسأل خاطركم) وصباح (المجوّز الله يزيدو) ماجدة الرومي (اعتزلت الغرام) ووليد توفيق (أبوك مين يا صبية) وغسان صليبا (يا حلوة شعرك داريه) وكارول صقر (دقة قلبك) وسواهم، وهكذا استحق "أبو مجد" لقب الموسيقار الذي منحه إياه الصحافي الراحل جورج إبراهيم الخوري ورافقه اللقب حتى مماته.

على الخشبة، عمل بركات في مسرحيات للأخوين رحباني (اللذين اختلف معهما لاحقاً) ووقف أمام فيروز كمدعٍ عام في مسرحية "الشخص" عام ١٩٦٨. أول عمل مسرحي لعب دور البطولة فيه كان مسرحية بعنوان "الأميرة زمرد" (الى جانب الراحلة سلوى القطريب) كما شارك صباح في مسرحية "ست الكل" للمخرج حسيب يوسف من كتابة وسيم طبارة. اما اخر مسرحياته فكانت "ومشيت بطريقي" في منتصف التسعينات بمشاركة الراقصة الراحلة داني بسترس.

كما خاض ملحم بركات غمار السينما وشارك في عدد من الأفلام، من بينها فيلم "آخر الصيف" عام ١٩٨٠ (لغدي ومروان الرحباني) وأدى دور البطولة في فيلم "حبّي لا يموت" عام ١٩٨٤ (إخراج يوسف شرف الدين) كما شارك في فيلم "المرمورة" عام ١٩٨٥ (إخراج وئام الصعيدي وتأليف كريم أبو شقرا).

اشتهر ملحم بركات بحرصه على التراث الغنائي العربي مع إضفاء لمسة تطوير عليه ما اعطى أغنياته طابعاً مميزاً فجذب فئات عمرية مختلفة. ألحانه ينسبها اليه معظم من يسمعها من المرة الأولى، وطبقاته الصوتية كان يتقن التلاعب بها بحرفية عالية وبخفة دم احياناً، إذ من منّا يمكن ان ينسى وصلته الغنائية التي يردّد فيها لازمة "واواواواه واواواواه" لدقائق معدودة من دون أن يتوقف؟

أربع سنوات مرت على رحيل الموسيقار لكن اغنياته ما زالت تتردد على مسامعنا بصوته او بأصوات سواه من الفنانين، لتبقى في نهاية الامر ما ستتناقله الأجيال من رصيده فيما الباقي ممّا تركه سيضمحل الى ان يختفي.

 

 

 

 

 

 

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار