"اخبار اليوم" تنفرد بنشر محاور الكلام والمواقف التي سيعلنها البابا في العراق | أخبار اليوم

"اخبار اليوم" تنفرد بنشر محاور الكلام والمواقف التي سيعلنها البابا في العراق

داود رمّال | الثلاثاء 02 مارس 2021

"اخبار اليوم" تنفرد بنشر محاور الكلام والمواقف التي سيعلنها البابا في العراق

هناك فرق كبير بين المقاوم الانسان من اجل حقه وبين الارهاب وقتل الابرياء

العواصف تسقط القناع غالبا عن ضعفنا وتفضح الضمانات الزائفة وغير الضرورية

داود رمال- "أخبار اليوم"

اكتملت التحضيرات الرسمية لزيارة الحبر الاعظام البابا فرنسيس الى العراق والتي تستمر من  الخامس وحتى الثامن من آذار الحالي، اذ سيغادر قداسة البابا روما يوم الجمعة من مطار فيوميتشينو ليصل إلى مطار بغداد الدولي حيث سيتم الاستقبال الرسمي.

 وفور وصوله سيلتقي الأب الأقدس برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في قاعة الشرف في المطار لينتقل بعدها إلى القصر الرئاسي حيث ستقام مراسم الترحيب، ويلتقي رئيس الجمهورية برهم صالح، وبعد ذلك يجتمع مع السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي قبل أن يتوجّه إلى كاتدرائيّة "سيّدة النجاة" للسريان الكاثوليك في بغداد حيث سيلتقي الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين وأساتذة التعليم المسيحي.

أما يوم السبت، الموافق السادس من آذار المقبل، فسيتوجّه الأب الأقدس إلى نجف حيث سيلتقي سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، ليتوجّه بعدها إلى مدينة أور الأثريّة؛ على أن يحتفل عصر السبت بالقداس الإلهي في كاتدرائيّة "مار يوسف" للكلدان في بغداد. 

ويوم الأحد، الموافق السابع من آذار، سيتوجّه الحبر الأعظم من بغداد إلى إربيل حيث سيلتقي في قاعة الشرف الرئاسيّة في المطار رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس الوزراء مسرور بارزاني، ليتوجّه بعدها إلى الموصل حيث سيتوقف في حوش البيعة للصلاة عن راحة نفس ضحايا الحرب قبل أن ينتقل إلى كنيسة "الطاهرة" الكبرى في قره قوش حيث سيتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين؛ على أن يعود إلى إربيل حيث سيحتفل عصر الأحد بالقداس الإلهي في ملعب "فرنسو حريري".

أما يوم الاثنين، الموافق الثامن من آذار، فسيتوجّه البابا فرنسيس صباحًا إلى مطار بغداد الدولي حيث ستتمُّ مراسم الوداع الرسمي قبل أن يغادر العراق عائدا إلى إيطاليا.

هذا في البرنامج الرسمي للزيارة، اما ما هي ابرز المواقف التي سيعلنها البابا فرنسيس في محطات زيارته العراقية الطويلة.

يكشف مصدر واسع الاطلاع ومتابع للزيارة البابوية الى العراق لوكالة "أخبار اليوم" عن ان البابا فرنسيس سيتحدث في عدة محاور مهمة:

اولا: سيكون له موقف واضح من الارهاب، اذ سيقول ما مضمونه ان الارهاب الذي يهدد امن الناس في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، والذي دفع العراقيون ثمنه غاليا جدا من ابنائهم وخيرة شبابهم، وهذا الارهاب الذي لاحقهم بالرعب وكان ينذر بالأسوأ وتحملوا منه الكثير، هذا الارهاب ليس نتاج الدين عموما وتحديدا الدين الاسلامي، الذي لا يمكن ان يكون دينا ارهابيا او دينا ينطلق منه الارهابيون، حتى لو رفع الارهابيون لافتاته ولبسوا شاراته، وان الارهاب هو نتيجة لتراكمات ومفاهيم خاطئة لنصوص الاديان، ولسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي، ولذلك سينادي البابا فرنسيس بوقف دعم الحركات والمنظمات الارهابية بالمال وبالسلاح وبالتخطيط وبالتدريب او بتوفير الغطاء الاعلامي لها. وسيضيف البابا فرنسيس قائلا بأن التطرف مدان بكل اشكاله وصوره، وان هناك فرقا كبيرا بين المقاوم الانسان من اجل حقه وبين الارهاب وقتل الابرياء.

ثانيا: تركيزه على السلام، اي السلام الحقيقي النابع من العقل ومن القلب، كما ينبع من الوعي، وكلنا مدعوين لنكون صانعي سلام، واذا كنا كذلك نسمى بالمسيحيين ابناء الله عن حق، وفي الاسلام اذا كنا صانعي سلام نكون نسعى فعلا الى الوحدة وليس الى بناء جدران جديدة، لا بل نكون نساهم ونساعد في هدم الجدران القائمة.

وسيتكلم البابا فرنسيس على هندسة السلام وكيف نكون فعلا مهندسي السلام، لان مسارات التلاقي البشري والاخوة البشرية بين الاديان ممكنة وهذه المسارات انطلقت تاريخيا من العراق مع ابراهيم وعمت العالم بأسره. والعراقيون اليوم بمختلف انتماءاتهم الدينية والفكرية والسياسية مدعوين لكي يجددوا هذه المسيرة في العالم فينطلقوا مثل ابراهيم وعلى مثاله اب المؤمنين جميعا من العراق ليعمموا هذه التجربة على العالم  بمسارات تلاقي جديدة من خلال هندسة السلام.

كما ان الانطلاقة لهندسة السلام هي من الحقيقة ومن احترام الحق، حق الشعوب بتقرير مصيرها، والانتقام ايا كانت انواعه لا يقود الى المصالحة والتسامح، ولكن الحقيقة هي بذات الوقت اطلاع العائلات التي مزقها الحزن على ما حدث لاقاربهم المفقودين والذين استشهدوا وقتلوا نتيجة اعمال العنف والارهاب.

 وهندسة السلام والطريق الى السلام يسمحان بالعمل معا بين كل الشعوب والافرقاء، ويجب ان لا نسجن الاخر في اقواله وافعاله، ولكن ان نعتبره وفقا للوعد الذي يحمله في ذاته، الوعد الذي يترك بصيص امل.

ثالثا: سيتناول الحبر الاعظم المصالحة الحقيقية التي تتحقق بأشكال عدة استباقية، وقيام مجتمع قائم على خدمة البعض للبعض الاخر، وعلى المشاركة في ما نمتلكه، ولا يمكن تحقيق السلام الحقيقي الا عندما نكافح من اجل العدالة والحوار والسعي لتحقيق المصالحة والتنمية المتبادلة.

رابعا: سيتطرق البابا فرنسيس الى  العزلة والانغلاق لحساب المصالح الشخصية، وهي ليست السبيل لاعادة الرجاء والعمل على التجديد والتقارب بين الثقافات والاديان والشعوب.

خامسا: سيتناول البابا فرنسيس العواصف التي نشهدها، والتي تسقط القناع غالبا عن ضعفنا وتفضح الضمانات الزائفة وغير الضرورية التي يبني عليها البعض جداول اعمالهم ومشاريعهم وعاداتهم واولوياتهم.

سادسا: سيقول البابا فرنسيس ان اي شعب لا يكون مثمرا الا اذا عرف كيف يبدع في التلاقي مع الاخر، ونستطيع ان نبحث عن الحقيقة معا عبر الحوار والمناقشات، ونصنع ايضا من معاناتنا المشتركة طريقا مليئا بالخبرات الطويلة لنا كأفراد وكشعوب.

سابعا: سيشير الى كلام في غاية الاهمية عندما يقول ان تحطيم احترام الشخص لذاته والشعب لحقيقته هو طريقة سهلة للسيطرة عليه، ولكن وراء هذا الامر ميول تسعى الى تجانس العالم وتظهر مصالح سلطة القوي التي تريد ان تستفيد من تدني احترام الشخص لذاته والشعب لنفسه، وتحاول وسائل الاعلام والشبكات خلق ثقافات جديدة في خدمة الاقوى، والمستفيد من ذلك هو انتهازية المضاربات السياسية والمالية والاستغلال حيث ان الخاسرين هم دائما الاضعف.

ثامنا: سيناشد البابا فرنسيس قائلا ان تجاهل ثقافة شعب وحضارته او ارادة محو شعب من قبل الاقوى لن يساهم في بناء مشروع فعّال يمكن ان يقبله احد، حتى لو جرى ذلك وفق قاعدة مرور الوقت والزمن".

ويوضح المصدر ان "البابا فرنسيس سيذكّر بوقوف الفاتيكان الى جانب العراق في كل الازمات والحروب التي مر فيها، وسيذكّر بكلام البابا يوحنا بولس الثاني الذي اعلنه في العام 2002 وكرره في العام 2003 برفض منطق الحرب على العراق ورفض منطق القوة للسيطرة على العراق.

والجميع يذكر ان كل دول العالم كانت مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة لشن الحرب على العراق بذريعة امتلاكه سلاح الدمار الشامل وتبين لاحقا انه لم يكن يملك شيئا من ذلك، ووحده يوحنا بولس الثاني كان رافضا بشكل مطلق للحرب ولمنطق الحرب".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة