"الوطني الحر" في طليعة الهجمات الشعبيّة... فأين هو من الإستعداد الإنتخابي؟ | أخبار اليوم

"الوطني الحر" في طليعة الهجمات الشعبيّة... فأين هو من الإستعداد الإنتخابي؟

فالنتينا سمعان | الثلاثاء 29 يونيو 2021

فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم" 

شكّلت أحداث السنتين الماضيتين نقطة تحوّل في مزاج اللّبنانيين العام، فبات ناقمًا وحاقدًا على أهل السّلطة. ولا يخفى على أحد أنّ "التيار الوطني الحر" نال نصيبه الأكبر من هذا التحوّل، وظهر ذلك جليًّا في تظاهرات "ثورة" 17 تشرين، ولا يزال لا سيّما عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

وأظهرت نتائج واستطلاعات رأي عديدة أنّ القاعدة الشّعبيّة للأحزاب السياسيَة تراجعت لصالح المجتمع المدني والمستقلين بهدف تحقيق التغيير في المنظومة الحاكمة، كما أبرزت ضعف "الوطني الحر" على الساحة اللّبنانية بشكل عام والمسيحيّة بشكل خاص.

من هذا المنطلق، كيف تسير تحضيرات "التيار" للإنتخابات وهل سيؤثر كل ما ذكر على نشاطه الإنتخابي؟

أكّدت نائب رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون الإدارية مارتين نجم كتيلي، أنّ الأولويّة في هذه المرحلة هي للأوضاع المعيشيّة والإقتصاديّة ولنهضة البلد وحلّ الأزمة السّياسيّة القائمة فيه، مشيرةً إلى أنّ "جزءًا من العمل اليومي لـ "التيار" هو التفكير بالإنتخابات، لو أنّ المزاج النفسي العام للناس ليس حاضرًا له".

وعلى صعيد الماكينات الإنتخابيّة، لفتت نجم، عبر وكالة "أخبار اليوم"، إلى أنّ هناك فريق عمل متخصّص يعمل على مدار السّنة، ويكثّف نشاطه في المرحلة الإنتخابيّة من حيث التواصل مع مسؤولي المناطق للتأكد من سير الأمور اللوجستيّة والعمليّة.

واعتبرت نجم أنّ الحديث عن التحالفات لا يزال مبكرًا، لكنّها مرتبطة بشقّين: الأوّل التوجّه السّياسي للتيار والثاني منطلقات انتخابيّة حسابيّة، ولكنّها تُدرَس لاحقًا، آملة أن تتبلور الأمور و"تتحلحل" الأزمات للتمكّن من العمل الإنتخابي، "فما يحصل اليوم هو أهم وأكبر من الشعبيّة الإنتخابيّة".

وتعليقًا على حجم كتلة "التيار" البرلمانيّة، خصوصًا بعد انفصال خمسة نواب عنه في البرلمان الحالي، وعمّا إذا كان سيشكّل تغييرًا في إعادة بناء التحالفات، قالت نجم: "لا شكّ أنّ القانون النسبي يعزّز التمثيل، لكنّه يعود بالخسارة إذا كان هناك أكثرية مطلقة، ونحن ارتضينا به لأنّه يحسّن ظروف التمثيل وينصف الأخصام قبل الحلفاء، لذلك لا مشكلة لدينا بخسارة مقاعد إذا كان ذلك يخلق مساواة وعدالة بين كلّ مكوّنات المجتمع اللّبناني".

وعن تراجع القاعدة الشعبيّة لـ "التيّار"، أكّدت نجم أنّ "هناك حملة ممنهجة منذ أكثر من سنتين على "الوطني الحر" ورئيسه، كما على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهذا بالتّأكيد ترك أثرًا سلبيًّا على الرّأي العام، ولكن قاعدة "التيّار" الصلبة لن تتغيّر، فقد مرّ عليها ظروف أصعب وتهميش وتنمّر أكبر ولم تتأثر بها، أمّا الرأي العام غير ثابت الموقف فبالإمكان التأثير عليه ومع ذلك من الصعب قياس اتجاهاته في ظلّ ما نمرّ به لأنّ المتغيّرات المعمول بها في الإنتخابات ممكن أن تغيّر آراء هؤلاء".

وإذ لفتت إلى صلابة شارع "التيار"، اعتبرت أنّ الأهمّ هو أن الناس تعلم جيّدًا ما يقومون به لنهضة البلد وتمسّكهم بالمبادئ والحقوق لو أنّه ليس شعبويًّا، خصوصًا عند الفئة التي تمرّ بضغوط نفسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة كبيرة، فهي لا تستطيع أن تقدّره.

وأردفت: "التراجع موجود، ولكن ليس بالقدر الذي يحاولون إيصاله والهادف للتشويه"، قائلة: "لو فعلًا هناك تراجع لكان أخصامنا مرتاحين أكثر وما بدأوا العمل الإنتخابي من بداية السّنة".

وختمت نجم بالقول: "عام 2018 كان القانون جديدًا على الجميع، وكان هناك تقديرات خاطئة لجهة احتساب الحواصل والصوت التفضيلي... أمّا اليوم فتعلّمنا الكثير، وأصبح بإمكاننا التصرّف بطريقة أفضل، وتبقى مصلحتنا الوطنيّة السّياسيّة والإنتخابيّة هي الأساس في أي خطوة".

تعد وكالة "أخبار اليوم" ملفًّا عن الانتخابات النّيابية، وللإطلاع على موضوع ذات صلة تحت عنوان: "الإستعداد الإنتخابي غائب لدى "التقدمي"... فما أولوياته؟"، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار