"عَسلامة" محطة مفصلية في تعزيز الرعاية الصحية الأولية في لبنان
ضمان استدامة هذا النموذج الناجح
قامت وزارة الصحة العامة اللبنانية، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي واليونيسف، اليوم بمراجعة لمبادرة "عَسلامة" للرعاية الصحية الأولية، ألتي تمّ إطلاقها قبل عام، والتي تعتمد مقاربة متكاملة للرعاية الصحية على مدار دورة الحياة، بدءاً من الحمل ومروراً بمرحلة الطفولة المبكرة ووصولاً إلى سن المراهقة.
وقال وزير الصحة العامة الدكتور ركان نصر الدين: "تشكل هذه المبادرة تحوّلاً منهجياً في طريقة تقديم الرعاية الصحية الأولية في لبنان، حيث تضمن للأمهات والأطفال رعاية تتمحور حول الإنسان، ومتابعة منتظمة، وتثقيفاً صحياً شاملاً. وبعد عام فقط على انطلاقها، أصبحت 'عَسلامة' مبادرة محورية في جهود لبنان لتعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية الأولية، وسدّ الفجوات المهمّة في تغطية اللقاحات، وتحسين نتائج صحة الأمهات والمواليد الجدد".
ومنذ انطلاقها، مكّنت المبادرة أكثر من 25,000 طفل من تلقي اللقاحات في مواعيدها، وقدّمت الدعم لأكثر من 1,400 امرأة حامل من خلال الرعاية ما قبل الولادة، والمتابعة الصحّية ل 15,900 مولود جديد لفترة ما بعد الولادة. كما لعبت التوعية المجتمعية دوراً أساسياً، حيث قامت الفرق الصحّية بأكثر من 114,000 زيارة منزلية لفحص صحة وتغذية الأطفال، ورفع الوعي، وضمان الإحالة الطبية عند الحاجة وفي الوقت المناسب.
وقالت أليساندرا فييزر، رئيسة قسم التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان: "إن تعزيز النظام الصحي العام في لبنان هو أمر ضروري الآن أكثر من أي وقت مضى. فذلك يشكل وسيلة أساسية لاستعادة الثقة بالخدمات العامة، وضمان أن يتمكن الناس من الاعتماد عليها عند الحاجة. وخلال زياراتي الميدانية الأخيرة، لمست بأمّ العين الدور الجوهري الذي يقوم به العاملون الصحيون، والأساليب المبتكرة التي يعتمدونها في التفاعل مع المجتمعات من خلال الأنشطة التوعوية والحملات الصحية في مراكز الرعاية الصحية الأولية. نحن نثمّن جهودهم التي تسهم في تحسين شامل لمؤشرات الصحة العامة في لبنان".
ومن خلال نموذج يعتمد على العمل الجماعي والارتباط بالمجتمع المحلي، ترسّخ مبادرة "عَسلامة" مفهوماً جديداً لطريقة تقديم الخدمات الصحّية على مستوى الرعاية الأولية، حيث يعمل الممرضون والقابلات والعاملون الصحيون المجتمعيون معاً لردم الفجوة بين المرافق الصحية والمجتمعات المحلية وضمان تلبية احتياجاتهم الصحية في الوقت المناسب.
وقالت أندريا بيرثر، ممثلة اليونيسف في لبنان: "هذه المبادرة ليست مجرد نموذج لتقديم الخدمات، بل هي تحول في طريقة وصول النظام الصحي إلى الأمهات والأطفال، ومتابعتهم، وتقديم الرعاية لهم عبر مراحل حياتهم المختلفة. إنها تجسد التزام اليونيسف بالعدالة في الوصول إلى الخدمات، وتوفيرها بجودة عالية ومسؤولية، وتؤسس لنظام صحي أكثر مرونة واستجابة. ونحن ممتنون للغاية للدعم المتواصل من الاتحاد الأوروبي للنظام الصحي العام في لبنان، ولالتزامه الراسخ بتحسين حياة الأطفال والأسر في جميع أنحاء البلاد."
إضافةً إلى ذلك، تدمج مبادرة "عَسلامة" الخدمات الصحية مع آليات أوسع للحماية الاجتماعية والصحة العامة، مثل تسجيل الولادات، والتسجيل المدرسي، والكشف عن أمراض الصحة النفسية إضافة إلى الجسدية، مما يجعل من مراكز الرعاية الصحية الأولية نقطة محورية لخدمات متكاملة تغطي مختلف مراحل الحياة.
ستواصل اليونيسف، بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة العامة، تعزيز هذا النموذج لضمان حصول كل طفل وكل أم على الخدمات الصحية التي يحتاجونها للبقاء والنمو، وضمان استدامة هذا النموذج الناجح ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية في الوزارة.