عُرف بإهتمامه الكبير بالتفاصيل لجهة تعابير وحركات الممثلين
سيرجيو ليوني مخرج ومنتج وكاتب سينمائي إيطالي. تُعتبر أفلامه من كلاسيكيات السينما، كما سمحت باكتشاف الممثل كلينت ايستوود والمؤلف الموسيقي اينيو موريكوني. نجاح أعماله في منتصف الستينات أدى الى بروز نوع جديد من الأفلام عُرف باسم الوسترن سباغيتي لأنها أفلام ويسترن من إنتاج وإخراج سينمائيين إيطاليين.
ولد ليوني في روما عام ١٩٢٩. بدأ مسيرته المهنية كمساعد مخرج وفي عام ١٩٦٠ أخرج فيلمه الأول وكان فيلمًا تاريخيًا بعنوان "تمثال رودوس".
في خلال الستينات أخرج ليوني ثلاثة أفلام من نوع الويسترن عُرفت باسم "ثلاثية الدولارات" أو "ثلاثية رجل بلا إسم". وفي حين كانت الأفلام الأوروبية من هذا النوع تسعى الى تقليد الأفلام الأميركية الكلاسيكية أتت أفلام ليوني مختلفة عن تلك الأفلام لجهة العقدة والخطوط الأساسية وكذلك في سلوك الشخصيات الرئيسة وصفاتها. حتى أن بعض النقاد ذهبوا الى حد القول إن ليوني غيّر بمفرده النظرة التقليدية للكاوبوي الأميركي.
بعد ثلاثية "رجل بلا إسم" أخرج ليوني ثلاثة أفلام أخرى هي "حدث ذات مرة في الغرب" الذي يرى فيه كثيرون من عشاق السينما عمل ليوني الأفضل وفيلم "الوضيع" وفيلم "حدث ذات مرة في أميركا" الذي يعد تحفة سينمائية وكان اخر اعماله الاخراجية.
أفلام ليوني تحمل العديد من بصماته الخاصة:
-مشاهد عنيفة جداً تُستخدم فيها لقطات بالتصوير البطيء
-مشاهد مبارزة طويلة تتقاطع فيها لقطات قريبة لوجوه الممثلين أو أعينهم أو مسدساتهم مع لقطات عامة
-غياب الحوار بين المتبارزين والحوار إن وجد تتخلله لحظات طويلة من السكوت أو مؤثرات صوتية
-إهتمام كبير بالتفاصيل لجهة تعابير وحركات الممثلين أو حتى لجهة الملابس.
كما تتميز أفلام ليوني بالدور الأساسي الذي تلعبه فيها الموسيقى.
في ٣٠ نيسان عام ١٩٨٩ توفي ليوني بسبب أزمة قلبية حادة. كان في خلال حياته محبوباً من عشاق السينما لكنه لم يلق تقدير النقاد أو زملائه المخرجين. بعد وفاته تغيرت نظرة النقاد تدريجياً الى أفلام ليوني وأعرب العديد من المخرجين المهمين عن إعجابهم بالمخرج الإيطالي ولم تعد مكانته في تاريخ السينما موضع شك.