لم يَحْمِها التاريخُ والطبيعةُ من غزَواتِ اسرائيل وقبضتِها الجوية وقصفِها العنيف
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد" المسائية
هي اصعبُ ايامِ طهران, المدينةِ المحصنةِ بالجبال والحضاراتِ والامبراطورياتِ وسُلالاتِ بلاد فارس قبل سبعةِ آلافِ عام, لم يَحْمِها التاريخُ والطبيعةُ من غزَواتِ اسرائيل وقبضتِها الجوية وقصفِها العنيف الذي وصل الى مبنى الاذاعةِ والتلفزيون وعلى الهواءِ مباشَرة./ واَطلقت تل ابيب الانذاراتِ للسكان باخلاء طهران تمهيداً لاستهدافِها لكنَّ طيرانَها كان قد استَبق الانذاراتِ/ وبدأَ سلسلةَ غاراتٍ جوية على مبانٍ عسكريةٍ واقتصادية واعلامية/ مما أسفرَ عن خسائرَ بشريةٍ وماديةٍ كبيرة//. وعلى القاعدةِ العابرةِ للانسانية في غزةَ ولبنان تم استهدافُ فِرقِ الهلال الاحمر الايراني اثناء اعمالِ الاغاثة، وتوسَّعَ القصفُ الى انفجارات عنيفة دوَّت في ساحة ازادي الشهيرة في قلب العاصمة طال مصنعا لطائرات الهليكوبتر وذلك بعد استهدافِها مُنشآتٍ عسكريةً ومراكزَ أبحاثٍ نووية،/ مما أدى إلى تدميرِ أجزاءٍ من مُنشأة نَطَنْزْ النووية ومركَزِ أبحاثِ أصفهان// وقف الرئيسُ الاميركي دونالد ترامب من قِمة السبع المعقودة على جبال روكي الكندية وقيّمَ الدمارَ في ساحاتِ ايران قائلاً: اسرائيل تُبلي بلاءً حَسَناً وعلى ايران الدخولُ بالمحادثات لأنها لم تَفُزْ بالحرب/ سيكتفي رئيسُ اميركا بدَورِ المراقِب الى انْ يرى ايران وقد اصابَها الإنهاك، ولا مانعَ لديه في الوقت نفسِه من الضرب الايراني على الخاصرةِ الاسرائيلية/ اما الجمهوريةُ الاسلامية المُتجَرِّحة فقد وَقَفت على المنابر لتعلنَ انها ستوجِّهُ اقسى ضرباتِها الى اسرائيل/ متوعِّدةً باسلحةٍ استراتيجية لم تَستَخدمْها بعدُ وذلك على إثرِ صواريخَ كانت زائرةَ الفجرِ في موانىءِ حيفا وصولاً الى اقترابِها من مقرِّ السِفارةِ الاميركية في تل ابيب/ ومن المرجَّح ان يستمرَّ النزاعُ الصاروخي طويلاً قبل ان يُخرِجَ الرئيسُ الاميركي اوراقَ التفاوض في مرحلة الملاكَمة الاخيرةِ التي تسبِقُ الضربةَ القاضية/ وفيما راهَنَ الاسرائيليُّ والاميركي على ثورةٍ ايرانية من الداخل تُطيحُ بالنظام بدا الشعبُ الايراني على غيرِ هذا الرِّهان اما اسرائيل فقد بَدأت مرحلةَ التقييمِ العسكري والسياسي والذي قادَها الى ان بنيامين نتنياهو لا يملكُ استراتجيةً للخروج من الحرب لا في غزةَ ولا في ايران/ وقال ناحوم برنياع، ابرزُ محللي يديعوت أحرونوت، إنَّ ايران قد تَستخدمُ الهجومَ الإسرائيلي كي تخرِقَ رسمياً سورَ التعتيم وتعلنَ وصولَها إلى القنبلة النووية، فهل سيردُّ ترامب حينَها بدخولِ الأميركيين إلى الحرب؟ ثمةَ شكٌّ كبير/ والاميركيون بدورهم قَرروا المشاهدةَ الميدانية للحرب لكنْ من على متن حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" التي غادرت مياهَ بحرِ الصين الجنوبي متجهةً غرباً، نحو منطقةِ الشرق الأوسط// بَدءُ الحرب سهلٌ، لكن إنهاءَها أمرٌ لا يمكنُ التنبؤُ به//