بعد حادثة مار الياس في دمشق ... ماذا عن مسيحيي الشرق؟!

بعد حادثة مار الياس في دمشق ... ماذا عن مسيحيي الشرق؟!

image

بعد حادثة مار الياس في دمشق ... ماذا عن مسيحيي الشرق؟!
صافي: وعي  الشعوب العربية الضمانة الأكبر لحماية الاقليات

مشهد التفجيرات التي تطال الأماكن المقدسة، أطل برأسه مجددا من دمشق، بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة في العاصمة السورية ، جراء إقدام انتحاري على تفجير نفسه ما ادى الى سقوط عدد من القتلى.
المكان بحد ذاته يحمل رمزية دينية اذ تقع كنيسة مار إلياس إلى جانب عدد من الكنائس في حي الدويلعة الذي يعتبر أغلب سكانه من المسيحيين، ولكن ما اضاف المزيد من الريبة، هو الفيديو المتداول على مواقع التواصل الإجتماعي الذي يُظهر عبارات تهديديّة كتبها مجهولون على جدران كنيسة مار إيليا في مدينة كفربخوم بريف حماة، “جاييكم الدور”.
هذا التفجير هو الاول من نوعه الذي يطال دورا للعبادة منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الاول الماضي، يطرح الكثير من التساؤلات، تتعلق بالتعددية، ولا سيما منها الوجود المسيحي ليس فقط في سوريا بل ايضا في الشرق الاوسط.

"الحكم المركزي المتمثل بالرئيس أحمد الشرع وحكومته من العوامل الأساسية للحفاظ على أمن واستقرار سوريا"، هذا ما قاله الكاتب السياسي والأستاذ الجامعي البروفيسور هاني صافي، مشيرا الى ان الحكم الجديد فرض السيطرة ومنع كل التنظيمات المسلحة والتكفيرية وقيّد تحركاتها واتجه نحو تشكيل دولة مركزية قوية.
الى جانب ذلك، تابع، صافي: التزام الرئيس الشرع بما قاله أمام الأميركيين والمجتمع الدولي من حيث احترام كل مكونات المجتمع السوري وحمايتها، الامر الذي يشكل ضمانة للمسيحيين في سوريا بشكل أساسي ويمهد الجو نحو المستقبل من أجل أن تتقبل المكونات السورية غير المسيحية المكون المسيحي كشريك أساسي في الوطن.
وعلى المستوى العربي، اعتبر صافي أن كل التغيرات في المنطقة تدعو الى التفاؤل على سبيل المثال ما يحصل في دول الخليج والدول العربية على رأسها السعودية والامارات حيث اصبحت تتعامل مع المسيحيين بطريقة مختلفة  عما كان سابقا، وهذا ايضا ما ينطبق على مصر لا سيما لجهة ترميم بعض الكنائس في مصر والسماح باعادة الممارسة للشعائر الدينية.
ولفت الى أن المطلوب هو أبعد من ذلك، اذ يحق للمواطن المسيحي في أي دولة عربية المشاركة في العملية السياسية والتعبير عن رأيه بشكل طبيعي مثل المسلم بمعنى أن يكون مواطن درجة أولى في كل الدول العربية.
أما عن دور المجتمع الدولي في حماية المسيحيين في الشرق، فأكد صافي أهمية وجود منظمات دولية وغير حكومية  قادرة على التحرك فور وقوع اي حادث خارج عن المألوف، فشدد على رفض التعدي على أي من الأقليات اكانت مسيحية او سوى ذلك .
وهنا وصف صافي دور المؤسسات الدولية والاممية بالعين الساهرة في مراقبة اي انتهاكات لحق الأقليات ومنع تطورها، الى جانب مراقبة التعهدات التي تأخذها من حكومة دمشق الجديدة المتعلقة بحماية الاقليلات واشراكها في الحكم.
وهل يمكن اعتبار الولايات المتحدة "عرابة حماية المسيحيين في الشرق"، فأكد صافي أنه ليس من الضروري أن تكون العرابة ولكن عليها ان تعمل في الوقت الحالي على حماية الأقليات واعطائهم الدور ومساندتهم للمشاركة في الحكومة المركزية منعًا لحدوث أي مشكلة. واشار الى ان دور الولايات المتحدة الموجودة في موقع القوة قد تكون معنية اكثر من سواها في الشرق الأوسط ، وانما الحماية الحقيقية للمسيحيين تأتي من اشراكهم في الحياة السياسية ومنع قوقعتهم، هذا الى جانب مساهمة المنظمات الدولية ومنها الأوروبية في لعب دور مهم في هذا المجال.
وختم صافي قائلًأ أن المهم هو تقدم الفكر لدى الشعوب العربية، فكلما شهدنا تقدمًا ووعيا وانفتاحا تنخفض نسب التطرف على غرار ما هو في الامارات الامر الذي شكل الضمانة الأكبر لحماية المسيحيين في الشرق حيث لا اضطهاد في الكنائس ولا انتهاكات للمعتقدات الدينية.