تراجع الاهتمام بلبنان: هذا ما ينتظرنا بعد رفع العقوبات عن سوريا

تراجع الاهتمام بلبنان: هذا ما ينتظرنا بعد رفع العقوبات عن سوريا

image

تراجع الاهتمام بلبنان: هذا ما ينتظرنا بعد رفع العقوبات عن سوريا
عودة النازحين وإيصال الغاز المصري والكهرباء وتجميد عمل شركات استثمار 

من «صندوقة» الانتخابات البلدية والاختيارية التي يختلط فيها الحابل العائلي والإنمائي بالسياسي والحزبي، إلى جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة بدءاً من الرياض، ثم القمة العربية في بغداد، تتجه الأنظار إلى حصة لبنان من كل هذه التطورات وانعكاسها عليه.

وفي هذا الإطار برز إعلان ترامب رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وهو ما ستكون له تأثيراته على لبنان، إذ سبق للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أن أشار إلى أن عودة النازحين مرتبطة برفع العقوبات، ناهيك عن تأثير هذه العقوبات على مشروع إيصال الغاز المصري والكهرباء وتعطيلها التجارة مع سوريا وتجميد عمل شركات استثمار لبنانية في قطاع العقارات.

كما أن تحويل الأموال الذي كان يتم عبر مصارف لبنان بسبب العقوبات سيعود من خلال سوريا، وقد لا تبقى الخدمات المدنية وخدمات التجارة الحرة مع سوريا متصلة حكماً بمطار بيروت ومرفئها.

وأعلن ترامب أيضاً «أننا مستعدّون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه». وأشار في كلمة له في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض إلى أن «حزب الله جلب البؤس إلى لبنان ونهب الدولة»، و«كان بوسعنا تفادي البؤس في لبنان، وكان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلاً من تدمير المنطقة»، معلناً استعداده لـ«وضع حدّ للنزاعات السّابقة وللخلافات العميقة مع إيران، وإن رفضت التوصل إلى اتفاق فلن يكون أمامنا خيار سوى أن نمارس أقصى الضغوط».

كلام ترامب جاء بعدما أشار المتحدّث باسم الخارجية الأميركية سام وربيرغ، من الرياض، إلى أنّ «لبنان يشهد تغييرات جذريّة مع الرئيس والحكومة الجديديْن، والولايات المتّحدة باتت قادرة على التواصل مع المسؤولين يومياً وبشكلٍ متواصل والاستماع إلى احتياجاتهم وتطوراتهم وشكواهم».

وأضاف: «نبحث عن أفضل إمكانية لدعم الجيش اللبنانيّ الذي يجب أن يبسط سيطرته على كلّ شبر من لبنان ونبحث مع الحكومة في أنواع الدعم الاقتصاديّ الذي تحتاج إليه».

مع هذا الكلام لم يعد ممكناً التعاطي مع الموقف الأميركي من لبنان إلا من ضمن سياسة أميركية شاملة لكل المنطقة، لا يظهر أن لبنان أولوية فيها، إذ تقول مصادر بارزة لـ "الاخبار" إن «الاهتمام كله يتركّز الآن على سوريا وما سيحصل فيها، خصوصاً بعدَ إعلان ترامب رفع العقوبات عنها. وهو ما سيعتبره كثيرون فرصة للعودة إليها والاستثمار فيها، ما يعني تراجع الاهتمام بلبنان الذي لن يكون الحل فيه سوى تكملة للتسوية المفترضة في المنطقة».