"البائع": فيلم إيراني على نتفليكس يستحق المشاهدة! | أخبار اليوم

"البائع": فيلم إيراني على نتفليكس يستحق المشاهدة!

ميشال نجيم | الجمعة 27 نوفمبر 2020

فاز الفيلم بجائزة اوسكار أفضل فيلم أجنبي

ميشال نجيم – "أخبار اليوم"

 توفّر منصة نتفليكس لمتابعيها (في بلدان عدة من بينها لبنان) فرصة متابعة الفيلم الايراني "البائع" للمخرج أصغر فرهادي. مضمون الشريط ووجود قصتين متوازيتين فيه: مسرحية الاميركي آرثر ميلر "موت بائع متجول" وقصة الشخصيتين الاساسيتين عماد ورنا، جعلا من الفيلم عملاً يتحدث لغة عالمية وموضع نقاش. استخدم فرهادي المسرحية كأداة يعرض من خلالها الوهم الاميركي: الرفاهية، بيت، حديقة، وسيارة حديثة، والذي ينطبق ايضاً على وعد الحكم الذي انتجته الثورة الاسلامية ب"ايران" افضل.

مسرحية ميلر تتركز حول البائع ويلي لومان وهو مندوب مبيعات يفشل في تأمين احتياجات أسرته، ويتم تحجيم دوره في قسم المبيعات في الشركة التي يعمل فيها إلى موظف من الدرجة الثانية، مهمته الحصول على مبيعات لشركته مقابل عمولة فقط، بعدما كان يحظى بامتيازات موظف بدوام كامل. يدخل البائع في دوامة من اليأس والإحباط والشعور بالفشل، لأنه لم يستطع أن يجلب السعادة لزوجته وولديه، فيقرر الانتحار لكي تستفيد عائلته من أموال بوليصة التأمين على حياته. أحداث هذه المسرحية من أجواء أميركا ما بعد الحرب، في خمسينات القرن الماضي، حين كانت معظم الأسر الأمريكية تستطيع بصعوبة تأمين احتياجاتها المنزلية فيما الاعلام يروّج لرجال ملهمين وناجحين، فضلاً عما كان يروّجه من رخاء يتجاوز الاحتياجات الأساسية للإنسان إلى نوع من الطفرة اذ برزت إمكانية الحصول على منازل حديثة مجهزة بالكماليات على غرار أجهزة الهاتف والتلفاز والسيارات، وكل ما يبشّر بحياة سلسة ومريحة.

اما فيلم فرهادي فهو عن زوجين إيرانيين عاديين من الطبقة الوسطى المثقفة، عماد ورنا. عماد يعمل كمدرّس، وفي الليل يمثّل في مسرحية الى جانب زوجته (المسرحية كما بات واضحاً لكم هي مسرحية آرثر ميلر). ينتقل الزوجان الى شقة جديدة بعدما تعرضت العمارة التي كانا يسكنانها لتصدع شديد. بابك، زميلهما وصديقهما، دبّر لهما شقة مؤقتة، ما زالت في داخلها أغراض للمستأجر السابق. يتبين لنا لاحقاً ان المستأجر السابق كان بائعة هوى ما سيسبب للعائلة مشاكل مع شخصٍ يشبه الشخصية التي يلعبها عماد في المسرحية. في إحدى الليالي، عاد عماد للشقة ليجد رنا غائبة عنها وآثار الدماء على الأرض. أخبره الجيران أن زوجته تعرضت للاعتداء من قبل رجل غريب، كان يريد على الأرجح زيارة المستأجِرة السابقة، ذلك أنها كانت بائعة هوى. لم يستطع الجيران التعرف على الرجل لكن بعدما عاد عماد الى المنزل من المستشفى، وجد مفاتيح سيارة الرجل وأمواله وجواربه. فكّر عماد في إبلاغ الشرطة إلا أن رنا رفضت تمامًا، فهي لم تكن تريد أن تدخل في دوامات المحاكم المربكة، ولا أن تحكي مأساتها على الملأ. وقد دفعت معاناة رنا مع اضطراب ما بعد الصدمة عماد للبحث عن الجاني بغية الانتقام منه.

يعرض لنا فرهادي في هذا الفيلم تعقيدات المجتمع الايراني وازدواجيته ويرسم لنا ذكورية طاغية على القانون وعلى المجتمع. رفض رنا تبليغ الشرطة هو إشارة الى عدم ثقتها بالقانون وعدم رغبتها في ان تشارك احداً ما تعرضت لها وهي تستحم، من تحرش وتعدٍ من رجل غريب. هي سكتت عن حقها المدني وعضت على الجرح وارتضت ان تعاني نفسياً مقابل الا يعرف أحد عن هذا الاعتداء. اما ذكورية عماد فقد أبعدته عن معاناة زوجته ودفعته الى الانتقام في حين انه يخسر زوجته، والعلاقة بينهما تتزعزع كما تزعزع بيتهما في بداية الفيلم بسبب اعمال الحفر فأجبرا على مغادرته.

نال فيلم "البائع" ترشيحاً لجائزة الاوسكار عام ٢٠١٧ عن فئة أفضل فيلم أجنبي. لكن فرهادي -المقيم في ايران- قرر مقاطعة حفل توزيع الاوسكار المقام في الولايات المتحدة، بعدما أصدر الرئيس دونالد ترامب قرار منع رعايا سبع دول من بينها إيران من دخول الأراضي الاميركية. وقد جاء فوز فيلم "البائع" بجائزة اوسكار أفضل فيلم أجنبي ليزيد من الشهرة العالمية التي كان فرهادي يحظى بها من قبل. الشريط يستحق المشاهدة وهو حاصل على علامة ٧،٨ من عشرة من متابعي موقع IMDB الاكتروني.

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار