"شماتة" عراقجيّة إيرانيّة: استرخاص" لئيم لِدَمِ كلّ لبناني آمن "بوحدة الساحات"

"شماتة" عراقجيّة إيرانيّة: استرخاص" لئيم لِدَمِ كلّ لبناني آمن "بوحدة الساحات"

image

"شماتة" عراقجيّة إيرانيّة: استرخاص" لئيم لِدَمِ كلّ لبناني آمن "بوحدة الساحات"

شربل عازار: تعَبِّر عن نظرة "استخفافيّة" بتضحيات وخسائر "أبناء وطني"


كتب الدكتور شربل عازار بعنوان،
عراقجيّات.

حَفِل الأسبوع الفائت بالاحتفالات والخطابات بمناسبة "انتصار" الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في حربِها الأخيرة على "أمريكا" وإسرائيل والغَرب و"صهاينة الداخل" مجتمعين !!!

حَشدٌ أمام السفارة الإيرانيّة في بيروت، وحَشدٌ آخر في النبطيّه حيث تَطايرت الصواريخ من أنفاقها ومستودعاتها بكلّ الاتجاهات بِفِعلِ عشرين غارة اسرائيليّة متتالية تناقلت شاشات التلفزة وشاشات التواصل الاجتماعي رُعبَ مشاهدِها.

قيادات "حزب الله" خاطبت الحشودَ في بيروت وفي النبطيّه وفي أماكن أخرى، وقالت في "إيران" ما تعجز عنه كلّ تعابير العِشقِ الإلهي والإيمان والاستعداد دوماً للحرب والاستشهاد في سبيل قضايا "المحور" وفي سبيل بقاء الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة سالمة بقيادة قائدها "الربّاني". (التعبير للنائب محمد رعد).

في مقابل مَشهَد تجديد البَيعَة من قِبَل جمهور "حزب الله" لإيران، هدّد عبّاس عراقجي وزير خارجيّة إيران العدو الإسرائيلي قائلاً:

"إيران ليست لبنان، وأي اعتداء إسرائيلي على إيران سيتمّ الرد عليه على الفور" !!!

بالتأكيد إيران ليست لبنان، ونحن نعرف هذا الأمر تمام المعرفة.

ولكن كلام وزير خارجيّة إيران يخفي "شماتة" عراقجيّة إيرانيّة ويُعَبِّر عن نظرة "استخفافيّة" بتضحيات وخسائر "أبناء وطني" حيث أنّه منذ ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ مروراً بفواجع "البيجرز" واغتيال "قادة حزب الله"، وحتى اتفاق وقف إطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤، وصولاً الى سقوط أكثر من مئتي مقاتل من "حزب الله" بعد هذا الاتفاق لغاية اليوم، لم تجد إيران سبباً واحداً لِرَميِ صاروخٍ او حجرٍ واحدٍ على "كيانِ العدو الغاصب" دفاعاً عن ذراعها الأبرز والأقوى والأوفى والأكثر التصاقاً بها أي "حزب الله". بينما، حينَ هَمدَرَت طائرات إسرائيل باتجاه إيران أمطرتها هذه الأخيرة بوابل صواريخها الباليستيّة الدقيقة.
وكأنّما الأذرع خُلِقَت فقط كي تكون خطوط دفاع أماميّة عن عاصمة الامبراطوريّة الإيرانيّة.

نعم، أن تتباهى "القيادة الإيرانيّة" في طهران وفي بيروت، بلسان القائم بأعمالها، بقدرة صواريخها على تدمير حيفا ويافا وتل أبيب، فهذا "استرخاص" لئيم لِدَمِ كلّ لبناني آمن "بوحدة الساحات" من إيران حتى شواطئ المتوسط، واستشهد ضحيّة إيمانه بهذه "الوحدة"، بينما تركته إيران لمصيره، فريسة في فَمِ "الغول" الإسرائيلي.

للتذكير، إيران رَضَخَت لوقف إطلاق النار وأوقفت حربها مع "العدو الصهيوني الغاشم" بعد اثني عشر يوماً فقط على اندلاعها، بينما هي تُريد من "حزب الله" أن يستكمل حربه مع إسرائيل الى ما شاء الله، وكأنّما على لبنان، وحده، تَحَمُّل وِزرَ "القضيّة الفلسطينيّة" ولو دُمِّر الجنوب والبقاع والضاحية وكلّ لبنان.

في مَثَلِ "الإبن الضال" في الإنجيل، الأب ذَبَحَ العجل المُثَمَّن فَرَحاً بعودة إبنه، وألبَسَه الخاتمَ والحلّةَ الفاخرة والحذاء...

ولبنان "الأب"، وبِفَرَحٍ عظيمٍ وأذرعٍ مفتوحة، ينتظر عودة أبنائه الى وطنهم ليحتضنهم من جديد مع كلّ أخوتهم، من أجل بناء دولةٍ سيّدةٍ حرةٍ مستقلّةٍ مستقرّة مزدهرة منفتحة على كلّ دول العالم، دولة حياديّة لا تتدخّل بأمور الآخرين ولا تسمح لأحد التدخّل في شؤونها لما فيه خير شعبها.
ما إلك إلّا إبن بلدك.