في عيد ميلاده الـ 79... ترامب يشهد عرضه العسكري «النادر» في واشنطن
الاحتفال بالذكرى 250 لتأسيس الجيش الأميركي شابه عنف واحتجاجات
انطلق العرض العسكري الذي انتظره بفارغ الصبر الرئيس دونالد ترامب في شوارع وسط مدينة واشنطن، مساء السبت، لكن الاحتفال بالذكرى 250 لتأسيس الجيش الأميركي، شابه عنف واحتجاجات.
في الساعات التي سبقت بدء العرض العسكري، خرج مئات الآلاف من الأميركيين في مسيرات واحتشدوا في شوارع مدن من نيويورك إلى شيكاغو ولوس انجليس احتجاجاً على قرارات ترامب منذ توليه الرئاسة، في أكبر تحركات من نوعها منذ عودته إلى السلطة في يناير الماضي.
وفي وقت سابق من يوم السبت، اغتال مسلح نائبة ديمقراطية في مجلس نواب ولاية مينيسوتا وأصاب نائباً آخر. ولايزال الجاني طليقاً.
أتى ذلك بعد أسبوع من التوتر في لوس انجليس، حيث دفعت الاحتجاجات على مداهمات نفذتها سلطات الهجرة الاتحادية، ترامب لاستدعاء قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية للمساعدة في الحفاظ على النظام العام رغم اعتراضات حاكم الولاية الديمقراطي غافين نيوسوم.
وصادف السبت أيضاً، يوم عيد ميلاد ترامب التاسع والسبعين.
وسارت الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمدفعية في العرض العسكري على طول طريق كونستتيوشن أفينيو الشهير، وهو مشهد غير معتاد في الولايات المتحدة، حيث يندر إقامة مثل هذه العروض العسكرية.
وقال ترامب للحشد بعد العرض العسكري «كل الدول الأخرى تحتفل بانتصاراتها، وحان الوقت لأن تحتفل أميركا أيضاً».
واصطف الآلاف على طول الطريق لمتابعة العرض الذي شاهده الرئيس الجمهوري، من منصة خلف زجاج مضاد للرصاص.
وتمكن بعض معارضي ترامب أيضاً من حجز مكان لهم على طريق الموكب رافعين لافتات احتجاج. وفصلت الشرطة المحلية متظاهرين آخرين عن حشود الموكب.
ونقل الجيش ما يقرب من 7000 جندي إلى واشنطن، إلى جانب 150 مركبة تضم دبابات ومدرعات ومدفعية.
وخلال العرض العسكري، جرى استعراض تاريخ الجيش منذ تأسيسه خلال الحرب الثورية، أو حرب الاستقلال، وحتى يومنا هذا. ووقف ترامب مرات كثيرة لتأدية التحية العسكرية للجنود أثناء سيرهم.
وحضر العرض أعضاء من إدارته مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو.
وأبدى ترامب للمرة الأولى رغبته في إقامة عرض عسكري في واشنطن في بداية ولايته الرئاسية الأولى.
وفي عام 1991، سارت الدبابات وآلاف الجنود في موكب في واشنطن، للاحتفال بطرد قوات صدام حسين من الكويت في حرب الخليج.
وقال مسؤولون لـ «رويترز»، إن تكاليف عرض السبت، تقدر بما بين 25 مليونا و45 مليون دولار. ويشمل ذلك العرض العسكري نفسه، إضافة إلى تكلفة نقل المعدات وإسكان وإطعام القوات.
ووصف منتقدون العرض بأنه استعراض استبدادي للقوة يهدر المال، خصوصاً أن ترامب قال إنه يريد خفض إنفاق الحكومة الاتحادية.
في وقت سابق من السبت، تظاهر الآلاف في واشنطن ومدن أخرى احتجاجاً على سياسات الرئيس الجمهوري. واتسمت التظاهرات والمسيرات بالسلمية إلى حد كبير.
أما في لوس انجليس، ظل الوضع متوتراً. فقبل نحو ساعة من سريان حظر التجول في وسط المدينة، دفع أفراد شرطة يمتطون الخيول المتظاهرين بقوة لتفريقهم واستخدموا الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وواجه نحو 50 من مشاة البحرية (المارينز) رد فعل غاضباً من مئات المحتجين أمام مبنى اتحادي في وسط المدينة، حيث صاح الحشد معاً لمطالبة القوات بالانسحاب.
ووجه عدد من المتظاهرين الشتائم والسباب إلى مشاة البحرية الذين لم يبدوا رد فعل.
ونظمت مجموعات مناهضة لترامب ما يقرب من 2000 تظاهرة على مستوى البلاد بالتزامن مع العرض العسكري.