محاكاة ساخرة لأحداث الأشهر ال١٢ الماضية
ميشال نجيم – "أخبار اليوم"
يبدو أن الضحك أصبح الطريقة الجديدة للتعامل مع عام ٢٠٢٠ الذي حمل المصائب لمعظم دول العالم قبل ان يطوي اخر صفحاته. ومن شاهد مسلسل Black Mirror فلا بد انه شعر في العام المنصرم وكأنه في حلقة من هذا المسلسل المتوفر على نتفليكس، لذا كان طبيعياً أن تستفيد المنصة العالمية من صانعي العمل للحصول على "محاكاة ساخرة" لسنة ٢٠٢٠ تتناول بعض الأحداث الأكثر غرابة في السنة "المشؤومة".
هذه المحاكاة حملت عنوان Death to 2020، وشارك فيها ممثلون مشهورون منهم ليزا كودرو وصامويل إل جاكسون وهيو جرانت وليزلي جونز منتحلين صفات أستاذ تاريخ ومحلل وصحافي وسواها، فيما تولى لورنس فيشبورن التعليق بصوته على "الوثائقي الكاذب" الذي تضمن لقطات حقيقية لأحداث عشناها في الأشهر ال١٢ الأخيرة.
يمكن القول ان Death To 2020 هو حدث كوميدي (مدته ٧٠ دقيقة) يروي قصة العام المروع بأبرز ما تضمنه من حركة Black Lives Matter بعد مقتل جورج فلويد إلى الانتخابات الأمريكية مروراً بالطبع بجائحة فيروس كورونا وما نتج عنها من اقفال عام في عدد كبير من البلدان والبحث عن علاج وصولاً الى بدء انتاج اللقاحات.
وكان من البديهي ان يركز الشريط الساخر في شكل أساسي على الرئيس الاميركي دونالد ترامب اذ انه يستحق لقب "شخصية العام" لما قاله وكتبه وفعله خلال ٥٢ اسبوعاً، فالعام ٢٠٢٠ بدأ باحتفاله بفشل مساعي عزله من منصبه وتضمن استخفافه بفيروس كورونا المستجد وقوله انه سيختفي ببساطة ثم اقتراحه المضحك باستعمال المطهر لعلاج كوفيد ١٩ واستمراره في إقامة التجمعات الانتخابية الكبيرة بالرغم من الظروف الصحية الصعبة في الولايات المتحدة، وبعدها اصابته بالفيروس التي ادخلته المستشفى لأيام ورفضه الاعتراف بهزيمته في الانتخابات وبفوز جو بايدن بالرئاسة.
اثار Death to 2020 تعليقات متفاوتة منذ عرضه في الأسبوع الأخير من العام اذ أعجب البعض ولم ينل رضا آخرين وهذا الامر كان متوقعاً من صانعيه اذ ان ما قدموه ليس "كلاسيكياً" كما انه لم يسخر فقط من السياسيين بل ايضاً من المحللين الذين يظهرون على شاشات التلفزيون ومن فئة من الناس تتمسك بارائها وترفض الاقتناع بما يقوله العلم مفضلة "نظرية المؤامرة". ولم يوفر الشريط منصة نتفليكس من الانتقاد اذ تناول بعض الاعمال المتوفرة عليها بشيء من السخرية وخصص حيزاً للحديث عن مسلسل The Crown الذي اثار في الواقع حفيظة العائلة المالكة في بريطانيا، فيما اثنت عليه الملكة اليزابيث الثانية -المزيفة في العمل- وقالت انه يروي قصة حقيقية فيما الحكومة البريطانية كانت طالبت نتفليكس بإعلام مشاهديها انها عمل خيالي!
في اختصار "الموت ل٢٠٢٠" تجربة تستحق المشاهدة اذ كنتم من هواة البرامج الساخرة في الاجمال لا سيما على الطريقة الغربية التي لا توفر احداً ولا سقف لها.