٣٠ مسرحية كوميدية جماهيرية لبنانية عُرضت في السنوات ال٣٠ الأخيرة | أخبار اليوم

٣٠ مسرحية كوميدية جماهيرية لبنانية عُرضت في السنوات ال٣٠ الأخيرة

ميشال نجيم | الأحد 13 ديسمبر 2020

احدى المسرحيات شاهدها ٥٠ ألف شخص وأخرى استمرت ٣ أعوام

ميشال نجيم – "أخبار اليوم"

المسرح في لبنان ما بعد الحرب كان مزدهراً لفترة طويلة قبل ان يتراجع في شكل دراماتيكي، لذا ارتأينا تقديم ٣ لوائح نختصر ما قدمه: لائحة ب ٣٠ مسرحية كوميدية جماهيرية، وثانية ب ٣٠ مسرحية تنتمي للمسرح المستقل الذي لا يستهوي سوى جمهور محدد، وثالثة ب٣٠ مسرحية استعراضية. اما مسرح الشانسونييه ومسرح الطفل فلن نتناولهما في الوقت الحاضر في لوائحنا الثلاثين المستمرة حتى آخر أيام العام ٢٠٢٠. وعندما نقول كوميديا، فهذه الكلمة ليس لها معنى ضيق ومحدد بل تنضوي تحتها في المسرح كما في السينما او في التلفزيون، اعمال من أنماط مختلفة.

لائحتنا اليوم تضم ٣٠ مسرحية كوميدية جماهيرية متنوعة (سنتطرق الى مسرحيات كوميدية أخرى في سياق لائحة المسرح المستقل)، علماً ان معايير النجاح الجماهيري تبدلت على مدى السنوات ال٣٠ الأخيرة، اذ تراجع عدد مرتادي المسارح تدريجياً وتناقص بالتالي عدد المسارح المفتوحة والمسرحيات المعروضة، الى ان تقلصت حتى احجام صالات العرض في السنوات العشر الاخيرة فباتت اعمال -يفترض ان تكون جماهيرية- تُعرض في مسارح لا تزيد قدرة استيعابها عن ١٥٠ شخصاً وتعتبر ناجحة تجارياً، إذا عُرضت مرة او مرتين في الأسبوع لأكثر من شهرين! بعض المسرحيات ال٣٠ التي اخترناها استمر عرضه لأسابيع وبعضها لأشهر وبعضها لسنوات. عدد منها عرض في أكثر من مسرح وعدد اخر جال في المناطق اللبنانية وبعضها انتقل الى خارج لبنان حتى. لسنا اذاً في صدد لائحة بأفضل مسرحيات عُرضت في السنوات ال٣٠ الأخيرة، لكنها لائحة ب٣٠ مسرحية كوميدية جماهيرية اخترناها لتختصر جانباً من المشهد المسرحي في لبنان ما بعد الحرب بما تناوله من مواضيع ومن شارك في صناعته ونجاحه، وهذا لا يعني انها كانت المسرحيات الجماهيرية الوحيدة، لكننا ملتزمون بالعدد ٣٠ في كل لوائحنا فوجب ان نشطب آسفين عناوين عدة. بعض الأسماء التي برزت في مسرحيات لائحتنا باتت في دنيا الحق، البعض الاخر لم يقدم اعمالاً جديدة على الخشبة منذ سنوات، وقسم ثالث ما زال "يناضل" مسرحياً. استثنينا من القائمة المسرحيات الجماهيرية المقتبسة عن مسلسلات تلفزيونية ناجحة ( ومنها "اوبة خالتي" التي قدمها كميل سلامة عام ١٩٩٢ و"نيالك بعدك صابر" التي قدمها عام ٢٠٠١ والاثنتان استوحاهما الكاتب من شخصيات مسلسلي بيت خالتي ونيال البيت، و"الست نجاح والمفتاح" التي استوحتها عايدة صبرا عام ٢٠١٥ من شخصيتها في حلونجي يا اسماعيل...). اللائحة ننشرها بحسب الترتيب الابجدي لعناوين الاعمال.

١-ابتسم انت لبناني ١٩٩٥

كتابة يحيى جابر واخراجه. بطولة احمد الزين وفداء نون.

اعادت المسرحية الزين الى الخشبة بعد غياب، ونقلت جابر من كتابة الشعر الى كتابة المسرحيات واخراجها. روز المسيحية متزوجة من الصحافي الشيعي عبد الله حازم "نكاية بأهل الطوائف". تواجه العائلة مشكلة كبيرة اذ تضطر لترك الغرفة التي تسكن فيها نتيجة تحويل المبنى فندقاً. كان من المفترض ان تكون الممثلة السورية صباح الجزائري بطلة العمل الى جانب احمد الزين لكن لم يكتب النجاح لهذا الفكرة وحلت فداء نون مكانها. 

٢- البوسطجي ١٩٩٧

اخراج زهراب يعقوبيان. تأليف الراحل كريم أبو شقرا. بطولة كريم أبو شقرا والفنان جوزيف عازار و٤٠ ممثلاً بينهم باتريك مبارك وميلاد رزق.

العمل كوميدي غنائي وطني، أدى فيه أبو شقرا دور ساعي البريد بين اللبنانيين والمقيمين المغتربين في ظل الحرب وصعوباتها. وكانت مقدمة المسرحية بصوت الشاعر الراحل سعيد عقل. اما كلمات الأغنيات فكتبها الراحل جورج جرداق ولحّنها ايلي شويري والراحل ملحم بركات. قبيل بدء عرض "البوسطجي"، أعلن كريم أبو شقرا اعتزاله مسرح الشانسونييه الى الابد لكنه لم يلتزم بوعده وقدّم في العام التالي "انا الديك بالكسليك".

٣-الجرس ١٩٩١

اخراج روجيه عساف تأليف وبطولة رفيق علي احمد (وحيداً على الخشبة).

كوميديا سوداء نال عنها رفيق علي أحمد جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج المسرحي. لعب في هذه المسرحية دور الراعي الشعبي الذي يسرد حكايات قرية وتفاصيلها. هكذا، استطاع الراعي أن يستحضر شخوص القرية لينقل همومهم ويظهر أثر الحرب فيهم. ليست "الجرس" من المحطات الهامة في مسيرة رفيق علي أحمد فحسب على اعتبار انها عُرضت لسنوات، بل تعدّ من أيقونات المسرح العربي حتى يومنا هذا.

٤-الحياة الجوزية ٢٠١٦

كتابة واخراج الاب فادي تابت. بطولة ريمون صليبا وانطوانيت عقيقي وفيفيان انطونيوس ووجيه صقر.

مسرحية بوليسية كوميدية. القصة تدور حول جريمة قتل تم اقترافها في قصر يملكه السيد نمر طايع الساعي للوصول إلى مركز سياسي. في سياق المسرحية، نرى ان زوجته قد طلبت من صديقها جو ان يسرق الخزنة في البيت، لكنها لم تطلب منه ان يقتل نمر، ونرى ان جو لم يأت إلى بيت المغدور ابداً وبدورها نسرين الخادمة كانت قد طلبت من الناطور نصري ان يسرق الخزنة لكنها لم تطلب منه ان يقتل الخواجة نمر ونرى ان الناطور لم يدخل الفيلا ابداً ولم يقم بالجريمة. فيكلف المفتش تينو وزميله التحقيق لإكتشاف المجرم. عُرضت المسرحية في استراليا ايضاً، ولا بد من الإشارة الى ان للأب تابت مسرحيات عدة في لبنان ما بعد الحرب من أنماط مختلفة نجح معظمها جماهيرياً.

٥-اللي خلق علق ٢٠٠٢

ليحيى جابر. بطولة عايدة صبرا وخالد السيد.

كتب عنها الشاهر هنري زغيب: "هي مسرحية من تلك التي تستقطب جُمهوراً. صاغَها نصاً بذكاء وفطنة وحبكة وصياغة من الْمستوى الأرفع، وصاغها سينوغرافيا وإخراجاً بالذكاء نفسه والتوهج نفسه، حتى لَيُمكن القول إنها بين أفضل ما شاهدنا في السنوات الأخيرة. فهو بدون تعقيد، رسم شخصية يوسف الباحث عن شخصيته طفلاً وشاباً ومتسكعاً ومناضلاً ومتزوجاً وبوهيمياً، في مشاهد متداخلة مَحبوكة في تشكيلية مشهدية استخدمت الديكور الأبسط لتستغله الى أقصى آفاقه".

٦-باسبور رقم ١٠٤٥٢ ٢٠١٤   

كتابة وإخراج وبطولة بيتي توتل.

كتبت بيتي المسرحية وأخرجتها لتشارك في "مهرجان العالم العربي" في مونتريال، ولعبت الدور الرئيسي فيها إلى جانب الممثل هاغوب دير غوغوسيان.

"أم عمر" تدخل المسرح وهي تجر شنطة ابنها الذي يبكي لأنه بات اللبناني الوحيد في الصف. الجملة مفاجئة، يستتبعها شرح لا يخلو من فكاهة. لا نشاهد عمر على الخشبة أبداً، فهو الشخص الذي يدور حوله قلق الأم وتساؤلاتها التي لا تنتهي، لا يطل إلا عبر شريط يعرض متأخراً. رفاق صف عمر مجنسون بجنسيات أجنبية، ويشعرون بالأمان، لأن بمقدورهم الهرب لحظة تشتد الأزمة وتشتعل النار. بعد نجاح باسبور رقم ١٠٤٥٢، قدمت توتل مسرحيات عدة جذبت جمهوراً واسعاً أحب مواضيعها المختلفة.

 

٧-بخصوص الكرامة والشعب العنيد ١٩٩٣

تأليف زياد الرحباني. بطولة زياد الرحباني والراحلين جوزيف صقر وزياد أبو عبسي.

بعد طول غياب عن المسرح، عاد الرحباني بعمل انتظره جمهوره لسنوات، قدم من خلاله رؤية خاصة اثارت جدلاً وانتقدت الذهنية اللبنانية واستقرأت المستقبل بتشاؤم. في مسرحيته، أعلن زياد عن شبه انقراض لما يسميه "المواطن العادي" في لبنان، الذي تستحضره الدولة ليلعب دوره في "مسرحياتها" أمام وسائل الإعلام الأجنبية، عن استتباب الأمن والوفاق. الرحباني وفي مؤتمر صحافي عقد بعد عرض المسرحية، قال إنّ حضور مواطن عادي واحد وأخير في المسرحية، قد يعني ربما وجود ما يقارب ألف مواطن عادي في لبنان، وأنّ العدد لو كان أكبر من ذلك، "كانوا بيخربوا الدني لإنو ما بينعاش هيك".

٨-بلا فيزيون ١٩٩٧

لسامي خياط. بطولة خياط وزوجته نايلة ولارا حتي وطوني شقير وناتالي فريحة.

المسرحية حملت رقم ٣٠ في مسيرة خياط التي لم تدرجها الصحافة يوماً في خانة الشانسونييه، وكانت لعنوان العمل معان عدة منها قانون الاعلام الذي قضى بقفل بعض المحطات التلفزيونية حينها وعدم امتلاك الدولة اللبنانية لرؤيا او توجه مستقبلي. ومن عناوين الاسكتشات التي تضمنتها بلا فيزيون: درس في اللغة العربية، عزيمة خليوية، الحكي مش بين كلام الناس، لبننة هوليوود وفاتورة التلفون. بعد ستة أشهر على عرض المسرحية، كان قد شاهدها نحو ٢٠ ألف مشاهد قبل ان تنقل العروض الى مسرح مختلف وبعده الى مناطق لبنانية عدة ثم الى الخارج. 

٩-بيارو او لا أحد ١٩٩٣

إخراج زوهراب يعقوبيان وتأليف ريمون صليبا، بطولة بيار جامجيان وريمون صليبا ونوال كامل.

كوميديا صاخبة عن أحد مفقودي الحرب يعود ليجد زوجته متزوجة من آخر. اعمال مسرحية كوميدية عدة عالجت بعد عام ١٩٩٠ ذيول الحرب من زوايا مضحكة ونالت استحسان الجمهور.

١٠-بيروت طريق الجديدة ٢٠١٣

كتابة وإخراج يحيى جابر. بطولة زياد عيتاني.

بعد عام ٢٠١٠، لم تعد صالات المسرح كثيرة في بيروت وباتت شبه نادرة الوجود خارجها، فأصبحت المسرحيات القادرة على التكيف مع ديكور متواضع وخشبة صغيرة المساحة، تحتل تدريجياً صالات العرض كميترو المدينة ثم تياترو فردان. جذب هذان الفضاءان جمهور المسرح بكثرة اذ بات المشاهد قادراً إذا أراد، على تناول الطعام وشرب الكحول خلال متابعته عرضاً مسرحياً، كما في مسرح الشانسونييه. قدّم يحيى جابر اعمالاً عدة في هذا السياق، انجحها " بيروت طريق الجديدة" التي نقلنا فيها بنص مسلّ وذكي من الأجواء الرمضانية الى العائلات البيروتية وشخصيات أهلها فتابعنا مواقف كوميدية مضحكة حول الاحتفالات والعادات وجذور أسامي الأُسَر وصراعها، جسّدها زياد عيتاني بتميّز وهو وحيد على الخشبة.

 

١١-جرصة ٢٠٠٧

اخراج وبطولة رفيق علي احمد.

كوميديا سوداء اطل فيها رفيق علي أحمد من جديد حكواتياً ووحيداً على الخشبة، مستعيداً نجاح "الجرس". المسرحية تروي حكاية الزوج المكسور في فحولته. انه ممثل مسرحي بلغ الخمسين، وها هو يتصارع مع كل ما حوله: زوجته الهازئة به، أولاده الذين لا يرون فيه فناناً حقيقياً لأنه لا يظهر على الشاشات ويحصد الأضواء، وكذلك جمهوره حبيس الأفكار الطائفية الجاهزة. وقبل هؤلاء جميعاً أهل ضيعته، ووالدته التي لم تدرك قيمة تطلعاته، ووالده الذي يفضله استاذاً مستقر الحال. ظلت المسرحية تعرض في شكل متقطع حتى عام ٢٠٠٩.

١٢-جوا وبرا ١٩٩٣

اخراج جوزف بو نصار. إعادة لاقتباس فارس يواكيم عن نص موليير. بطولة خضر علاء الدين.

ورث خضر عن والده الراحل حسن علاء الدين (شوشو) نحالته وملامح وجهه، فقرر إعادة إحياء مسرحه وقدم من مسرحيات ابيه إضافة الى "جوا وبرا"، كلاً من "آخ يا بلدنا" و"وصلت للـ ٩٩". قصة المسرحية: انتهازي طريف يحتال على ابوين ليدبر زواج ولديهما. قُدمت "جوا وبرا" من جديد عام ٢٠١٤ بنسخة اخرجها قاسم اسطنبولي ومن بطولة خضر علاء الدين مجدداً.

١٣-جوز الجوز ١٩٩٣

اخراج نقولا دانيال. كتابة مروان نجار. بطولة بيار شمعون وطوني مهنا وجورج دياب.

قبل فتح المعابر، تزوج امرأتين: واحدة في الشرقية وواحدة في الغربية. ولما فتحت المعابر، بدأت المشاكل! المسرحية نموذج اخر عن الاعمال التي اضحكت اللبنانيين على ذيول الحرب الاهلية.

١٤-حكي نسوان ٢٠٠٦

للينا خوري. بطولة ندى أبو فرحات وكارول عمون وزينب عساف وريتا إبراهيم (تغيرت ممثلتان منهما لاحقاً).

المسرحية التي استوحت خوري فكرتها من النص الشهير للكاتبة الأميركية إيف إنسلر Vagina monologues، عبارة عن ١٢ مونولوجاً أو لوحة يتناول كل منها مشكلة انثوية، تحكيها ٤ ممثلات على المسرح بما يمكن تسميته بالاعترافات الصريحة جداً التي تشمل الأعضاء الجنسية وحالتها النفسية أثناء الدورة الشهرية، علاقة المرأة مع جسدها، وكيف يدفعها المجتمع للشذوذ عندما ينظر لعلاقتها بالرجل على أساس جنسي فقط. بعد النجاح الجماهيري الكبير ل "حكي نسوان"، قدمت خوري عام ٢٠١٨ "حكي رجال" التي ارادتها نسخة "رجالية" عن العمل الاول لكنها لم تحقق النجاح نفسه. 

١٥-حمار سيدس ١٩٩٥

اخراج زهراب يعقوبيان. جمع العمل الراحلين ابراهيم مرعشلي وفيليب عقيقي الذي توفي خلال فترة عرض المسرحية فلم يكتب لها ان تعمّر طويلاً (لكنها عُرضت لأسابيع) اذ كان متوقعاً ان تحقق نجاحاً كبيراً جداً نظراً للشعبية الواسعة التي كان يتمتع بها بطلاها.

١٦-ريزنز تو بي بريتي ٢٠١٢

اخراج جاك مارون مع نادين لبكي وطلال الجردي وإيلي متري وندى أبو فرحات.

كوميديا ساخرة مأخوذة من مسرحية للمخرج والكاتب المسرحي الأميركي نيل لابيوت قدمها بنسختها الإنكليزية عام ٢٠٠٩. فكرتها الأساسية عن علاقة الرجل بالمرأة وطبيعة الخلافات التي تحصل بينهما وتخلق النزاعات، وركزت المسرحية على نقاط الخيانة وعلى هوس المرأة بجمالها وشكلها. استقطب العمل حشوداً إلى مسرح المدينة أتت لمشاهدة أداء لبكي المسرحي بعدما أحبها الناس في السينما، كما أنّ للممثلين الجردي وابو فرحات ومتري جمهورهم الخاص فضلاً عن ان المسرحية سبقتها حملة تسويقية ناجحة. قدم مارون بعد هذه المسرحية اعمالاً أخرى على الخشبة يمكن تصنيفها في المسرح المستقل أكثر منه الجماهيري رغم اعتمادها على وجوه لها شعبيتها الواسعة.

١٧-سهرة راس القرن ١٩٩٣

لسامي ونايلة خياط، من بطولتهما مع فرقتهما.

ينتهي قرن ويبدأ قرن. لبنان يحكم العالم والأرض مهددة بالزوال. فكيف يقضي الناس اخر سهرات القرن العشرين؟ المسرحية شاهدها ٥٠ ألف شخص وهو العدد نفسه الذي شاهد المسرحية "الخياطية" التي سبقتها وعنوانها "جنونا بارك".

١٨- ع صوص ونقطة ٢٠١٩

اخراج هاغوب ديرغوغاسيان. اعداد مروان نجار عن مسرحية بريطانية. بطولة ايلي نجيم وجلال الشعار وايلي حكّيم وعبير صيّاح وجان الجريدي وفريد شوقي.

فكّر كريستيان الجميل في إعادة إنعاش المسرح الكوميدي الجماهيري في لبنان بعد سنوات على الازمة التي لحقت به ولم يسلم منها سوى جورج خباز، فأتى بنص أجنبي اثبت نجاحه الساحق في دول الغرب (عن مسرحية تنهار امام الجمهور) واسند مهمة لبننته الى الملك في هذا المضمار الا وهو مروان نجار، وقرر عرض العمل على مسرح كبير هو قصر المؤتمرات في الضبيه. المقومات المطلوبة كانت موجودة اذاً، ولا يمكن القول ان العمل فشل جماهيرياً بمعايير اليوم لكن الجماهير لم تزحف لأشهر طويلة الى الضبيه لمشاهدة المسرحية كما كان يحصل في تسعينات القرن الماضي. اللافت ان منير كسرواني ومعه ميراي بانوسيان حاولا عام ٢٠١٨ إعادة الحياة الى نجاحاتهما الجماهيرية المشتركة في التسعينات من خلال مسرحية حملت ايضاً عنوان "ع صوص ونقطة"، لكن النتيجة كانت نفسها: جمهور المسرح اليوم لم يعد للأسف بحجم جمهور الامس...

 

١٩- فقرا بفقرا كوميدي ١٩٩٣

اعداد مروان نجار. اخراج ناجي معلوف. بطولة فادي إبراهيم وسمارة نهرا.

مفارقات مضحكة يسببها تدخل عفوي لطاهية فقيرة دخلت بيت الأثرياء. قدم مروان نجار عدداً كبيراً من المسرحيات الكوميدية في تسعينات القرن الماضي، لدرجة ان عملين له كانا يعرضان احياناً في الوقت عينه في مسرحين مختلفين. نجحت خلطات الرجل المعتمدة في شكل أساسي على لبننة نصوص اجنبية وتقديمها من خلال ممثلين يحبّهم اللبنانيون، في جذب اعداد كبيرة من الناس لمشاهدة مسرحياته.

٢٠-فلت الملق ١٩٩٦

اخراج فاروجان خيديشيان. تأليف وبطولة منير كسرواني وميراي بانوسيان.

طرحت المسرحية التي استمر عرضها لنحو سنتين، ملفات تعاطي المخدرات وعبادة الشيطان والانتحار في الاوساط المدرسية وكان بطلها عاملاً بسيطاً تلصق به القضايا لصقاً. وبحسب ملصق العمل فإن المسرحية تنتمي الى المسرح الملتزم بقضايا الناس لكنها اعتمدت الكوميديا غلافاً خارجياً لتنفذ منه الى الوجع الذي يعانيه المواطنون. 

٢١-كذاب كبير ٢٠٠٦

كتابة وإخراج جورج خباز. بطولة جورج خباز ووسام صباغ وجيزيل بويز.

المسرحية الخاصة الثانية لخباز تجري أحداثها في قصر كبير يغيب عنه سيّده ويسافر، تاركًا خلفه عمّال القصر بمن فيهم عامل الحديقة وابنة أخيه التي تعيش معه. حصد العمل نجاحًا مبهرًا وتأكد الكل ان نجاح "مصيبة جديدة"، المسرحية الخاصة الاولى للرجل قبل سنة، لم يكن وليد الصدفة، وكرّت سبحة مسرحيات جورج خباز الكوميدية الجماهيرية بمعدل مسرحية جديدة كل سنة وصولاً الى "يوميات مسرحجي" التي أوقفت عرضها جائحة كورونا. 

٢٢-لولا فسحة الامل ١٩٩٤

كتابة وموسيقى زياد الرحباني. بطولة زياد الرحباني وروزي يازجي وبطرس فرح ونوال كامل وكارمن لبس وتانيا صالح وريما الرحباني والراحلين زياد أبو عبسي وجوزيف صقر.

تجري احداث المسرحية عام ٢٠٠٣ أي بعد تسع سنوات على بدء عرضها. ككل اعمال الرحباني، إتخذت "لولا فسحة الامل" طابعاً سياسيا سهلاً ممتنعاً تلعب فيها القصة دوراً أساسياً يحاكي من خلالها عن قرب الأوضاع السياسية والإجتماعية التي تعيشها البلاد بأسلوب نقدي ساخر ومضحك.

 

٢٣-مجدرة حمرا ٢٠١٨

كتابة وإخراج يحيى جابر. بطولة انجو ريحان.

بعد نجاح ثنائيته مع زياد عيتاني، اراد جابر خلق ثنائية جديدة تتميز بطعم مختلف، فقدم مع انجو ريحان "اسمي جوليا" وبعد تلقفها ايجاباً من قبل الجمهور، كانت "مجدرة حمرا". لعبت أنجو ريحان في العمل الكوميدي الاجتماعي الذي جذب عدداً كبيراً من المشاهدين (نسبة لأعداد عام ٢٠١٨ وليس لأعداد التسعينات طبعاً)، ثلاث شخصيات: مريم وفُطُم وسعاد. لكل من تلك النساء حكايتها الا أن ما يجمعهن بالإضافة الى الصداقة هو الإنتماء الجنوبي وتحديداً لمنطقة النبطية. سيداتٌ ثلاث يلتقين في بيت مريم، يتمددن على الكنبة، يتبادلن الأحاديث بكل عفوية وبساطة الى أن تأتي اللحظة النهائية الصادمة في العرض.

٢٤-مجنون يحكي ٢٠١٣

اعداد واخراج لينا خوري. بطولة زياد الرحباني وندى أبو فرحات وغابريال يمين وأندريه ناكوزي وألين سلوم وإيلي كمال.

بعد نحو ١٩ عاماً على اخر وقفة مسرحية لزياد الرحباني، نجحت لينا خوري في اعادته ممثلاً على الخشبة وفي جذب اعداد كبيرة من اللبنانيين لمشاهدة "خبطتها". المسرحية التي شكلت حدثاً في حينه، عالجت فيها المخرجة مسألة قمع الأنظمة وحرية الفكر بطريقة ساخرة وبأسلوب الكوميديا السوداء، عن نص بريطاني مكتوب في سبعينيات القرن الماضي لتوم ستوبارد. تدور المسرحية حول شخصية ناهدة نون (لعبت الدور أبو فرحات التي حلقت شعرها لأجله) التي تنشر مقالا عن قمع النظام للحريات، فتسجن وتعذب ويصر سجانها أنها ليست إمرأة، بل رجلاً مجنوناً. تودع في مستشفى المجانين في غرفة مشتركة مع نزيل آخر مصاب فعلا بالجنون (غابريال يمين)، وشديد القناعة بأنه يملك أوركسترا ويديرها. وقد لعب الرحباني دور طبيب السلطة القمعية بطريقته الخاصة التي اضحكت جمهور الصالة في مختلف العروض.

 

٢٥-مش مختلفين ٢٠١٢

كتابة وإخراج جورج خباز. بطولة جورج خباز ونسرين أبي سمرا.

تناولت المسرحية موضوع الاختلاف الديني من خلال ٣ ثنائيات، أحدهم متزوج امرأة من غير جنسية، وآخر متزوج امرأة تصغره بثلاثين عاماً، والثالث متزوج امرأة من ديانة مختلفة. قال خباز عن مسرحيته: "لقد أصبح مسموحاً اليوم الزواج من غير جنسية أو حتى لو كان فارق العمر كبيراً، أما غير مسموح فهو الزواج من غير الديانة نفسها. والثنائي في هذه الحالة يواجه محاربة كبيرة ويعيش صراعاً. المسرحية تتناول علي وكريستينا، يغرم أحدهما بالآخر في لندن فيقرران الزواج، لكن على كل منهما أن يعرّف الآخر إلى أهله. أهله يقيمون في البقاع وأهلها في الأشرفية، وأحداث المسرحية تدور بين هاتين المنطقتين". الجمهور اللبناني كان حاضراً كما في كل عام، لملء صالة الشاتو تريانون طوال أشهر لمشاهدة هذا العمل "الخبازي" المستمد من واقعنا.

٢٦-ميشال وسمير ٢٠١٤

كتابة وإخراج جو قديح. بطولة هشام حداد ورودريغ سليمان وانطوان بلابان وماغي بدوي.

بعدما جال جو قديح على عاهات مجتمعنا اللبناني في مسرحيات عدة، قدم كوميديا مطعّمة بالسياسة قليلاً، خصوصاً لما حمله عنوانها من دلالات سياسيّة. الأكثر كوميدية في العمل عبارة: "كل الشخصيات والأسماء المذكورة في المسرحية لا تمت إلى الواقع بصلة وهي من مخيلة الكاتب"، إضافة إلى إيراد حكاية الملك أوديب الذي عرف بقتل أبيه والزواج من أمه التي أنجب منها أربعة أبناء، هم فتاتان وشابان خاضا حرباً ضروساً للفوز بكرسي الحكم، كورثة لأوديب، أحد أحفاد قدموس الفينيقي. ولم يكف النص عن تكرار عبارة عون "يا شعب لبنان العظيم" على لسان هشام حداد، بينما تكررت حركات يدي رودريغ سليمان واعتماده أسلوب كلام جعجع. كان العمل مرآة مسرحية لواقع سياسي معاش، اضحك جمهوراً كبيراً على بعض خصال قادتهم.

٢٧-نهوند بند وبند ١٩٩٣

اعداد وإخراج الراحل جلال خوري. بطولة جوليا قصار.

كوميديا مقتبسة عن مسرحية La puce à l’oreille لجورج فيدو التي عُرضت للمرة الاولى عام ١٩٠٧، وقصتها عن مطربة تلتقي عشيقها في سهرة وتبدأ المفارقات. استمر عرض العمل لأسابيع ونال استحسان الجمهور العريض الذي عرف خوري محاكاته بالرغم من كونه اكاديمياً في اعماله بالاجمال.

٢٨-هاملت في ورطة ١٩٩٧

اعداد شربل خليل واخراجه. بطولة جورج خباز وجان بو جدعون وكلود خليل ودوللي الحلو ومارينال سركيس.

اقتبس المخرج مسرحية شكسبير وحوّلها كوميديا لبنانية استقطبت جمهوراً كبيراً. قال شربل خليل لدليل النهار قبيل بدء عرض عمله: "بعد اطلاع جديد على رواية شكسبير حاولت اسقاطها على الواقع اللبناني وجعلت شخصياتها افرازات لهذا الواقع، مع الحفاظ على عناوين هاملت العريضة مثل الجنون والانتقام والتأمل والجنس والحقد والقتل المتعمد والمأساة ولكن في قالب ساخر...اما الحوارات فهي مميزة وتعبر عن محاكاة ساخرة لظواهر اجتماعية ما زالت تتحكم في العائلات اللبنانية".

٢٩-وزارة للهوارة ١٩٩٣

اخراج فاروجان خيديشيان. تأليف وبطولة منير كسرواني.

دام عرضها ٣ سنوات ونصف السنة، حيث عُرضت في مسارح ثابتة وتجوّلت في المناطق اللبنانية. ارتبطت المسرحية باليومي، وحملت إحساساً حقيقياً وقضية حقيقية هي قضية المواطنين في جنوب لبنان، كما يقول كسرواني الذي يضيف: "في هذه المسرحية تجسيد للذاكرة الشعبية وما تختزنه من صور قوامها الأهازيج، والظلم، والهلوسة، واجتياح الأرض والوحشية وفشل السلطة وصمود الناس. وقد اخترت لهذه المسرحية فضاء زمنياً معيناً هو: لبنان بعد الحرب الأهلية". عُرفت الممثلة ميراي بانوسيان بالشخصية المركبة "إم طعان" من خلال هذه المسرحية.

٣٠-يسعدن ويبعدن ١٩٩٨

اخراج برونو جعارة الذي اقتبسها عن نص لجان مارسان مقتبس بدوره عن نص للانكليزي اوهارا. بطولة جوليا قصار وبيار شمعون وجورج دياب.

عرّف جعارة مسرحيته بأنها كوميديا من نوع مختلف اذ انه لا تشبه اطلاقاً الكوميديا التي نعرفها وذات سياق عبثي ملطف. يسعى كل من اللايدي لولو الارملة الشرسة الطباع والكولونيل المزواج والمحتال لقتل الاخر بأساليب طفولية وفي حركة سريعة لا تتوقف حتى النهاية.

لقراءة باقي لوائحنا الفنية والثقافية، يرجى الضغط هنا.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة