القصر القطري الطائر لترامب كابوس للاستخبارات الاميركية

العرب والعالم

القصر القطري الطائر لترامب كابوس للاستخبارات الاميركية

image

القصر القطري الطائر لترامب كابوس للاستخبارات الاميركية

لماذا لا أقبل هدية؟ نحن نعطي للجميع"

غوى خيرالله-النهار

انضم مجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة إلى جوقة المتحفظين عن عرض قطر تقديم طائرة "بوينغ 747" فاخرة للرئيس الاميركي دونالد ترامب تتسع لـ89 راكباً وتتميز بتصميم قرنسي داخلي فخم. 
ولطالما نظرت أجهزة الاستخبارات الأميركية بعين الريبة إلى الهدايا المقدمة من قوى أجنبية، بصرف النظر عن أي تحفظات قانونية وأخلاقية بشأن قبول ترامب للطائرة. وفي حالة الهدية القطريةـ يقول الخبراء إن أي هدية من هذا القبيل نيابة من حكومة أجنبية توفر فرصًا لمراقبة أو تتبع أو اختراق اتصالات الرئيس وأي شخص يسافر معه.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن ثاد تروي، رئيس فرع سابق في وكالة الاستخبارات المركزية: "لو كنا قد صنعنا الطائرة، مع علمنا أنها ستذهب إلى حكومة أجنبية، لربما كنا قد زرعنا أجهزة تنصت فيها". وتذكر أنه كان يعمل في موسكو خلال الحرب الباردة عندما تم تفكيك السفارة الأميركية حجرًا حجرًا لإزالة شبكة من أجهزة المراقبة المزروعة في خرسانة المبنى.

وفي حينه كان الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة مدفونًا في أحد الجدران الخرسانية. كان الجهاز، الذي يشبه ربطة العنق، يُلقب بـ"جناح الخفاش". وصُدم الخبراء الأميركيون عندما اكتشفوا أنه مصدر طاقة متطور يمكن أن يدوم 100 عام.
 

وكان الجهاز مخبأً في هيكل مبنى السفارة الأميركية الجديد غير المكتمل في موسكو - وهو برج مكاتب من ثمانية طوابق بناه السوفيات. وقال مسؤولون أميركيون إن المبنى  كان مليئاً بأجهزة التنصت لدرجة أن وزارة الخارجية تريد هدمه وطلبت من الكونغرس 270 مليار دولار لتفكيكه وإعادة بنائه باستخدام مواد وعمال أميركيين. 

وطلب ترامب طائرتين رئاسيتين جديدتين من شركة "بوينغ" مقابل 3.9 مليار دولار خلال ولايته الأولى. الا أنه إحباطه لتأخر التسليم، وكان يبحث عن بدائل — ويبدو أنه كان قد وضع عينه على الطائرة القطرية حتى قبل أن تُعرض عليه كهدية هذا الشهر.

وكانت الطائرة العملاقة، التي صُنعت في عام 2012، مخصصة سابقًا لحمد بن جاسم بن جابر آل ثاني،  رئيس الوزراء السابق.

وتتميز الطائرة بأثاثها باللون الأبيض الكريمي والبني الفاتح، والسجاد والأعمال الفنية من تصميم شركة التصميم الداخلي الباريسية "Alberto Pinto". كما تحتوي على سجاد تاي بينغ ، وتركيبات من خشب الجمر وخشب الواكابو، وأعمال فنية من تصميم ألكسندر كالدر.

يحتوي الطابق العلوي على غرفة نوم رئيسية وحمام، وغرفة نوم للضيوف وصالة خاصة، بينما يوجد في الطابق السفلي صالات ومكتب ومناطق مخصصة للطاقم. ووفقًا لتروي، ستحتاج الطائرة إلى إعادة تجهيزها لتتوافق مع المعايير التي تطبقها طائرة الرئاسة الأميركية حاليًا. وسيشمل ذلك تقوية سطحها لتحمّل الانفجارات والهجمات المحتملة، وإضافات تقنية مثل قدرات التزويد بالوقود جوًا وأنظمة اتصالات وأسلحة سرية.

وسيستغرق ذلك بضعة أشهر، إن لم يكن سنوات، حتى يتمكن مسؤولو وزارة الدفاع وموظفو الاستخبارات من تفكيك الطائرة وتفتيشها بدقة بحثاً عن أي أجهزة تتبع أو كشف أنظمة المراقبة التي يمكن أن تكشف، من بين أمور أخرى، عن موقع الطائرة.

وقال تروي: "هذا هو السبب في أن بناء طائرة الرئاسة يستغرق وقتاً طويلاً. فهي مزودة بالعديد من الأجهزة التي تضمن سلامة الرئيس".

ترامب مدافعاً

ترامب، الذي ألقى باللوم على شركة بوينغ لـ "تخلفها عن التسليم"، دافع عن الهدية.
وقال لـ"فوكس نيوز" أثناء توجهه إلى السعودية حيث بدأ جولة في الشرق الأوسط يوم الثلاثاء: "يقول البعض إنه لا يجب أن تقبل هدايا للبلاد... موقفي هو، لماذا لا أقبل هدية؟ نحن نعطي للجميع". وقال أيضًا إن دول الخليج تمتلك طائرات أكبر وأحدث من الحكومة الأميركية، وأضاف: "أعتقد أننا يجب أن نمتلك الطائرة الأكثر إثارة للإعجاب".

لكن بعض الانتقادات الأكثر حدة جاءت من مؤيديه المخلصين، الذين وصفوها بأنها رشوة.

وتساءل المعلق بن شابيرو عن رد فعل ناخبي ترامب لو أن ديموقراطيا فعل ذلك. وقال شابيرو يوم الاثنين في بودكاسته: "أعتقد أننا لو بدلنا الأسماء إلى هانتر بايدن وجو بايدن، لكنا جميعًا في حالة ذعر في اليمين".

وكتبت الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر على "اكس": "إذا كان هذا صحيحًا، فسيكون هذا وصمة عار على الإدارة... وأنا أقول ذلك بصفتي شخصًا مستعدًا للتضحية بحياتي من أجل ترامب".