قمة لبنانية –مصرية في القاهرة: تشديد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية
واتفاق على انعقاد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين في القاهرة
عون دعا السيسي الى بيروت: لقيام نظام المصلحة العربية المشتركة
الاستقرار الثابت الذي نتطلع الى ترسيخه في اقرب وقت يقومُ على السلام الدائم
ملتزمون الـ 1701 وليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته فِي إِلْزَامِ إِسْرَائِيلَ بِتَنْفِيذِ اتفاق 26 ت2
السيسي: لا نتدخل في شؤون لبنان الداخلية وحريصون على علاقات متينة معه
ندعم جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار وصون سيادته الكاملة
ونرفض انتهاكات إسرائيل المتكررة للاراضي اللبنانية واحتلال أجزاء منها
دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، خلال لقاء القمة الذي عقده مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل ظهر اليوم في قصر الاتحادية في القاهرة، إلى قيام نظام المصلحة العربية المشتركة، لتجديد الاخوة على مفهوم عروبة المستقبل، مؤكدا "إننا نطمح إلى إقامة سوق إقليمية مشتركة قد نبدأها بخطوة واحدة بين بلدين اثنين ثم نتوسّعُ بها عبر القطاعات والجغرافيا حتى نحقق خير بلداننا وشعوبنا كافة".
واعتبر ان الامر يتطلب استقرارا ثابتا لا يقومُ إلا على سلام دائم وفق ما أقرته الدول العربية في مبادرة بيروت للسلام سنة 2002، "نتطلع الى ترسيخه في اقرب وقت". وإذ اكد ان السلام يبدأ بالنسبة للبنان بالتزامه الكَامِلِ بِالقَرَارِ 1701، والتشديد على أهمّيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ وضرورةِ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا إِسْرَائِيل والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة للعام 1949، فانه دعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته فِي إِلْزَامِ إِسْرَائِيلَ بِتَنْفِيذِ الاتِّفَاقِ الَّذِي تَمَّ التَّوَصُّلُ فِي 26 تِشْرِينَ الثَّانِي المَاضِي، وَالانْسِحَابِ مِنَ كاملِ الأراضي اللبنانية، وَإِعَادَةِ الأَسْرَى اللُّبْنَانِيِّينَ كافة. كما اكد حرص لبنان عَلَى قِيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ سُورِيَا، وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ معها وَخَاصَّةً فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَلَف النَّازِحِينَ السُّوريّينَ، معربا عن دعم لبنان كُلَّ الجُهُودِ الهَادِفَةِ إِلَى حِفْظِ وَحْدَتها وَسِيَادَتِهَا، وترحيبه بِقَرَارٍ رَفْعِ العُقُوبَاتِ عَنْها.
بدوره اكد الرئيس السيسي ان بلاده لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية لكنها تحرص على علاقات متينة معه، معربا عن الحرص على دعم جهود لبنان فى إعادة الإعمار، ومجددا دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في هذا الاطار. وشدد على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي، أو صون سيادته الكاملة ورفضها القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها. وقال: "ان مصر تواصل مساعيها واتصالاتها لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية .. واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن للقرار 1701 دون انتقائية ".
وشدد الرئيس المصري، على ان امام اللجنة المشتركة التي ستعقد اجتماعها في القاهرة في وقت يحدد لاحقا، مواضيع كثيرة للبحث "ولكن على المستوى السياسي يجب ان يكون هناك صوت داعم للبنان ولرئيس الجمهورية لا سيما في ما يتعلق بالمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من التلال الخمس ومعالجة القضايا الباقية في لبنان بهدوء وانتظام حسب رغبة الرئيس اللبناني للمحافظة على الامن والاستقرار في البلد".
الوصول الى قصر الاتحادية
وكان الرئيس عون والوفد المرافق وصل الى قصر الاتحادية عند الساعة الحادية عشرة حيث كان في استقباله الرئيس السيسي عند مدخل القصر. وبعدما عزفت موسيقى حرس الشرف النشيد الوطني اللبناني ثم النشيد الوطني المصري واستعراض القوى، توجه الرئيسان بين ثلة من الرماحة الى داخل القصر، حيث حيا الرئيس عون العلم المصري ثم قائد حرس الشرف قبل ان يصافح الوفد الرسمي المصري فيما صافح الرئيس السيسي الوفد الرسمي اللبناني.
مباحثات ثنائية وموسعة
وبعد انتهاء مراسم الاستقبال والتقاط الصور التذكارية في البهو الداخلي ، توجه الرئيسان عون والسيسي الى المكتب الخاص للرئيس المصري وعقدا محادثات ثنائية قبل ان ينتقلا الى الصالون الرئاسي حيث انضم الى الرئيسين اعضاء الوفدين اللبناني والمصري وعقدت محادثات موسعة حضرها عن الجانب المصري رئيس ديوان رئيس الجمهورية اللواء احمد علي ، وزير الخارجية وشؤون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي ، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المهندس محمود عصمت،، سفير مصر لدى لبنان السفير علاء موسى، مدير مكتب رئيس الجمهورية المستشار عمر مروان، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي.
وحضرها عن الجانب اللبناني، وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، سفير لبنان لدى مصر السفير علي الحلبي، المستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد اندره رحال، المستشار السياسي جان عزيز، الناطقة باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين، مدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
في مستهل المحادثات الموسعة رحب الرئيس السيسي بالرئيس عون معربا عن سعادته باستقباله في مصر منوها بالنجاحات التي تحققت منذ توليه مسؤولياته الرئاسية. وقال: ان بلاده تدعم دعما كاملا كل الجهود كي يعود لبنان افضل مما كان عليه، لافتا الى ان العلاقات بين مصر ولبنان متجذرة عبر التاريخ واستمرت في العصر الحديث لا سيما وان مصر هي من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان واقامت معه علاقات ديبلوماسية. أضاف: ان مصر لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية لكنها تحرص على علاقات متينة معه، "فلبنان له دور عظيم في المنطقة وعلاقتنا به متينة وحريصون على التعاون معه".
وهنأ الرئيس السيسي الرئيس عون على التطور الذي حصل منذ توليه المسؤولية الرئاسية، مؤكدا دعم مصر لوحدة لبنان وسلامة اراضيه واستقراره. وقال اننا جاهزون للتعاون في كل المواضيع التي يريدها لبنان كي يستعيد مكانته ويصبح اقوى ويعود الى المجد الذي كان عليه في السبعينات.
بدوره شكر الرئيس عون الرئيس السيسي على الترحيب، وتحدث عن العلاقات المتينة والمتجذرة بين لبنان ومصر التي لم تنقطع يوما. وقال: "بقدر ما كانت مصر حريصة على لبنان كذلك كان هم لبنان الحرص على سلامة مصر التي وقفت الى جانبه في ظروف صعبة منذ زمن وكنا دائما في الملمات نجد مصر الى جانب لبنان ومهما قلنا فلن نفي مصر حقها. ونوه بما فعلته مصر من خلال اللجنة الخماسية لانهاء الشغور الرئاسي وقد عاد ذلك بالخير على لبنان، منوها بجهود السفير المصري والدور الذي لعبه في هذا المجال.
قمة لبنانية –مصرية في القاهرة: تشديد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائيةhttps://t.co/7dltBN7u0l
— Akhbar Al Yawm (@akhbaralyawm) May 19, 2025
واتفاق على انعقاد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين في القاهرة #أخباراليوم pic.twitter.com/oIofVCDdHo
ثم تحدث الرئيس السيسي من جديد، فدعا الى ضرورة التنسيق لتنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لافتا الى ان الوزراء المشاركين سيبحثون في التفاصيل التي تهم البلدين، مؤكدا الاستعداد للتعاون في كل ما يعود بالخير على لبنان. وقال:"نحن جاهزون لحل كل المشاكل والمسائل التي يطلبها لبنان ولدينا الخبرات في كل المجالات، والمهم ان يحدد لبنان حاجته وسيكون ذلك فرصة لنا لاعطاء خبراتنا".
بعد ذلك تحدث وزير الخارجية المصري، فاكد على أهمية التنسيق القائم بين لبنان ومصر على الصعيد الديبلوماسي والمواقف المتخذة بين البلدين.
وكان اتفاق على انعقاد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين في القاهرة على ان يتم تحديد الموعد في وقت لاحق، وهي ستتولى البحث في تفاصيل الحاجات التي يريدها لبنان ووضع آلية للعمل، مشيرا الى الجهود التي يبذلها الجانب المصري من اجل تأمين مساعدات للبنان من الدول الخليجية.
وشدد على الرغبة في ان تقوم الشركات المصرية بالعمل في لبنان وتقديم المساعدات لان السوق اللبناني سيكون واعدا على الصعيد التجاري والاستثماري وفي مختلف القطاعات. وركز وزير الخارجية المصري على مساعي بلاده من اجل وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية والافساح في المجال امام الجيش اللبناني لفرض سيادة الدولة على كامل أراضيها.
وهنا، تحدث الرئيس السيسي، فاعتبر ان امام اللجنة المشتركة مواضيع كثيرة للبحث ولكن على المستوى السياسي يجب ان يكون هناك صوت داعم للبنان ولرئيس الجمهورية لا سيما في ما يتعلق بالمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من التلال الخمس ومعالجة القضايا الباقية في لبنان بهدوء وانتظام حسب رغبة الرئيس اللبناني للمحافظة على الامن والاستقرار في البلد.
من جهته، أشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري الى التعاون في المجال الكهربائي بين البلدين، لافتا الى المشاريع التي كانت درست سابقا في هذا المجال. وفي هذا السياق، اكد الرئيس السيسي على انه يجب مساعدة لبنان في اصلاح شبكته وكل ما يمكن ان يساعد في تأمين التيار الكهربائي فيه. وقال انه في الاجتماعات المقبلة من خلال اللجنة الوزارية سيكون بالإمكان درس كافة التفاصيل . وفي نهاية اللقاء، وجه الرئيس عون دعوة الى الرئيس السيسي لزيارة لبنان الذي وعد بتلبيتها.
ثم تبادل الجانبان اللبناني والمصري طرح المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومنها ما يتصل بالسياسة الخارجية والتبادل والتعاون الاقتصادي والانمائي، والكهرباء وتسهيل إقامة رجال الاعمال وتشجيع الاستثمار في كلي البلدين.
بدوره، تحدث الوزير رجي، فركز على التنسيق القائم بينه وبين نظيره المصري في المحافل الإقليمية والدولية في ما خص القضية اللبنانية.
كما تطرق الحديث الى التعاون الإعلامي بين مصر ولبنان والتعاون السياحي. وشدد الرئيسان عون والسيسي على ان مثل هذا المواضيع ستشكل مادة بحث خلال اجتماع اللجنة المشتركة الذي سينعقد في مصر.
مؤتمر صحافي مشترك
وفي ختام لقاء القمة والمحادثات الموسعة عقد الرئيسان عون والسيسي مؤتمرا صحافياُ مشتركاً استهله الرئيس السيسي بكلمة رحب فيها بالرئيس عون وقال:"
أخى العزيز، فخامة الرئيس العماد جوزاف عون،
رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
أستهل كلمتى، بالترحيب بأخى فخامة الرئيس "جوزاف عون"، رئيس الجمهورية اللبنانية الذى يحل ضيفا عزيزا في بلده الثاني "مصر"، تلك الزيارة، التى تحمل فى طياتها رمزية خاصة، فهى تجسد متانة العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين بلدينا، وتعكس ترابطا يمتد عبر العصور إذ لطالما شكلت مصر ولبنان، نموذجا فريدا، للأخوة العربية الحقيقية.
الحضور الكرام،
تأتي زيارة فخامة الرئيس "عون"، فى مرحلة دقيقة وظرف إقليمي شديد التعقيد لتؤكد عمق العلاقات "المصرية - اللبنانية"، وصلابتها على كافة المستويات .. وتعكس الترابط الوثيق بين الشعبين والحكومتين.
ولقد مثلت مباحثاتنا اليوم، فرصة ثمينة لتبادل الرؤى، مع أخى فخامة الرئيس، حول سبل تعزيز التعاون بين بلدينا، لاسيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية.
وأكدنا حرصنا، على دعم جهود لبنان فى إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الرائدة، فى هذا المجال.
كما شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان .. سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي، أو صون سيادته الكاملة .. ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها.
وفى هذا السياق، تواصل مصر مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية .. واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم "1701".. دون انتقائية.. بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها .. وتعزيز دور الجيش اللبناني، في فرض نفوذه جنوب "نهر الليطانى".
كما أجدد اليوم، دعوة المجتمع الدولي، لتحمل مسئولياته تجاه إعادة إعمار لبنان .. وأحث الهيئات الدولية والجهات المانحة، على المشاركة بفاعلية فى هذا الجهد .. لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي،على طريق السلام والتعايش والمحبة فى المنطقة.
السيدات والسادة،
لقد تطرقت مباحثاتي، مع أخى فخامة الرئيس عون كذلك، إلى تطورات الأوضاع فى قطاع غزة .. حيث أكدنا ضرورة إنهاء العدوان على القطاع فورا، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح كافة الرهائن والأسرى .. مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية، بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الملحة، للمدنيين الأبرياء فى غزة. كما جددنا التأكيد، على موقف مصر ولبنان الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية ..مع رفض أي محاولات تهجير للفلسطينيين،أو تصفية قضيتهم العادلة.
ومن هذا المنبر، ندعو المجتمع الدولي، إلى حشد الجهود الدولية والموارد، لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وتمكين السلطة الفلسطينية.. من العودة إلى القطاع والعمل على توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية" كون هذا المسار، هو الضامن الوحيد، للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار فى المنطقة.
تناولت مباحثاتنا أيضا، الملفات الإقليمية الملحة، وعلى رأسها الوضع فى سوريا الشقيقة .. حيث جددنا دعمنا الكامل للشعب السوري الشقيق وأكدنا ضرورة أن تكون العملية السياسية، خلال الفترة الانتقالية شاملة وغير إقصائية مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ورفض أى مظاهر للطائفية أو التقسيم.
كما شددنا على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، على السيادة السورية .. وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى السورية المحتلة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
أخى فخامة الرئيس،
فى ختام كلمتي، أؤكد لكم، أن مصر ستظل إلى جانب لبنان الشقيق، وإلى جانبكم، فخامة الرئيس، وإلى جانب الحكومة اللبنانية، فى كل المساعي الرامية، إلى الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، بما يلبي تطلعات شعبه النبيل .. ولنعمل معا من أجل تعزيز علاقاتنا الثنائية فى كافة المجالات .. ليستعيد لبنان دوره العريق، كمنارة للثقافة والتنوير فى المشرق.. والعالم العربي.
لقد كان التواصل بين مصر ولبنان إيجابياً يهدف إلى التنمية والحضارة… فقد كان هناك تواصل بين المصريين القدماء والفينيقيين… وفي العصر الراهن كانت مصر من أوائل الدول منذ الأربعينات التي أقامت علاقات مع لبنان… ومصر ولبنان لديهما جهد مشترك عبر السنوات الماضية في مجال الثقافة والكتابة والشعر … السيد الرئيس… نحن داعمون لك ونتمنى لك كل التوفيق."
كلمة الرئيس عون
ورد الرئيس عون بكلمة هنا نصها:
"السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية،
أيها الأخ العزيز ...
إنّ ذاكرة الناس، هي مستودع الحقيقة الأكثر صدقاً وعمقاً ...
فحين يقولون أن مصر أم الدنيا ... وأنّ بيروت ستُ الدنيا ..
فهم يؤكدون للعالم أجمع، اننا أُخوة أشقاء... منذ أزل الدنيا وحتى أبدِها
وأخوتنا هذه هي فعلاً، من عمر التاريخ...
ففي معبدِ الكَرْنَك نقش يحكي عن جبيل، منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة ...
وفي قلوبنا جميعاً، نقوش عن أخوتنا، باقية لآلاف من التاريخ الآتي ...
ومنذ البداية، جمعتنا نوازع الحرية ...
فحين أسكتت أقلام بيروت...
فاضت أدباً وصحافة وسياسة، على ضفاف النيل ...
ويوم حريق القاهرة، اتشحت بيروتُ بالسواد...
السيد الرئيس،
إن أخوتنا العريقة هذه، أمانة بين أيدينا اليوم...
لنجددها في عالمنا المعاصر ...
ولنبعثها حية خلاقة، في منطقتنا العربية الراهنة...
وتجديد الأخوّة في هذا الزمن،
يقتضي منا ترسيخها على مفهوم عروبة المستقبل، لا الماضي...
أي على ضمان مصالح شعوبنا ومنطقتنا،
في عصر ثوري يتطور ذاتياً وآنياً...
لذلك ندعو من هنا، إلى قيام نظام المصلحة العربية المشتركة ...
ومن أولى ركائزه، إقامة هيئة جديةٍ،
ناظمة للمصالح المشتركة بين دولنا وشعوبنا وبلداننا...
إننا نطمح إلى إقامة سوق إقليمية مشتركة ...
قد نبدأها بخطوة واحدة فقط... بين بلدين اثنين لا غير ...
ثم نتوسّعُ بها عبر القطاعات والجغرافيا ...
حتى نحقق خير بلداننا وشعوبنا كافة ...
السيد الرئيس،
إن تطلعاً طموحاً كهذا، يحتاجُ إلى استقرار في منطقتنا ...
والاستقرارُ الثابت لا يقومُ إلا على سلام دائم ...
والسلام الدائم لا يُبنى إلا على العدالة ...
والعدالة لها تعريف واحد وحيد:
ألا وهو إعطاء كل الحقوق، لكل أصحابها ...
وهذا ما أقرته الدول العربية في مبادرة بيروت للسلام سنة 2002...
وهذا ما نتطلع إلى تجسيده في أقرب وقت ...
بهذا السلام بالذات، نشهدُ قيام دولة فلسطين السيدة المستقلة...
ونكافح التطرف والإرهاب ...والفقر والجوع ...
وأفكار الإلغاء وأهواء الإقصاء...
ونحقق التنمية والازدهار لشعوبنا...
وأنا أؤكدُ أنّ لبنان، كل لبنان،
لا يمكنه أن يكون خارج معادلةٍ كهذه ...
وأن لا مصلحة لأي لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعب في منطقتنا، في أن
يستثني نفسه من مسار سلام شامل عادل ...
سلام يبدأ بالنسبة إلينا، بتأكيد التزامِ لُبْنَانَ الكَامِلِ بِالقَرَارِ الدُّوَلِي 1701،
للحِفَاظِ عَلَى سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَوَحْدَة أَرَاضِيهِ...
مع تشديدِنا على أهمّيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ (اليُونيفيل)...
وضرورةِ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا إِسْرَائِيل...
والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة للعام 1949،
بما يَضْمَنُ عَوْدَةَ الِاسْتِقْرَارِ وَالأَمْنِ إِلَى الجَنُوبِ اللُّبْنَانِي وَالمِنْطَقَةِ كَلِها
لذلك ندعو المُجْتَمَعَ الدَّوَلِيَّ إِلَى تَحَمْلِ مَسْؤُولِيَّاتِهِ،
فِي إِلْزَامِ إِسْرَائِيلَ بِتَنْفِيذِ الاتِّفَاقِ الَّذِي تَمَّ التَّوَصُّلُ إِلَيْهِ بِرِعَايَةٍ أَمِيرِكِيَّةٍ
وَفَرَنْسِيَّةٍ فِي 26 تِشْرِينَ الثَّانِي المَاضِي،
وَالانْسِحَابِ مِنَ كاملِ الأراضي اللبنانية، حتى حدودنا الدولية المعترف بها
والمرسمة دولياً، وَإِعَادَةِ الأَسْرَى اللُّبْنَانِيِّينَ كافة...
كما نؤكدُ أَنَّ لُبْنَانَ يَحْرِصُ عَلَى قِيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ الجارةِ سُورِيَا،
وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ المُشْتَرَكَةِ ...
وَخَاصَّةً فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَلَف النَّازِحِينَ السُّوريّينَ،
وَضَرُورَةِ تَأْمِينِ عَوْدَتِهِمُ الآمِنَةِ وَالكَرِيمَةِ إِلَى بِلادِهِمْ...
بحيث تَعْمَلُ حُكُومَتَا الْبَلَدَيْنِ في أسرع وقت مِنْ خِلَالِ لِجَانٍ مُشْتَرَكَةٍ، تَمْ
الاتِّفَاقُ عَلَى تَشْكِيلِهَا، لتحقيق ذلك، بما يضمن مصلحة البلدين والشعبين...
وإذ يؤكدُ لُبْنَانُ دعَمَه كُلَّ الجُهُودِ الهَادِفَةِ إِلَى حِفْظِ وَحْدَةِ سُورِيَا وَسِيَادَتِهَا،
وَتَلْبِيَةِ تَطَلَّعَاتِ شَعْبِها يُرَحِبُ بِقَرَارٍ رَفْعِ العُقُوبَاتِ عَنْها، آمِلًا أَنْ يُسَاهِمَ
في تعافيها واسْتِقْرَارِ المِنْطَقَةِ.
السيد الرئيس ... الأخ العزيز،
لقد كان لبنانُ دوماً رائداً من رُوادِ الأفكار البنّاءة في هذه المنطقة ...
ميزته التفاضلية إنسانه ...
وقيمته المُضافة: الحرية والتعددية معاً...
اليوم، نحن أمام تحدّي السلامِ لكل منطقتنا...
ونحن جاهزون له ...
نقولُ للعالم أجمع وحدَه سلامُ العدالة ... هو السلامُ الثابت والدائم ...
ولنا ملء الثقة بأنّ العالم الساعي إلى السلام الحقيقي، وبفضل مساعدتكم
وبفضلِ إسماع مصر لصوتها وصوتنا ...
سيسمعُ ... وسيلبي واجب الاستجابة ....
السيد الرئيس ... الأخ العزيز،
كل الشكر لكم شخصياً ... ولكل مصر الحبيبة ... على كل ما بذلتموه ...
وشكرٌ أكبر ... على كل ما ستفعلونه، كل يوم أكثر ...
عاشت مصر
عاش لبنان"
مأدبة غداء
ثم عقدت خلوة ثانية بين الرئيسين عون والسيسي اعقبها غداء حضره الجانبان اللبناني والمصري وعدد من المدعوين من وزراء وديبلوماسيين.