ترامب ونتنياهو سقطا أما "صفقة القرن" فباقية... "باللّي بقيوا"!؟ | أخبار اليوم

ترامب ونتنياهو سقطا أما "صفقة القرن" فباقية... "باللّي بقيوا"!؟

انطون الفتى | الخميس 22 يوليو 2021

لا يُمكن توحيد العبادات بحجّة المحبّة والوحدة الوطنية

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

صدقاً، "منّا ملزّقين" على ما هو وهم. وغريب أمر بعض المولَعين بإخماد محاولات البحث عن كل حقيقة، بحجّة الإبتعاد عن نظرية المؤامرة. والأغرب هو حالة أولئك الذين يسخرون من الإضاءة على كل ما هو Antichrist، بذريعة الدّعوة الى الخروج من "عقدة" الإضطهاد.

فلا جديد تحت الشمس بالنّسبة الى تلك الطغمة من الناس، التي لا همّ لها سوى شؤون هذا الدّهر.

 

بلا أعمال

نعود الى الدِّين العالمي المُوحَّد، الذي له ما له في كل مكان على وجه هذه الأرض، والذي تتولى إدخاله في منطقتنا منذ عقود طويلة، منظومات متعدّدة الوجوه والأشكال، تتماهى وتتعارض وتتلاقى بحسب الحاجة، وتُنادي بأن الدِّيْن لله، فيما الوطن للجميع. فهذه هي إحدى القواعد المُثلى للدّين العالمي الموحَّد، لكونها دعوة الى إيمان بلا أعمال، بصورة إزالة الفوارق بين البشر، لصالح الذّوبان في الأوطان.

 

الفقراء

بدأنا نتلمّس مفاعيل إدخال أكثر الكنائس حفاظاً على التراث الرسولي، في الشرق الأوسط، بتلك المنظومات العالمية، وبوتيرة أسرع من السنوات السابقة.

فعلى سبيل المثال، تشارك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، (الى جانب كنائس أخرى هناك أيضاً)، ومنذ سنوات، في مشروع صكوك الأضاحي الخاصّ بعيد الأضحى. ونذكّر في هذا الإطار أيضاً، بسماح دار الإفتاء المصرية باشتراك غير المُسلِم، سواء كان مسيحياً أو يهودياً في الأُضحِيَة، ولكن وفق بعض الشروط، مع السماح للمسيحي واليهودي بأن يذبحا الأضاحي أيضاً، وفق شروط.

وتلك الممارسات يبرّرها البعض بأنها تتناسب مع تعزيز الوحدة الوطنية في مصر، والتعاضُد الإجتماعي، ومساعدة الفقراء. وتزداد تلك المشاركة سنوياً، بحسب عدد من المطّلعين، وبموافقة من الكهنة.

 

حقيقة

ولكن مهلاً. ألا يمكن للمسيحيين أن يساعدوا الفقراء من المسلمين، إلا من خلال المشاركة في عباداتهم؟ وكيف يُمكن لكاهن أن يسمح بذبح أُضحِيَة، أو أن يشارك بهذا العمل، أو أن يأكل منها، فيما تشكّل تلك العملية عبادة للمُسلِم، لا يجوز للمسيحي أن يقوم بها، لا ضميرياً، ولا إيمانياً. فلا يُمكن القيام بعبادات الآخرين، والقول إن هذه محبّة، ووحدة وطنية، لأنها تتناقض مع الإيمان المسيحي. فهذه هي الحقيقة، مهما تعامى عنها المتعامون.

 

تحذير

يمكنكم مساعدة الفقراء، مهما كانت دياناتهم، عبر تقديم المال لهم ربما، أو الطعام، والحلوى، والثياب... ولكن دون المشاركة في عبادات مُخالِفَة لذبيحة السيّد المسيح على الصليب. فمن يذبح أُضحِيَة، يقوم بعبادة، وهو ليس مجرّد جزّار داخل ملحمة.

"كلّ شي إلو أجوبتو"، بالنّسبة الى بعض الناس الذين يستسخفون كل ملاحظة، والذين يُلصِقُون كل الأمور بالمحبّة التي "مش معروف قرعة بيّا من وين".

 

محاباة وجوه

إسقاط مختلف الكنائس بمنظومة الدِّين العالمي الموحَّد، التي تلتقي على استئصال إسم السيّد المسيح من الأرض، يكتمل تدريجياً منذ سنوات. والدليل الأبرز على ذلك، هو أن مختلف القيّمين على الأديان في العالم يحافظون على جوهر إيمانهم، وينطلقون بواسطته نحو الآخرين، خلال لقاءات ومؤتمرات الحوار بين الحضارات والأديان، ما عدا معظم رجال الدين المسيحيين، الذين يُحابون الوجوه، من خلال غضّ النّظر عن ضرورة التركيز على ألوهيّة السيّد المسيح، وصلبه، وموته، ودفنه، وقيامته، بوضوح، كمُنطَلَق لأي حوار مسيحي مع الآخرين.

 

التزامات

فتقبُّل الآخر كما هو، وبالكامل، وبما يلتقي مع رفضه ألوهيّة المسيح، وصلبه، يعني أن الحوارات غير مُتجانِسة، بل مجرّد لقاءات تفرض واقعاً جديداً على المسيحيين، غير أمين لإيمانهم، خصوصاً إذا كانت تتطلّب القيام بتواقيع، وتقديم التزامات.

 

توحيد عبادات

يبقى أن نحذّر من أن السّماح "للمغضوب عليهم"، و"للضّالين"، بذبح الأضاحي، حتى ولو وفق شروط معيّنة، يفتح الباب للكثير من الأسئلة.

فهل من الممكن أن يستفيق العالم في يوم من الأيام مستقبلاً، على ما يسمح لليهودي بأن يكون الى جانب المُسلِم داخل المسجد الأقصى مثلاً؟ وعلى ما يسمح بتوحيد أعياد وعبادات بين مختلف أتباع الديانات، رغم اختلافاتها الجوهرية، وذلك بحجّة الجذور الإبراهيمية الواحدة؟

 

وحدهما

وماذا عن زوال العبادات المسيحية، وكلّ ما له علاقة بالإيمان بالسيّد المسيح، في تلك الحالة، ضمن منطقة وعالم بات فيه المسيحيون مُستسلمين بالديموغرافيا والجغرافيا والقوانين التي لا تُطبَّق بحذافيرها إلا عليهم، وقبل أن تبدأ المعارك والحروب؟

قد يكون ذلك مُستحسَناً جدّاً لدى كلّ الذين يحبّون الذّبح والدماء، من كل قبيلة ولسان وأمّة. ولكنّه الدّليل الأدقّ على أن "صفقة القرن" لم تسقط، بل ان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو، سقطا وحدهما، ليُكمِل كلّ شيء "باللّي بقيوا"، في "الشاطر" الغربي و"المشطور" الشرقي، وبالكامخ بينهما في منطقتنا.

موضوع بعنوان: "المسيح الروسي" الى لبنان والمنطقة بمباركة "مشرقيّة"... مسألة وقت!؟، إضغط هنا:

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة