وزارة التربية لا تُراعي أماكن نزوح طلاب الجنوب
عشرات الطلاب سيواجهون عناء التنقل من بيروت والنبطية وغيرها
داني الأمين - الاخبار
هي المرة الأولى التي لا تتواصل فيها وزارة التربية مع إدارات الثانويات الرسمية، ولا سيما في قرى الحافة الأمامية؛ كميس الجبل والطيبة وعيترون، لمعرفة عناوين سكن المرشحين للامتحانات الرسمية من أجل توزيعهم على المراكز المعتمدة.
وعلمت «الأخبار» أن عشرات الطلاب في هذه الثانويات التي كانت تعتمد التعليم «أونلاين» سيواجهون عناء التنقل من عناوين سكنهم المؤقتة في بيروت والنبطية وغيرها، إلى مراكز الامتحانات في مرجعيون.
وكانت أشهر الدراسة قد مرّت قاسية على طلاب المنطقة الحدودية، الذين لم يلمسوا أي تعاون أو مساندة من وزارة التربية.
ورغم ذلك حاول هؤلاء تحمّل أعباء النزوح والتدريس من بعد الذي أُلزموا باتباعه لعدم وجود بديل، بسبب التنقل من منطقة إلى أخرى ومن منزل إلى آخر، إضافةً إلى الظروف الاستثنائية الناتجة من فقدان ممتلكاتهم ومصادر رزقهم، كما يقول حسن قشمر، والد أحد الطلاب.
وتشير إحدى الأمهات إلى أن منزلها تهدّم كلياً في العديسة وهي تسكن اليوم في برج البراجنة في بيروت، وأنه بسبب عدم قدرتها على تسجيل ابنها في بيروت وتأمين بدل النقل، اضطرت إلى تسجيله في ثانوية الطيبة الرسمية، على غرار السنة الماضية.
إلّا أن الوزارة، وفق والدة الطالب، لم تُراعِ أماكن إقامة المهجرين، وعلى ولدها إجراء الامتحانات الرسمية في مرجعيون.
مدير ثانوية الطيبة الرسمية، علي نحلة، يؤكد بدوره أنه «أرسل كتاباً إلى وزارة التربية كي يسمح لطلاب الثانوية إجراء الامتحانات الرسمية في أماكن نزوحهم، ولكن لم يحصل على أي تجاوب بخلاف السنة الماضية»، لافتاً إلى أن «الوزارة لم تُراعِ أوضاع الطلاب الأمنية والاقتصادية، ولا سيما أن هناك من فقد أهله أو منزله، بخلاف الذين درسوا بصورة طبيعية».
ولفت نحلة إلى أن هناك «13 تلميذاً من الثانوية يقيمون في بيروت ولا أماكن لهم للسكن في الجنوب، وهم ملزمون الآن بإجراء الامتحانات في مرجعيون».
أما الطلاب الذين تسنّت لهم العودة إلى الطيبة والقرى المجاورة لها، فـ«هم ملزمون بتأمين وسائل نقل إلى النبطية، ثم الذهاب إلى مرجعيون، بسبب إقفال الطريق التي تربط قراهم بمرجعيون. وفي جميع الحالات فإن الطريق إلى مرجعيون معرّضة للقصف كما يحصل كل يوم». ويناشد الأهالي وزارة التربية التحرك والسماح للطلاب بإجراء الامتحانات الرسمية في أماكن نزوحهم.
وتقول الطالبة فاطمة مرمر إنها ومعظم زملائها من أبناء القرى الحدودية «دمّرت منازلهم أو أحرقت، والمقيمون منهم لا يمكن لهم تأمين وسائل نقل أو عبور الطريق إلى مرجعيون»، سائلةً «عمّن يتحمل مسؤولية المخاطر التي نتعرض لها على الطريق، علماً أن السائقين العموميين أبلغونا بأنهم لا يستطيعون المجازفة، بنقلنا إلى مركز الامتحانات في مرجعيون».