مدينة فوق التل في زمن الطّوهو بوهو
مثلث الحكم في لبنان يتصرف ببراعة يلتقط الإشارات ويترجمها مواقف وخطوات
مازن عبّود - النهار
اعتبرSpence (#Project_Synidicate,2025) بانّ عاصفة أوامر ترامب التنفيذية التي تبدو فوضوية هي جزء من استراتيجية كبرى لمواجهة التغير بنيوي الذي احدثته التكنولوجيا في بيئة الأعمال والسياسة، لزوم تقويض أي معارضة. فالعجز التجاري الثنائي المتنامي بين اميركا وشركائها استفزّ الرئيس ترامب. وقد بلغ أكثر من تريليون دولار (2023). استجابة الأسواق المالية لزيادة التعرفات الجمركية اتت فورية، فانتكست. والخوف من ان يتولّد الركود....
استراتيجية ترامب بحسب Spence لا تعيد الى التجارة التوازن، ولا الى اميركا قدراتها الإنتاجية. ثمة ازمة حكم تبان أمريكيا تعطل جذب الاستثمارات الأجنبية الا تحت التهديد. كما انّ وقف تموبل الجامعات والبحوث لا يخدم عظمة أميريكا المرتكزة على الابتكار.
لقاء ترامب بنتانياهو استكمال للقائه بزيلنسكي، وفي اللقائين رسائل!
فمن الواضح انّ اميركا ترامب لن تسمح لنتنياهو بالتلاعب بمساراتها بل تذكره بدوره وحدوده في إطار الاستراتيجية التي ترسم للمنطقة. والتي ترتكز على النفط والسلام والتبادل الذي يضمن سطوة المارد. ابلغه بصراحة هذه المرة وامام عدسات الاعلام بانه ليس بايدن، وبانّ زمان الانشراح واللعب والاستخفاف برئيس اميركا قد زال. ابلغه بانّ مرحلة بدأت للتو وهو لا ينتظر رأيه. فإيران بصيغتها الجديدة ستدخل الى اللعبة.
الانفراج الإيراني-الأمريكي والاتفاقات غير المعلنة بدأت تبان. فاستبدال الصور على طريق المطار والتصاريح السياسية والخطوات لبنانيا تشكل ترجمة على بعض جوانب ما يحصل في الكواليس.
ولكي تفهم ما سيحصل في بيروت عليك ان تدرك بعضا ما يجري بين واشنطن وطهران. وكي تدرك ماذا يجري معهما عليك تتبع ما يحصل في واشنطن.
لبنانيا، مثلث الحكم يتصرف ببراعة. يلتقط الإشارات ويترجمها مواقف وخطوات تخدم البلد لغاية اليوم. فثمة تبدلات كبرى عالمية تتطلب حرفية في السياسة.
ما نرجوه لأميركا ان ترجع "المدينة فوق التل" التي رسمها جون وينثروب (1630) في خطابه الى المستوطنين الجدد على متن السفينة اربيلا. فثمة مسؤولية أخلاقية ملقاة عليها، فالقوة تلزم للسلام.
العالم يعيش "الطّوهو بوهو" الكيانيّة (بيطار،2025) أي الجنون بانتفاء المقاييس. عيوننا على المارد ورجاؤنا ان يستعيد زعماته الاخلاقية، فيستعيد عظمته.