مجموعات تسلَّلَت الى كنائس فخرّبت ما تمكّنت من تخريبه في داخلها! | أخبار اليوم

مجموعات تسلَّلَت الى كنائس فخرّبت ما تمكّنت من تخريبه في داخلها!

انطون الفتى | الجمعة 11 يونيو 2021

خطوات تحضيرية لجَعْل الشعوب تعتاد على الـ “Codage”

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بالعودة الى الجرح المختوم الذي أعادت فتحه سلوكيات مقيتة قبل أسابيع، "افتخاراً" بجرائم، وبالتهديد بارتكاب المزيد منها، نفتح صفحة جديدة من "المشرقيّة" التي يُنادي بها البعض، في الذّكرى 568 لسقوط القسطنطينيّة، في 29 أيار 1453 (التقويم اليولياني)، 11 حزيران (التقويم الغريغوري).

تأتي الذكرى هذا العام، بعد أقلّ من سنة على إعادة تحويل كاتدرائية "آجيا صوفيا"، من متحف الى مسجد، في اسطنبول، وهي القسطنطينية في الأساس، حيث عرش القديس أندراوس، وسط صمت شرقي ومشرقي.

 

إحباط محاولات

سقوط القسطنطينية عام 1453، شكّل محطّة جديدة من محطات العمل الكثير على توحيد العالم حول شيء واحد، وهو استئصال روح السيّد المسيح من الأرض. وهذا ليس عملاً غير مسيحي فقط، بل ان كثيراً من المسيحيين يُشاركون فيه منذ القِدَم، وحتى اليوم.

لم يكُن أهل القسطنطينية "يرشحون زيتاً"، عندما سقطت. ولكن خطيئتهم الكبرى ما كانت تلك التي تتعلّق بالتساجُل حول القضايا الدينيّة واللاهوتيّة، بل إحباط محاولات توحيد الكنيسة، بعد انشقاقها بين شرقيّة وغربيّة في عام 1054.

 

تجاهُل مقصود

لا نقصد أن الغربيّين "ينضحون" قداسة. ولكن روح المسيح هو واحد، شرقاً وغرباً، وفي الجاذبيّة، وخارجها، والى ما لا نهاية. وإذا كان لا بدّ من عَدَم فرض شروط من قِبَل الغربيين لمساعدة القسطنطينية ضدّ العثمانيّين، فإنه ما كان يجب على الشرقيين أيضاً، أن يغرقوا في تجديف رئيس الوزراء البيزنطي الأرشيدوق نوتاراس، الذي قال خلال قداس ترأسه الكاردينال إيزيدور (كان مُرسَلاً من البابا) في كاتدرائيَّة" آجيا صوفيا"، (نوتاراس الذي قال) إنه يفضّل رؤية عمائم الأتراك في ديار البيزنطيين، على مشاهدة تاج البابا.

رَفْض الوحدة بين الكنيستَيْن مستمرّة، وورثتها المسيحيّة المشرقيّة أيضاً. أما أحد أحدث ركائزها، فهي التجاهُل المقصود والخبيث، لاعتذار البابا القديس يوحنا بولس الثاني، كممثّل للكنيسة الكاثوليكيّة، عن غزو القسطنطينية، في إحدى الحملات الصليبيّة.

 

الوحدة العالميّة

الشرقيّون طعنوا بعرش القديس أندراوس. والمشرقيّون أيضاً، أسقطوا أنطاكيا بمشرقيّة خبيثة، تلوّنت بكثير من الأشكال والأنواع على مرّ القرون، ومنها مجموعة من الأحزاب العقائديّة المشرقيّة التي أُسِّسَت خلال العقود الماضية، والتي تقتات من التعتيم على تكامُلها مع الغرب العلماني، في العمل على الوحدة العالميّة، التي توحّد في ما بين الغرب والشرق، رغم اختلاف منظوماتهما كافّة، وأساليبهما، و(اختلاف) الكثير من أهدافهما.

قد يسأل البعض مثلاً، لمَ لا تقود الدولة الغربيّة X، صاحبة القوّة العالميّة الخارقة، حرباً حاسمة، هي قادرة على الفوز بها بسهولة وبالكامل، على الدولة Y في منطقتنا، رغم معرفة الغربيّة بأن Y، راعية للإرهاب العالمي، ومُتكامِلَة مع إيديولوجيات مشرقية علمانيّة، بأشكال نفاقيّة عدّة؟ أما الجواب، فهو أن X لن تجد أفضل من Y، ومنظوماتها الإرهابيّة والعلمانيّة، لتسويق الوحدة العالميّة بأشكالها المختلفة، في منطقتنا.

 

"أصحاب وأحباب"

فـ Y، وبالتعاون مع حلف مُكوَّن من مجموعة أقليات، تشكّل المجسّم الأفضل على وحدة الأديان العالميّة، والوصول الى الدّين العالمي الواحد، والذي هدفه الأول والأخير، هو استئصال إسم السيّد المسيح من الأرض.

هنا، نجد احتفالات وندوات دينيّة، يجلس فيها رجل الدين المسيحي، جنباً الى جنب (رجل الدين) المُسلِم، ويستمع الى من يقول "المغضوب عليهم والضّالين"، و"لقد كفر الذين قالوا إن اللَّه ثالث ثلاثة..."، و"لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم..."، وغيرها...، بحضوره، و(يستمع) الى الشروحات والتفاسير.

وأما هو، فيصعد الى المنصّة، ويُلقي كلمة، يتحدّث فيها عن الحملات الصليبيّة التي خلطت دماء المسيحيين الشرقيّين، بدماء المسلمين، فيصفّق الجميع، ويخرجون "أصحاب وأحباب".

 

ستار الوطنيّة

هنا، مجموعات من مسيحيّة مشرقيّة خبيثة، تسلّلت الى داخل الكنائس بأشكال كثيرة، فخرّبت ما تمكّنت من تخريبه في داخلها.

هذه الفئة، وبستار الوطنيّة، سلّمت كنائسها تسليم يهوذا للسيّد المسيح، والدّليل هو أنها عاجزة عن الشهادة لصليب المسيح، وليسوع المسيح كإله، في أي احتفال ديني مشرقي "وحدوي" بين الأديان.

 

الى متى؟

"وين بدّا تلاقي" القوّة الغربيّة الخارقة، أفضل من هذا النّموذج، لفرض الدّين العالمي الموحّد، بعدما جهّزت لها المشرقيّة، بأوجهها الإيديولوجيّة الكثيرة، الدينيّة والعلمانيّة، الأرض الخصبة لذلك؟

فالجوع، والمرض، والفقر، والعقوبات، هي الخطوة الأولى في الطريق نحو البطاقات التموينية، والتمويلية، و... و... و...، والتي هي بدورها، من الخطوات التحضيرية الأولى لجَعْل الشعوب تعتاد على التّشفير، والترميز “Codage”، بما لا مفرّ منه، حتى للّذين يعيشون حياة بسيطة، في أكثر الأماكن النائية.

"وين بدّا تلاقي" القوّة الغربيّة الخارقة، أفضل من هذا النّموذج؟ أما القسطنطينيّة، فما كانت إلا حلقة، ضمن سلسلة، بدأت قبل عام 1453، وهي باقية... وحده الله يعلم الى متى.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار