ماريو كورتغانا- نيويورك تايمز
نادراً ما غاب اسم البرازيلي رودريغو (24 عاماً) عن العناوين الإخبارية في الأسابيع الأخيرة. عندما بدأ مباراة ريال مدريد الافتتاحية في كأس العالم للأندية ضدّ الهلال - وصنع هدف الفريق الوحيد في التعادل 1-1 - كانت تلك أول مشاركة له منذ استبداله بين شوطَي نهائي كأس ملك إسبانيا ضدّ برشلونة في 26 نيسان.
خلال الأيام الـ 53، تصاعدت التكهّنات بشأن وضع رودريغو ومستقبله. ظهرت شكوك حول أسباب غيابه إلى جانب شائعات عن احتمال انتقاله إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، وكان أرسنال من بين المراقبين من كثب.
بدا أنّ المدرب الجديد تشابي ألونسو قد جلب بعض الوضوح الأسبوع الماضي، لكنّ رودريغو لم يشارك في الفوز 3-1 ضدّ باتشوكا.
بعد نهائي كأس الملك، الذي خسره ريال 3-2 أمام برشلونة بعد التمديد، ذكرت صحيفة «ماركا» الإسبانية أنّ رودريغو أبلغ الجهاز الفني لكارلو أنشيلوتي بأنّه «لم يكن يشعر بالقوة أو الرغبة في اللعب» قبل تلك المباراة.
وأكّدت العديد من المصادر المقرّبة من النادي لـ»ذا أتلتيك» الموسم الماضي، أنّ رودريغو يفتقر أحياناً إلى الحافز في التدريبات، لكنّ محيط اللاعب دائماً ما نفى الادّعاء.
هذه المخاوف دفعت أنشيلوتي ورودريغو إلى الاتفاق على عدم استدعائه إلى تشكيلة المدرب الإيطالي الأولى مع البرازيل في تصفيات كأس العالم ضدّ الإكوادور وباراغواي.
بعد نهائي الـ «كلاسيكو»، غاب رودريغو عن المباراة التالية ضدّ سيلتا فيغو في «لاليغا»، وأُعلِن إنّ السبب هو الحمّى.
بعد أسبوع، رحل ريال إلى برشلونة في محاولة أخيرة لإبقاء سباق اللقب حياً، وسافر رودريغو لكنّه لم يلعب. وبدلاً من ذلك، حصل جناح الفريق الرديف، فيكتور مونيوث، على أول ظهور له في الفريق الأول (د88). وهو أمر لافت نظراً إلى أن أنشيلوتي لم يكن معروفاً بإعطاء فرص كثيرة للاعبي الأكاديمية خلال فترة وجوده في مدريد.
عندما سُئل أحد اللاعبين عن حالة رودريغو، وكيف يُنظر إلى الوضع داخل غرفة الملابس، أجاب لـ»ذا أتلتيك»: «لا أعرف، إنّه لاعب هادئ جداً في شؤونه».
بعدما خسر ريال «كلاسيكو» الدوري 4-3، بدأ رودريغو التدريب قبل مباراة منتصف الأسبوع ضدّ ريال مايوركا. لكنّه عاد إلى غرفة الملابس خلال الـ15 دقيقة من التدريب المفتوحة لوسائل الإعلام، رسمياً بسبب مشكلة بدنية.
يومها، أوضح أنشيلوتي أنّ «رودريغو يُعاني من حمّى منعته من تقديم أفضل ما لديه. اليوم، خلال التدريب، شعر بانزعاج في ساقه. لا أعرف أي ساق. لم يكن يشعر بأنّه على ما يرام ولم يتعافَ جيداً من الحمّى».
بدوره، كتب رودريغو على وسائل التواصل الاجتماعي: «شكراً على الرسائل والاهتمام. سأعود قريباً. توقفوا عن اختلاق الأمور». وغاب رودريغو عن مباراة مايوركا وآخر مباراتَين في الدوري، لكنّ ريال لم يُصدِر تقريراً طبياً، كما يفعل عادةً مع اللاعبين، وكما فعل في تشرين الأول والثاني لإصابتَين تعرّض لهما البرازيلي.
استغل رودريغو نهاية الموسم الكروي ليستعيد عافيته الجسدية والنفسية، وسافر إلى البرازيل لقضاء بعض الوقت مع أحبائه في سانتوس، المدينة التي نشأ فيها كروياً.
هنا يدخل والده ووكيل أعماله، إريك غوس، إلى الصورة. في الأشهر الأخيرة، اشتكى إريك من وضع ابنه للنادي، وهو أمر لم يُستقبل جيداً على مستويات مختلفة داخل ريال.
وتلقّى والد رودريغو، عبر وسطاء، عروضاً من عدة أندية إنكليزية ورفضها. كانت الفرق مهتمة بمعرفة وضع رودريغو، وكان أرسنال مقتنعاً بأنّه يمكنه تقديم مشروع رياضي يشعر فيه بالراحة، فيلعب في الجناح الأيسر مع حرّية التحرّك، وهو لم يحظَ به كثيراً في ريال مدريد، إذ لعب كثيراً في الجناح الأيمن، مركزه غير المفضّل.
أرسنال مستعد للانتظار لمعرفة ما إذا كان رودريغو منفتحاً حقاً على الرحيل، وما إذا كان ريال مستعداً لبيعه. لكنّ «المدفعجية» يعلم أنّه لا يمكنه الانتظار إلى الأبد. رودريغو هو أحد الأجنحة التي ناقشها أرسنال هذا الصيف، إلى جانب أنطوني غوردون (نيوكاسل) ونيكو ويليامز (أتلتيك بلباو) الذي توصّل إلى اتفاق شخصي مع برشلونة.
أراد رودريغو التحدّث إلى ألونسو وإدارة النادي قبل اتخاذ أي قرار. في اليوم الذي قُدِّم فيه مدرب باير ليفركوزن السابق، سُئل عمّا إذا كانا قد تحدّثا فأجاب ألونسو: «لا. سأجري محادثة مع جميع اللاعبين لأنّهم يستحقون ذلك، ونحتاج إلى ذلك لأنّنا يجب أن نتعرّف إلى بعضنا البعض. أمّا كونه لاعباً رائعاً، فليس عليّ أن أكتشفه. سنحتاج إليه».
عندما عاد رودريغو إلى التدريب، أوضحت مصادر في مجمع فالديبيباس أنّ موقفه قد تحسن، وأضافت أنّ ألونسو كان منتبهاً له للغاية، يُظهر له الاحترام ويطالبه بالكثير، لكنّ ذلك لا يضمن بقاء رودريغو هذا الصيف.
في 10 حزيران، بعد أول حصة تدريبية لريال تحت قيادة ألونسو، كتب رودريغو على وسائل التواصل الاجتماعي: «سعيد» بالإسبانية.
ومع سفر ريال إلى الولايات المتحدة، سُئل ألونسو في مؤتمره الصحافي قبل التعادل مع الهلال، عمّا إذا كان قد تحدّث إلى رودريغو، وإن كان يعرف ما حدث معه أخيراً، فأجاب: «يمكنني أن أخبركم إلى حدٍ ما. أعلم أنّ نهاية الموسم لم تكن سهلة عليه. أخذ بعض الوقت لنفسه وكان ذلك جيداً له، ليُعيد ضبط ذهنه. تحدّثنا منذ اليوم الأول وأراه متحمّساً للاستمتاع بجودته».
في اليوم التالي، ومع غياب كيليان مبابي عن التشكيلة بسبب الحمّى، بدأ رودريغو في الهجوم إلى جانب فينيسيوس جونيور والمهاجم في الأكاديمية غونزالو غارسيا. استغل فرصته وصنع هدف غونزالو في تعادل مخيِّب للآمال عموماً.
كانت بداية مشجّعة بهدوء لرودريغو تحت قيادة ألونسو، على رغم من أنّ شراكته في الجهة اليمنى مع الوافد الجديد ترينت ألكسندر-أرنولد سبّبت مشاكل دفاعية لريال. وزاد غيابه أمام باتشوكا من التكهّنات حول مستقبله، إذ حصل كل من غونزالو، أردا غولر، إبراهيم دياز، ومونيوث على دقائق لعب قبله. ولم يُسأل ألونسو عن رودريغو في المؤتمر الصحافي بعد المباراة.
كل ذلك يعني أنّ مستقبل رودريغو لا يزال غامضاً كما كان دائماً. وما هو مؤكّد أنّ وضعه يستحق المراقبة هذا الصيف.