إيران تعلن الحرب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية فمتى يتوقف إطلاق النار؟...
لا يُتوقَّع أن تصعّد كثيراً بل أن ترمّم ما بقيَ من صورة نظامها لحمايته
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بينما ترتفع الحاجة وتزداد أكثر فأكثر لاستئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، بعد مرور أكثر من أسبوع على إعلان وقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صادق على قانون كان أقرّه البرلمان، لتعليق التعاون مع الوكالة، والبدء بتنفيذه.
شروط معينة
وينصّ القانون على أن الحكومة الإيرانية مُلزَمَة بتعليق جميع أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاقيات الضمانات ذات الصلة، وذلك حتى يتم تلبية شروط معينة، من بينها تأمين سلامة المنشآت النووية والعلماء الإيرانيين.
وكانت إيران اتّهمت مدير الوكالة رافائيل غروسي بخيانة التزاماته بسبب عدم إدانته الضربات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية في إيران خلال الحرب الأخيرة.
النتائج؟
ولكن مهما تعدّدت الأسباب أو التبريرات الإيرانية، إلا أن هناك حاجة ملحّة لاستئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، للكشف والرصد والمراقبة... بعد حرب دامت 12 يوماً، وأدت الى تدمير مكونات نووية معيّنة، متعددة الأشكال والاستعمالات.
فما هي النتائج المُحتَمَلَة للقرار الإيراني بتعليق التعاون مع الوكالة؟ والى أين يمكنه أن يصل؟
ليست كارثة
خفّف مصدر مُتابِع من آثار القرار الإيراني، معتبراً أن "تأخير دخول المفتّشين في الوقت الحالي لا يُنذر بكارثة وشيكة".
وتوقّع في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "يدخلوا في وقت لاحق، خصوصاً أن الإيرانيين ليسوا بحاجة الى منع المفتّشين من دخول منشآتهم النووية، والى استعمال هذا المنع للقول إنهم أقوياء. فهم يصوّرون أنفسهم دائماً بمظهر الأقوياء أمام شعبهم والمنطقة".
حماية النظام
وأشار المصدر الى أن "في الماضي، كانت إيران تحارب بأذرعها لا بشعبها وقادتها. وأما اليوم، فقد باتت تحارب بقدراتها الخاصة، وبما لديها من مقومات عسكرية ذاتية، أي ان الحرب صارت في عقر دارها. وهذا هو أبرز ما سيؤثر على كافة القرارات الإيرانية مستقبلاً".
وختم:"بعرقلة دخول وعمل المفتّشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل إيران، أو من دونه، فإن إيران ستفكر كثيراً قبل أن تُقدِم على أي خطوة عسكرية مستقبلاً. ففي الماضي، كان من النادر جداً أن تشهد أراضيها عمليات معينة، فيما كانت تلك العمليات استخباراتية بالأكثر آنذاك، ومن نوع عملية اغتيال مثلاً، أو تخريب أجهزة طرد مركزي، أو بعض الهجمات السيبرانية. وأما بعد الحرب الأخيرة، فقد باتت الهجمات في الداخل الإيراني عسكرية لا استخباراتية فقط، وهو ما يُضعف النظام الإيراني ويهدد قدرته على الاستمرار. ولذلك، لا يُتوقَّع لإيران أن تصعّد كثيراً في المراحل القادمة، بل أن تقوم بكل ما يرمّم ما بقيَ من صورة نظامها لحمايته".