عدم الكلام لا يعني بتاتاً أنّ الموقف الأميركي تغيّر

عدم الكلام لا يعني بتاتاً أنّ الموقف الأميركي تغيّر

image

عدم الكلام لا يعني بتاتاً أنّ الموقف الأميركي تغيّر
أورتاغوس أكّدت للمسؤولين أنّ لبنان أمام فرصةٍ تاريخيّةٍ قد لا تتكرّر

مقدمة تلفزيون "أم.تي.في" 

تغيير في الشكل... وثباتٌ في المضمون ! بهذه العبارة يمكن اختصارُ الزيارةِ الثانية لمورغان أورتاغوس إلى لبنان. فالموفدة الأميركيّة تعمّدت في زيارتها الحالية ألا تطلق تصريحاتٍ نارية من أمام المقارّ الرسميّة، وتحديداً من أمام قصرِ بعبدا، كما فعلت في المرّة الفائتة. لكن عدمَ الكلام لا يعني بتاتاً أنّ الموقف الأميركي تغيّر. فالموفدة الأميركيّة، كانت صريحةً جداً وواضحة كلَّ الوضوح في ما قالته أمام المسؤولين اللبنانيّين، وإن غلّفت مواقفَها الحازمة بلهجة ديبلوماسيّة. هي لم تهدّد ولم تتوعّد، كما توقّع البعض، لكنها أكّدت للمسؤولين أنّ لبنان أمام فرصةٍ تاريخيّةٍ قد لا تتكرّر، وبالتالي عليهم الإستفادةُ منها لأنها لا يمكن أن تدوم طويلا. السلاح غير الشرعي عموماً، وسلاحُ حزبِ الله خصوصاً شكّلا الموضوعَ الأبرز في لقاءات أورتيغاس. فهي اعتبرت أنّ الإصلاح السياسيّ والإداريّ والإقتصاديّ والمالي، على أهميته، لن يحقق المرجوَّ للبنان، ما دام هناك سلاحٌ غيرُ شرعي على الأراضي اللبنانيّة. كما أكدت أنّ الدول العربيّة والغربيّة، وليس أميركا لوحدها، لن تنخرط في عملية إعادةِ الإعمار ولن تدعم لبنان، إذا لم يَحُلّ المسؤولون مسألةَ سلاحِ حزبِ الله، وإذا لم يتم حصرُ السلاحِ بيد الجيشِ اللبنانيّ. وبحسب المعلومات فإن أورتاغوس أعطت المسؤولين في لبنان مهلة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع لإثبات حسن نية لبنان تجاه نزع سلاح "حزب الله"وحصرتها بثلاث خطوات يجب أن يتبعها الجيش اللبناني.
وبخلاف ما كان تردّد سابقاً في لبنان، فإنّ اورتيغاس لم تتعرّض لا من قريب ولا من بعيد لموضوع التطبيعِ مع تل ابيب، لكنها عرضت تشكيلَ لجانٍ ديبلوماسيّة بين لبنان واسرائيل، فيما اقترح لبنان تشكيلَ لجانٍ تقنية – عسكريّة أو اتباع مبدأَ الديبلوماسيّةِ المكوكيّة. إلى مواقف اورتيغاس، توقّف كثيرون عند الزيارةِ اللافتة التي قامت بها المسؤولةُ الأميركيّة ليلَ أمس إلى معراب، وبحثت فيها مختلفَ القضايا المطروحة على الساحة اللبنانيّة. فأيُّ رسالةٍ أرادت اورتيغاس توجيهَها من خلال استهلالِ جولتِها اللبنانيّة بلقاء رئيسِ حزبِ القوات اللبنانية د. سمير جعجع ؟ وألا تحمل الزيارةَ دلالاتٍ كثيرة ومعبّرة في ظل ما آل إليه الوضعُ في لبنان؟