ويتكوف أبلغ مصر بـ"قرار الضربة قبل تنفيذها بساعات"

العرب والعالم

ويتكوف أبلغ مصر بـ"قرار الضربة قبل تنفيذها بساعات"

image

ويتكوف أبلغ مصر بـ"قرار الضربة قبل تنفيذها بساعات" 
تبنّت القاهرة موقفاً «حذراً» من دون إدانة الضربة

قالت مصادر دبلوماسية، في حديثها إلى «الأخبار»، إن الولايات المتحدة أبلغت مصر أنها «لا تعتزم القيام بعمليات عسكرية أخرى ضد إيران، ما لم تُقدم الأخيرة على استهداف مباشر لمصالح أميركية»، في إشارة إلى الردّ الإيراني المحتمل على قصف الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية في إيران (نطنز، أصفهان وفوردو). كما أكّدت واشنطن، في اتصالاتها مع القاهرة، ثقتها في «قدرة إسرائيل على إدارة الموقف الراهن مع إيران من دون تدخّل أميركي إضافي».

وبحسب المصادر، فإن مصر كانت «على علم بقرار الضربة قبل تنفيذها بساعات، لكنها لم تكن تعرف موعد التنفيذ بدقّة، وهو ما أبلغ به المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الذي تلقّى خلال الأيام الأخيرة، ثلاثة اتصالات من الأول.

واللافت أن الموقف المصري الرسمي إزاء العدوان الأميركي، والذي عبّر عنه بيان وزارة الخارجية الذي أعرب عن «قلق بالغ» إزاء «التصعيد»، وحذّر من «عواقب خطيرة تهدد الأمن الإقليمي والدولي»، لم يُشر بوضوح إلى إدانة الضربة الأميركية. وفي هذا السياق، تقول المصادر إن «موقف القاهرة هذا يعكس حرصها على الحفاظ على علاقاتها مع واشنطن وعدم الدخول في مواجهة دبلوماسية معها، مع تأكيد موقفها المبدئي الرافض لأي تصعيد عسكري».

ورأت أن موقفها «لا يعني انحياز مصر إلى طرف ضد آخر، بل يعكس إدراكها أن استقرار المنطقة يفرض عليها التواصل مع جميع الأطراف المؤثّرة»، فيما تدرك القاهرة «خطورة أي توسع في دائرة الصراع، خاصة على مصالحها الاستراتيجية مثل أمن الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس، والتي تأثّرت بالفعل بسبب التوترات الناتجة من الصراع بين إيران وحلفائها من جهة، والقوى الغربية وإسرائيل من جهة أخرى».

وانطلاقاً من القناعة المصرية بأن «العمل العسكري لا يمكن أن يقدّم حلاً للأزمات المعقّدة التي تواجهها المنطقة»، تواصل القاهرة «جهودها مع الأطراف الإقليمية والدولية لتوفير مظلة سياسية تضمن التهدئة واستئناف المفاوضات، ولا سيما أن القيادة المصرية ترى أن التوصل إلى تهدئة سريعة ليس ضرورياً فقط لوقف الحرب، بل أيضاً لإعادة التركيز على قضايا محورية مثل الصراع في قطاع غزة، الذي يحتاج إلى تسوية عادلة ودائمة»، على حدّ قول المصادر.