سلاح الجوّ الإسرائيلي سيقصف المنشآت النووية الإيرانية في تلك الحالة! | أخبار اليوم

سلاح الجوّ الإسرائيلي سيقصف المنشآت النووية الإيرانية في تلك الحالة!

انطون الفتى | الثلاثاء 26 أكتوبر 2021

داوود: ذهبت روسيا مع الولايات المتحدة الى الحرب الباردة مع الصين

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

محادثات روسية - إسرائيلية قبل أيام، وُصِفَت بشديدة الأهميّة، بين رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ ناقشت مجموعة من الخرائط للجغرافيا السورية، ومواقع التواجد الإيراني هناك.

 

تضارُب

إشارات مُتضارِبَة أُرسلتها تل أبيب في كلّ الإتّجاهات بعد الزيارة، بين إعلامها الذي كشف أن بطاريات صواريخ إيرانية مضادّة للطائرات شاركت في صدّ الهجوم الإسرائيلي على سوريا فجر أمس، والذي (إعلامها) أضاء مجدّداً على ملف البطاريات الإيرانية المضادّة للطائرات الإسرائيلية في المنطقة، و(بين) نفي مؤسّستها العسكرية ذلك، من خلال ما قاله الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن أن الإيرانيين لم يُطلِقوا نيرانهم نحو سلاح الجوّ الإسرائيلي خلال نشاطاته العسكرية.

 

مناورات

وعلى وقع التضارُب هذا، برز ما نُقِلَ عن تركيز إسرائيلي - روسي في سوتشي على أنشطة المسيّرات الإيرانية في المنطقة، بحسب بعض المعطيات، بموازاة مناورة جويّة ضخمة ("العلم الأزرق") تجريها إسرائيل حالياً، بمشاركة دول تحلّق طائراتها فوق الأراضي الإسرائيلية لأول مرّة منذ عام 1948، مثل ألمانيا، جاعلةً (إسرائيل) أحد أهداف تلك المناورات هذا العام، هو تدريب أنواع مختلفة من الطائرات لدول مختلفة، على مواجهة الطائرات المسيّرة المسلَّحَة.

 

السبت

فماذا عن مستقبل المنطقة بعد لقاء بينيت - بوتين، وبعد كلّ ما حُكيَ عن أضواء روسية خضراء لإسرائيل في سوريا، وتجاه إيران، خصوصاً أن الإنسجام الروسي - الإسرائيلي ظهر شديداً قبل أيام، الى درجة أن اللقاء اختُتِمَ بنزهة داخل مقرّ الرئاسة الروسية في سوتشي، وبتمديد رئيس الحكومة الإسرائيلية زيارته روسيا الى ما بعد انتهاء يوم السبت. وهذا يعني أن بينيت أحيا السبت، وهو اليوم الأسبوعي المقدّس لدى اليهود، في روسيا، في إشارة الى الصداقة الروسية - اليهودية، وليس الروسية - الإسرائيلية فقط، بحسب بعض المراقبين.

 

محوران

توسّع العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، في شرح اللّقاء الروسي - الإسرائيلي الأخير، فرأى أن "الصّورة كلّها تتكامل مع واقع أن الاهتمام الأميركي بات مركّزاً على الصين، كتهديد أساسي تريد الولايات المتّحدة أن تتعامل معه على نطاق عالمي واسع".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "يُمكن وضع العمل الأميركي على هذا الملف، في محورَيْن. الأول هو الحرب الباردة، والثاني هو احتمالات الصّراع الحامي، الذي لن يصل الى صدام عسكري مباشر، بالضّرورة. ويتضمّن هذا الأخير، التواجُد العسكري الأميركي في بحر الصين الجنوبي مع أستراليا وبريطانيا واليابان، وإفشال صفقة الغوّاصات الفرنسية مع كانبرا، لأن الذهاب الى تهديد عسكري مع الصين يحتاج الى قطع عسكرية مُتجانِسَة في العمل، وهو ما لا يتناسب مع العتاد الفرنسي".

 

وكيل

وأوضح داوود:"أما الحرب الباردة، فهي تشمل التعاون الأميركي مع دول الطّوق الصيني، مثل الهند وغيرها، وحتى روسيا أيضاً التي على عكس ما يُشاع، (روسيا) تشعر بتهديد لها من جانب بكين أكثر من واشنطن، نظراً الى أن الصين تبقى مُنافِساً دولياً لموسكو على الحدود الروسية، بينما الولايات المتحدة أبعَد".

وأضاف:"ذهبت روسيا مع الولايات المتحدة الى الحرب الباردة مع الصين، وذلك مقابل حصولها على مكاسب كثيرة، منها غضّ النّظر الأميركي عن الوجود الروسي في شبه جزيرة القرم، نظراً لأهميّة ميناء سيباستوبول كمنفذ روسي مهمّ، في الطريق الى المياه الدافئة. بالإضافة الى دخول الغاز الروسي الى أوروبا، كركيزة مهمّة للإقتصاد الروسي. فضلاً عن لعب روسيا دور الوكيل في الشرق الأوسط، بغياب الولايات المتحدة عنه، وتركيزها على الصين".

 

البند الأهمّ

ولفت داوود الى أن "المؤشّرات الأساسية لإعطاء واشنطن اللّعبة في الشرق الأوسط الى موسكو، هي بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحُكم، والإنفتاح العربي، لا سيّما الأردني، على دمشق، والاستثناءات الأميركية من عقوبات قانون "قيصر"، من أجل استجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن، الى لبنان، عبر سوريا".

وأشار الى "احتمال أن يكون البند الأهمّ الذي ستعمل عليه روسيا، هو "إيران النووية"، إذ توجد ثلاثة أشكال من الدول النووية في العالم. الأول هو تلك الشرعية، مثل الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن. والثاني هو تلك التي امتلكت القنبلة النووية، بعكس رغبة النظام الدولي، مثل كوريا الشمالية، والهند، وباكستان، وإسرائيل. والثالث هو تلك التي هي على العتبة النووية، أي انها تمتلك تكنولوجيا تصنيع القنبلة النووية، ولكنّها لا تصنّعها، مثل اليابان وجنوب أفريقيا".

 

قصف جوّي

وكشف داوود أن "احتمالاً قائماً يُفيد بإمكانية أن تُصبح إيران مثل اليابان وجنوب أفريقيا، في هذا الإطار، كمخرج تتولّاه روسيا للمشكلة النووية الايرانية، بتوكيل أميركي - إسرائيلي، نظراً الى عَدَم القدرة على انتزاع القدرات النووية الموجودة في إيران، بعد اليوم".

وختم:"تفضّل إسرائيل وجود إيران على عتبة نووية، أكثر من إيران نووية، وذلك بمعيّة توفّر طرفَيْن، أحدهما يتولّى التسهيل وهي روسيا، والآخر الرّدع، وهي إسرائيل، من خلال سلاح الجوّ الإسرائيلي الذي سيقصف المنشآت النووية الإيرانية بغطاء أميركي - روسي، في ما لو قرّرت إيران أن تنتقل من العتبة النووية، الى السلاح النووي، في أي يوم من الأيام".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار