الحجّار من طرابلس: لا تحديات تعيق الانتخابات... والوضع الأمني ممسوك
وتعليمات صارمة لمكافحة ظواهر مخلة بالأمن
ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار مجلس الامن الفرعي في مكتب محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا في سرايا طرابلس، بهدف مواكبة التحضيرات الأمنية والإدارية للاطلاع على الجهوزية الكاملة قبل موعد الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجرى يوم الاحد المقبل في 11 ايار الحالي.
شارك في الاجتماع كل من المحافظ نهرا، محافظ عكار عماد اللبكي، المحامي العام الاستئنافي في الشمال القاضية ديما ديب، قائد الدرك العميد جان عواد، قائد منطقة الشمال العسكرية في الشمال العميد باسم الاحمدية، قائد منطقة الشمال الإقليمية لقوى الامن الداخلي في الشمال العميد مصطفى بدران، المدير الإقليمي لامن الدولة في الشمال العميد فادي مواس، المدير الإقليمي لأمن الدولة في عكار العميد جان فنيانوس، رئيس فرع مخابرات الجيش في الشمال العميد نزيه البقاعي، أمين سر مجلس الامن الداخلي المركزي العميد سامي ناصيف، امين سر عام محافظة الشمال القائمقام ايمان الرافعي، امين سر عام محافظة عكار رولا البايع، قائمقامو الاقضية الشمالية ربى الشفشق، روجيه طوبيا، كاترين كفوري، جان الخولي، رئيس دائرة البلديات في المحافظة ملحم ملحم، فريق عمل الوزير الحجار في الوزارة، وقادة السرايا والأجهزة الأمنية والعسكرية في محافظتي طرابلس وعكار.
مؤتمر صحافي
بعد الاجتماع، عقد الوزير الحجار مؤتمرا صحافيا تطرق فيه الى التحضيرات الإدارية والأمنية ومكافحة الرشوة الانتخابية، وقال:"أحب أول شيء، أن أقول لكم صباح الخير، وتحية لكل من يشاهدوننا ويسمعوننا اليوم من طرابلس. أردت ان أقوم بزيارة إلى طرابلس في إطار العمليات التحضيرية التي نقوم بها في وزارة الداخلية للانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثانية، التي ستجرى الأحد القادم في محافظتي لبنان الشمالي وعكار".
أضاف :" أحب أيضا، قبل أن أتكلم عن وجودي هنا اليوم، أن أشير إلى نتائج انتخابات جبل لبنان، حيث وضعت صباح اليوم نتيجة آخر قضاء على الموقع الإلكتروني للوزارة، بعدما أنجزت وزارة الداخلية إدخال كل عمليات نتائج الانتخابات في محافظة جبل لبنان كما وردت من لجان القيد العليا، دون أي دور للوزارة إلا فقط إدخالها بشكل دقيق جدا ووضعها على المركز الإلكتروني".
وتابع: "منذ يوم أمس، كان لدينا اجتماع تقويمي مع فريق العمل في وزارة الداخلية لاستخلاص الدروس والعِبر ومراجعة الثغرات وأي شوائب بسيطة خلال يوم الانتخاب في جبل لبنان. استخلصنا منه بعض التحسينات والملاحظات التي أخذت بعين الاعتبار، شارك معنا قضاة نقلوا لنا ما واجهته لجان القيد العليا والابتدائية أيضا من أمور ضرورية لتحسين العمل.
اليوم أنا موجود في طرابلس بوجود محافظ لبنان الشمالي ومحافظ عكار، وحضرات القائمقامين، وسعادة النيابات العامة الاستئنافية، وكل القادة الأمنيين في المحافظتين. أول شيء عقدنا مجلس أمن فرعي في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، وكانت مناسبة للتداول من وجهة نظرنا كوزارة داخلية، حيث عرضنا كل ما رافق العملية الانتخابية في جبل لبنان قبل وأثناء وبعد الانتخاب.
عرضنا أيضا ما استخلصناه وتعلمناه وواجهناه خلال العملية الانتخابية، واستمعنا لكل الملاحظات والنقاشات التي دارت مع كل المعنيين".
وقال :"الهدف هو أن نجري، إن شاء الله، عملية انتخابية ناجحة في الشمال وعكار، كما أجريناها في جبل لبنان".
ووجه الحجار "تحية خاصة"، الى "كل من يبذل جهدا"، وقال :"أحب أن أوجه التحية أولا لكل من يبذل جهدا، من أصغر موظف، وأحب أن أبدأ برؤساء الأقلام والكتبة المنتدبين من وزارة التربية ومن باقي الوزارات، لأن دورهم أساسي جدا، وبدونهم لا توجد انتخابات. نشكر تجاوبهم، ونشكر تفانيهم والجهد الذي بذلوه والذي سيبذلونه هذا الأسبوع، على الرغم من بعض المسافات والمشقة. لكن لا شك بوطنيتهم ومواطنيتهم وتفانيهم وتضحياتهم، وصولا إلى القوى الأمنية والمحافظين والقائمقامين".
واستطرد الحجار :"والأهم هي الجهوزية وتوق الشعب اللبناني، وإن شاء الله الأحد المقبل، شعب الشمال وعكار يمارس الديموقراطية، وعلى الدولة أن تقدم لهم الفرصة، مثلما كانوا جاهزين في جبل لبنان، أكيد سيكونون جاهزين في الشمال وعكار، وبزغرتا وببشري وكل المناطق الشمالية، لممارسة حقهم الديموقراطي وتجديد العمل البلدي والإنمائي، أملا بتقديم أفضل خدمة للمواطنين".
وختم الوزير الحجار:" هذا ما أحببت أن أقوله لكم، وإن شاء الله تسير الأمور على خير ما يرام".
وردا على سؤال حول التحديات والصعوبات التي واجهت العملية الانتخابية، أجاب الحجار: "كما تحدثنا مطولا خلال العملية الانتخابية، وضمن التقييم الذي أجريناه بالأمس، دخلنا في كل التفاصيل إداريا ولوجستيا مع لجان القيد، لا أعتقد أن هناك تحديات تعوق العملية الانتخابية، هناك بعض الأمور اللوجستية مثل موضوع الكهرباء، ومشقة انتقال الموظفين، أما الوضع الأمني فأعتقد إلى حد كبير جيد، ولا توجد إشكالات تذكر، طبعا هناك تحديات وبعض الإشكاليات، لكنني واثق بأنها تحل، والأهم هو الإرادة الموجودة لدينا كحكومة ووزارة داخلية، وكل من هم هنا وفي الخارج، والكل ينتظر تنفيذ هذه الإرادة الحاسمة لإجراء الاستحقاقات بوقتها، رغم أي تحديات".
وكرر الحجار القول : الناس رأيناها في جبل لبنان، كم كانت على قدر المسؤولية، وإن شاء الله في الشمال أيضا يكونون على قدر المسؤولية، وننجح إن شاء الله، كما نجحنا في جبل لبنان، ننجح أيضا في الشمال وعكار".
وعن الوضع الأمني في طرابلس، قال الحجار: "هذا الموضوع ليس جديدا، كنا قد قمنا سابقا بزيارة لطرابلس بمعية دولة رئيس الحكومة وبعض الوزراء المعنيين. واليوم شددت، من خلال مجلس الأمن الفرعي سواء في طرابلس أو في كل الشمال وحتى في عكار، وطلبنا من كل الأجهزة المعنية التشدد في مكافحة أي ظواهر مخلة بالأمن، أكيد بدءا من اليوم، وليس فقط خلال إجراء العملية الانتخابية. هذا الموضوع سيتم متابعته حتى بعد العملية الانتخابية".
أضاف :"طرابلس مدينة عزيزة جدا علي شخصيا وعلى كل حكومة لبنان، ولا يمكن أن نقبل بأي تجاوزات أو خلل أمني أو فوضى أمنية في أي مدينة لبنانية، وخاصة في طرابلس".
وبالنسبة لنسبة المشاركة، سئل الوزير الحجار عن عدم ارتفاعها كثيرا في جبل لبنان رغم كثرة المرشحين وعدد اللوائح، فأجاب: "أحب أن أقول لك، وهذا ليس سرا، كل اللبنانيين يتابعون الأمور، وكل شيء واضح أمام الجميع، حتى أيام قليلة قبل إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان، كان هناك تشكيك عند كثير من الناس بإجراء العملية الانتخابية في موعدها، لكنها حصلت في وقتها، وبالتالي بلغت النسبة نحو 45% تقريبًا، أعتقد أنها نسبة لا بأس بها، وآمل أن يكون لدى الناس في طرابلس وزغرتا وعكار وكل المدن والمناطق والقرى والبلدات الشمالية الحماس والاندفاع لرفع نسبة الاقتراع، لأن هذا حق للمواطنين، وفي الوقت نفسه واجب وطني أن يمارسوا حقهم، إذا لم يمارس الناس حقهم بكثافة وبالجدية المطلوبة، قد تفرز الانتخابات مجالس بلدية أو مختارين أو سلطات منتخبة بشكل عام لا تكون على قدر تطلعاتهم، وبالتالي، هناك مسؤولية على المواطن بالمشاركة في اختيار من يمثله لتقديم أفضل خدمة لأبناء كل مدينة وكل قرية في الشمال".
وردا على سؤال ، قال الحجار: "الموضوع البيئي، أكيد نحن نتابعه، وطلبت من المحافظين خلال الفترة السابقة كلها وسنستمر بمتابعته. كل ما يحصل على الأرض يجب أن يكون خاضعا للترخيص والقانونية اللازمة. فهذا الموضوع أكيد تتم متابعته، المحافظة على البيئة هي واجب على الجميع وحق للناس قبل كل شيء، لأن البيئة هي أساس في صحة الناس وفي تقديم حياة كريمة لهم".
وفي ما يتعلق بظاهرة التوافق والتزكية التي شهدتها مناطق الشمال وعكار، حيث سجل توافق وتزكية في أكثر من أربعين بلدة وقرية، وهل يرى في ذلك تغييرا في العملية الديموقراطية أم أنه يساهم في تفعيلها". أجاب: "طبعًا، العملية الديموقراطية قائمة بمجرد إجراء الانتخابات، أحد مظاهر الديموقراطية هو الانتخابات والتنافس بين اللوائح والمرشحين المتعددين، وأيضا أحد مظاهر الديموقراطية هي عمليات التزكية، طبعا، التوافق في أي مدينة أو قرية والوصول إلى تزكية قد يكون عاملا إيجابيا، من خلال وصول مجلس بلدي أو مختارين، وخاصة مجالس بلدية متناغمة، وبالتالي يكون عندها القدرة أن تخدم الناس بأفضل طريقة ممكنة".
وردا على سؤال حول الرشوة الانتخابية والإجراءات المتخذة في حق هؤلاء، قال:" هناك تعليمات واضحة وصارمة في ما يتعلق بمكافحة المال الانتخابي والرشاوى الانتخابية"، مشددا على أن كل ما يحصل في هذا المجال خلافا للقانون لن يسمح بتمريره.
وقال الحجار:" صدرت تعليمات واضحة في جبل لبنان، وقد تم ضبط عدد من العمليات التي هي قيد التحقيق حاليا لدى المفارز القضائية المعنية، بالتنسيق مع النيابات العامة".
وأضاف: "هناك تعليمات واضحة صادرة من مدعي عام التمييز ومن النيابات العامة الاستئنافية بالتشدد، وكذلك تعليمات واضحة للمفارز القضائية أثناء التحقيقات ولكل الأجهزة الأمنية".
وأوضح أنه خلال الاجتماع الأخير، "طلب من كل الأجهزة الأمنية، وخصوصا تلك التي تعمل في استقصاء المعلومات وجمعها، عدم انتظار ورود الشكاوى، بل العمل مباشرة على إيجاد ظاهرة المال الانتخابي وقمعها ومكافحتها. وقال :" أي شيء مخالف للقانون سيتم التشدد في مكافحته والتحقيق فيه، والذهاب إلى أبعد مدى".
وكان الوزير حجار قد وصل الى سرايا طرابلس عند الساعة التاسعة صباحا وقدمت له ثلة من عناصر قوى الامن الداخلي التحية الرسمية، ومن ثم جال في غرفة العمليات المركزية، حيث اطلع على سير التحضيرات التقنية واللوجستية، واستمع إلى شروحات مفصلة حول تجهيزات المراقبة والمتابعة خلال يوم الاقتراع، كما زار الوزير الأماكن المخصّصة لحفظ صناديق الاقتراع واللوازم والقرطاسية المعدّة للعملية الانتخابية، واطّلع ميدانيا على آليات توزيعها وضمان سلامتها.
واستمع الحجار من محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا إلى تقرير شامل حول مدى الجهوزية الإدارية والأمنية والخطوات المتخذة لتأمين حسن سير العملية الانتخابية قبل الموعد المحدد .
وأكد الوزير الحجار في ختام جولته أهمية الجهود المبذولة لضمان نزاهة الانتخابات وسلامة الاقتراع، مشددا على التنسيق المستمر بين مختلف الأجهزة المعنية لإنجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي".