دول "التطبيع" تتكتّل مع إسرائيل... فهل تُحسَم حرب اليمن بالسّلاح التركي؟ | أخبار اليوم

دول "التطبيع" تتكتّل مع إسرائيل... فهل تُحسَم حرب اليمن بالسّلاح التركي؟

انطون الفتى | الثلاثاء 30 نوفمبر 2021

مصدر: توزيع القوى الإقليمية الجديدة ينطلق من مفاوضات فيينا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

دول التطبيع تتجمّع وتتكتّل، أكثر فأكثر. وها هي الإمارات تحقّق "فتحاً" إسرائيلياً ومصرياً لتركيا، بعد 11 عاماً من العلاقات السيّئة في ما بينها.

المنطقة أمام إعادة رسم لخريطة القوى الإقليمية فيها. فالإمارات دخلت تركيا بملياراتها، بما يجعل أنقرة تحلّق على أجنحة المصالح باتّجاه إسرائيل، ومصر، ومنهما الى السعودية في وقت لاحق ربما، رغم الحَذَر السعودي - التركي المُتبادَل.

 

مسيّرات

ولكن هل يؤدي احتمال تحسّن العلاقات التركية - الإسرائيلية، والتركية - المصرية، من ضمن المظلّة الإماراتية "التطبيعية" نفسها، الى انخراط تركي وإقليمي في حرب اليمن، الى جانب السعودية، بما يخلط الكثير من الأوراق، ويجعل من إيران قوّة إقليمية عازِلَة ومُنعزِلَة؟

فلمسيّرات "بيرقدار" التركية، أهميّة كبرى في أكثر من ملف دولي، إذ إنها حقّقت الحَسْم في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا العام الفائت، كما باتت (تلك المسيّرات) ضيفاً ثقيلاً على الروس، في أوروبا الشرقيّة. فهل تتحوّل أنقرة الى عامل مُساعِد للرياض على حَسْم حرب اليمن لمصلحتها، مقابل مكاسب إستثمارية ومالية لتركيا؟ وهل تُصبح إيران القوّة الإقليمية "المعزولة"؟

 

صراع طائفي

وماذا لو انخرطت تركيا "السُنيّة" غير العربية، في حرب اليمن، الى جانب السعودية "السُنيّة" العربية، بما يؤدي الى لعب إيران "الشيعية" ورقة تأجيج الصّراع السُنّي - الشيعي أكثر، وذلك نظراً لارتباط حرب اليمن بأبعاد إسلامية عقائدية، أبعَد من السياسة والعسكر؟

 

مرحلة جديدة

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "العلاقات التركية ستتحسّن مع إسرائيل ومصر والسعودية، وذلك جنباً الى جنب تعميق علاقات أنقرة بالإمارات، خلال الأشهر القادمة".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "أساس توزيع القوى الإقليمية الجديدة، سينطلق من مفاوضات فيينا. ولكن تحسُّن العلاقات العربية - التركية سينعكس إيجابياً على المنطقة عموماً، وسيشكّل مرحلة جديدة لإيران فيها".

 

إعادة تقييم

وأشار المصدر الى أنه "يُمكن لتركيا والسعودية أن تتساعدا على إنهاء حرب اليمن بسرعة أكبر، من خلال الاستعانة بالخبرات العسكرية التركية، التي ستكون مهمّة في تلك الحالة. ولكن ذلك لا يحصل بلا غطاء دولي لتركيا. فالأخيرة غير قادرة على التحرّك عسكرياً بلا موافقة أميركية و"أطلسية"، وهوامش تلاعبها على هذا الحبل ستخفّ أكثر، بعدما وصلت الى تعثّرات مالية جديّة، لأسباب ليست كلّها داخلية وتقنية فقط".

وأضاف:"التعثّرات المالية التركية، التي بدأت منذ ما قبل "انخفاضات" الأسبوع الفائت، هي التي سهّلت تقبُّل أنقرة فكرة التقارُب مع العرب وإسرائيل مجدّداً. ففي العادة، كانت ترتفع الليرة التركية بمعدل ليرة واحدة مقابل الدولار، سنوياً. أما مؤخّراً، فرأينا كيف ارتفعت بمعدّل ثلاث ليرات، خلال ثلاثة أيام، وهو ما تسبّب بصدمة كبيرة. وهذا ما سيدفع تركيا الى إجراء إعادة تقييم لسياستها الخارجية".

 

ستمزّقه

وشدّد المصدر على أن "خريطة توزُّع القوى الإقليمية ستتوضّح بعدما انطلقت مفاوضات فيينا مجدّداً، وخلال الأسابيع القليلة القادمة على الأرجح، لأنها (المفاوضات) لن تطول بسبب وجود ضغط دولي لجعلها سريعة".

وتابع:"إذا اتّفق الإيرانيون مع الأميركيين، فهذا يعني أنهم اتّفقوا مع الأوروبيين أيضاً. ولكن بحسب آخر المعطيات التي توفّرت، بات الاتّفاق أكثر صعوبة. فالإيرانيون يطالبون بإزالة العقوبات كاملة، وبالحصول على إطار يمنع أي رئيس أميركي قادم من الخروج من الاتّفاق النووي، وباعتذار أميركي عن انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من اتّفاق عام 2015. وهذا ما لن يحصلوا عليه، لأن أي إدارة أميركية عاجزة عن منحهم إياه، وذلك بموازاة تهديدات "الجمهوريين" بأنه إذا قرّر الرئيس جو بايدن إبرام اتّفاق مع طهران، فإن أي إدارة "جمهورية" ستنسحب منه، وستمزّقه مستقبلاً".

 

ابتعاد

ولفت المصدر الى أن "الحرب السُنيّة - الشيعية مُشتعِلَة في المنطقة حتى الساعة، وبطُرُق عدّة، منها حرب اليمن. ولكن الأتراك ليسوا بوارد دخول تلك الحرب، في الوقت الراهن، لأنهم سينصرفون الى تحسين علاقاتهم بإسرائيل ومصر في وقت قريب، وترك العلاقات مع السعودية لرعاية إماراتية".

وختم:"هذا يعني أن تركيا تتحضّر للابتعاد عن إيران، بعد مراحل من التلاقي معها، والاقتراب منها، سواء من خلال مشروع "الإسلام السياسي"، أو عبر التنسيق التركي - الروسي - الإيراني في سوريا. والابتعاد هذا سيتسبّب بإعادة خلط أوراق المصالح الإيرانية. فعندما اختلفت أنقرة مع إسرائيل والعرب، وتحديداً منذ عام 2010، اقتربت من طهران. وعودة التقارُب على خط أنقرة - تل أبيب - العرب، سيُبعد تركيا عن إيران".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار