تحالف جامعات أميركا المرموقة يقاوِم قرارات ترامب

العرب والعالم

تحالف جامعات أميركا المرموقة يقاوِم قرارات ترامب

image

تحالف جامعات أميركا المرموقة يقاوِم قرارات ترامب

شملت مطالب الحكومة مراجعة التعيينات والقبول

تشكّلت مجموعة غير رسمية تضم نحو 10 جامعات بارزة، منها جامعات من رابطة "آيفي ليغ" ومؤسسات بحثية كبرى في ولايات ديمقراطية، بهدف التصدي لمحاولات إدارة ترامب فرض تغييرات ثقافية واسعة تهدد استقلاليتها.

وقد تسارعت مناقشات هذه المجموعة بعد أن قدمت إدارة ترامب قائمة مطالب إلى جامعة هارفارد، اعتبرتها الجامعات محاولة للتدخل في شؤونها الأكاديمية.


تضم المجموعة شخصيات رفيعة مثل رؤساء الجامعات وأعضاء مجالس الأمناء، الذين حددوا "خطوطاً حمراء" لن يتجاوزوها، منها حماية استقلال الجامعات في شؤون القبول، التوظيف، والمناهج الدراسية. وقد ناقشوا سيناريوهات الرد على تهديدات إدارة ترامب، خاصة تلك المتعلقة بتجميد أو إلغاء مليارات الدولارات من التمويل البحثي، بحجة أن الجامعات لم تتعامل بفعالية مع معاداة السامية في حرمها.

تهدف الجامعات إلى منع تكرار حالات سابقة في قطاعات أخرى حيث أدى خضوع كيان واحد لمطالب الحكومة إلى تبعية الآخرين له. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة، أن الإدارة الأميركية تخشى من تحالف الجامعات، إذ أن تفاوضها كجبهة موحدة يصعّب المهمة على الحكومة، لدرجة أن فريق العمل الحكومي حذّر إحدى الجامعات مؤخراً من التعاون مع جامعات أخرى.

حتى الآن، يركز التحالف الجامعي على الدفاع عن استقلاله الأكاديمي، ويدرك قادته أن جامعاتهم عريقة (بعضها منذ 300 عام)، مقابل أن ترامب لم يمضِ على وجوده في المنصب سوى بضعة أشهر، كما يقولون. 

تيد ميتشل، رئيس مجلس التعليم الأميركي، أعرب عن تفاؤله بالمحادثات بين الجامعات، معتبراً أنها تساعد الجامعات على فهم تداعيات قرارات الحكومة الفيدرالية وتحديد المبادئ غير القابلة للتفاوض. ويتوقع أعضاء المجموعة أن تتوسع قاعدة التحالف.

 

وقد بدأت المبادرات في شباط/فبراير 2025 عندما فرضت إدارة ترامب قيوداً على نفقات الأبحاث الجامعية، لكن قاضياً فيدرالياً جمد هذا القرار لاحقاً. ومع تجميد تمويل جامعة كولومبيا، كتب كريستوفر آيسغروبر، رئيس جامعة برينستون، مقالًا في "ذا أتلانتيك" دعا فيه إلى تحرك جماعي للدفاع عن الحقوق الأكاديمية.

بينما رحب بعض القادة الجامعيين بموقف آيسغروبر، إلا أنهم كانوا يخشون أن إعلان الدعم العلني قد يستجلب انتقام الحكومة. ومع ذلك، بدأت الحوارات الجدية خلال الاجتماعات والمؤتمرات الأكاديمية، ومع توسع الضغط الحكومي، زادت روح التضامن بين الجامعات، خاصة بعد أن أرسلت إدارة ترامب قائمة مطولة من المطالب إلى هارفارد منتصف أبريل.

شملت مطالب الحكومة مراجعة التعيينات والقبول، ومراجعة التنوع الفكري في هيئة التدريس، وهو ما رفضه رئيس جامعة هارفارد آلان غاربر، مؤكداً أن الجامعات لا يمكن أن تقبل التخلي عن استقلاليتها.

ورداً على الرفض، هددت إدارة ترامب بقطع 2.26 مليار دولار من تمويل البحوث، وسحب الإعفاء الضريبي لهارفارد، ومنع تسجيل الطلاب الدوليين، كما فتحت تحقيقاً في الهدايا الأجنبية. ورفعت هارفارد دعوى قضائية ضد الحكومة، ومن المتوقع بدء جلسات الاستماع في محكمة فدرالية ببوسطن.

أشارت مصادر إلى أن وجود تحالف مفتوح قد يؤدي إلى تقسيم الجامعات بين أعضاء التحالف وغير الأعضاء، مما قد يضعف جهود التكاتف في مواجهة الضغط الحكومي.

مع ذلك، يستمر التحالف بالعمل بهدوء خلف الكواليس، فيما تظهر مقاومات علنية أخرى مثل عريضة رابطة الكليات والجامعات الأميركية الموقعة من أكثر من 500 قائد جامعي، والتي تدين "التدخل الحكومي غير المسبوق".

بالإضافة إلى ذلك، مررت هيئات التدريس في جامعات "بيغ تِن" مثل جامعة ميشيغان، روتجرز، وجامعة إنديانا قرارات تحث إداراتهم على الانضمام لتحالفات مقاومة لتدخلات الحكومة.
على الرغم من صلابة موقف الجامعات تجاه استقلالها، إلا أن بعض المشاركين في التحالف أشاروا إلى احتمال القبول بتعديلات شكلية تسمح للإدارة بإعلان النصر دون المساس بجوهر استقلال الجامعات، وفق وول ستريت جورنال. 

ومع تصاعد الضغوط، يبرز هاجس إضافي يتعلق بإمكانية منع تسجيل الطلاب الدوليين أو عرقلة توظيف أساتذة دوليين، مما قد يشكل تهديداً خطيراً للمكانة الأكاديمية والمالية لهذه المؤسسات.