إستجابةً للإحتياجات الملحة والمتنامية للأطفال المتضررين من الحرب في لبنان، تُطلق وزارة الصحة العامة، بالشراكة مع اليونيسف، برنامج " أقوى" لمساعدة ورعاية الأطفال الجرحى جراء الحرب. سيتمّ تنفيذ هذا البرنامج بالتعاون مع "المنظمة الدولية للإغاثة والمساعدة- إينارا" و”صندوق غسان أبو ستة للأطفال- “CASCF، بهدف توفير خدمات رعاية صحية وحماية شاملة للأطفال المتضررين من الحرب الأخيرة على لبنان.
قال وزير الصحة العامة، الدكتور ركان نصرالدين: "في مواجهة المعاناة التي تفوق الوصف، تبقى قدرة أطفالنا على الصمود أثمن ما نملكه كأمة. إن برنامج "أقوى" لمساعدة ورعاية للأطفال الجرحى جرّاء الحرب "، الذي تم إطلاقه بالشراكة مع اليونيسف، والشبكة الدولية للعون والغوث والمساعدة، وصندوق غسان أبو ستة للأطفال، هو دليل على التزامنا الراسخ بحماية صحتهم وضمان رفاههم. لقد عانى أطفال لبنان من ويلات لا تُحتمل، وهذه المبادرة تشكل خطوة أساسية في سعينا المتواصل لتأمين الرعاية الصحية الشاملة والحماية التي يحتاجونها بشدة. سنعمل بلا كلل لضمان حصول كل طفل متضرر من هذه الحرب على الرعاية والدعم الضروريين للتعافي وإعادة بناء مستقبله".
تركت الحرب، التي بدأت في تشرين الأول/ أوكتوبر 2023، وتصاعدت حدتها في أيلول/ سبتمبر 2024، آثاراً مدمرة على الأطفال في مختلف أنحاء البلاد. في كانون الأول/ ديسمبر 2024، أفادت وزارة الصحة العامة عن مقتل أكثر من 4000 شخص، بينهم 316 طفلاً، وإصابة نحو 1500 طفل آخرين، عانى الكثير منهم إصابات جسيمة غيّرت حياتهم، مثل الحروق والكسور وبتر الأطراف. هؤلاء الأطفال الجرحى في حاجة ماسة الى رعاية طبية متخصصة، والى إعادة تأهيل ودعم نفسي.
"لا يمكننا أن نسمح بنسيان هؤلاء الأطفال الذين خسروا الكثير جراء كل ما حصل.. فقدوا أقارب وأفراد من عائلاتهم. تهدمت بيوتهم. وأضاعوا الشعور بالأمان. إنطلاقاً من كل ذلك، تقع على عاتقنا، من خلال هذا البرنامج الهادف، مسؤولية جماعية لضمان عدم فقدانهم مستقبلهم." يقول أكيل أيّار، ممثل اليونيسف في لبنان ويضيف :"يضم هذا التعاون مجموعة متآزرة من الشركاء الملتزمين بالإستجابة الفعالة للإحتياجات العاجلة للأطفال الذين تضرروا في الحرب، وضمان حقهم في الرعاية والحماية وسبل التعافي".
يتبع برنامج "أقوى" نهجاً شاملاً لتلبية الإحتياجات الجسدية والنفسية والإجتماعية للأطفال. الهدف من هذا النهج توفير رعاية طبية منقذة للحياة، تتضمن العمليات الجراحية المتخصصة ودعم الصحة النفسية. الى ذلك، يقدم البرنامج دعماً نفسياً واجتماعياً متخصصاً، وإدارة الحالات، وتوفير إحالات الى خدمات أساسية مثل العلاج الطبيعي، والمساعدة في حالات الإعاقة، وتأمين البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة. كما يعزّز البرنامج المساءلة، ويضمن الإمتثال للسياسات التي تحمي حقوق الطفل. تنفيذ المشروع سيكون على مستوى البلاد كلها، لضمان حصول الأطفال الذين تمّ تحديدهم وعائلاتهم على الدعم اللازم، وذلك على الرغم من الدمار الذي لحق بالمرافق الصحية والتحديات الهيكلية التي يعاني منها كلّ من النظامين الصحي والإجتماعي في لبنان.