"تحرير" الحريري من الرياض لم يفتح أبواب السّجن... و"محلّك يا واقف"! | أخبار اليوم

"تحرير" الحريري من الرياض لم يفتح أبواب السّجن... و"محلّك يا واقف"!

انطون الفتى | الجمعة 03 ديسمبر 2021

مصدر: قرداحي باع استقالته لـ "حزب الله" والأخير يبيعها لفرنسا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مُضحِكٌ أن يتقصّد البعض إظهار أن وزيراً لبنانياً، في حكومة مبتورة، يوازي حَجْم دولة، وربما كبرى، تتمحور حوله الزيارات الدولية الى المنطقة، وتُوضَع أوضاع لبنان وشعبه، بين يدَيْه.

فباستقالة أو من دونها. وبتضمين محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الخليج، الملف اللبناني أو لا، ماذا سيتغيّر، طالما أن فكّ أسْر الرئيس سعد الحريري من السعودية، في تشرين الثاني عام 2017، ببصمات فرنسيّة، لم يحلّ الأزمة التي أدّت الى "احتجازه" هناك، والتي هي نفسها "تعتقل" لبنان حالياً، في سجون الفقر والجوع والمرض، انطلاقاً من أسبابها المعروفة، والتي مَلَلْنا من الحديث عنها، وهي سيطرة الإحتلال الإيراني على مفاصل الدولة اللبنانية.

 

تسوية

فـ "تحرير" الحريري في تشرين الثاني 2017، كان بموجب تسوية تحافظ على الاستقرار الأمني والسياسي، وترمّم خريطة العلاقات اللبنانية الخارجية، بما يُبعد لبنان عن حرائق الساحات الإقليمية. وكانت تلك التسوية أقرب الى "ترقيعة"، تمهّد الطريق لمؤتمر "سيدر" في نيسان عام 2018، ولإجراء الانتخابات النيابية في أيار من العام نفسه، ولتشكيل حكومة جديدة، كان من المُتَرَض أن تكون "حكومة العهد الأولى"، وأن "تأكل" تطبيق الإصلاحات "أكلاً".

 

إلقاء القبض

وأما النتيجة، فكانت باهتة، إذ "حُرِّرَ" الحريري من السعودية، بموازاة استمرار تدهور العلاقات اللبنانية - العربية، والتورُّط اللبناني بنيران المنطقة. ورغم ذلك، عُقِدَ مؤتمر "سيدر" في نيسان 2018، وأُجرِيَت الانتخابات النيابية، بما استُتبِع بإلقاء إيران القبض على تشكيل الحكومة، مرّة بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتّفاق النووي، ومرّة أخرى لإذلال الأطراف اللبنانية "المُعادِيَة" للاحتلال الإيراني، ولإفهامها أن لبنان لا يعيش إلا بالأوكسيجين الإيراني المُعطى على التوقيت الإيراني، وصولاً الى حدّ استحداث كتلة نيابية سُنيّة موالية لإيران، ومُعارِضَة ليس للحريري فقط، بل للسعودية أيضاً، بنسبة لا يُستهان بها.

 

شروط

وانطلاقاً من كلّ ما سبق، ماذا ستغيّر استقالة فلان أو فلان؟ وكيف يُمكن للبنان أن يستفيد من محاولة فكفكة عقالاته فرنسياً وخليجياً، طالما أن مفتاح باب السّجن يقبع في الجَيْب الإيراني، وطالما أن اليد الإيرانية لن تمتدّ لفتح الباب، إلا بالشّروط الإيرانية القاتِلَة للسيادة اللبنانية؟

 

بَطَل؟

شدّد مصدر سياسي على أن "استقالة أو عَدَم استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي بعد مرور أسابيع من أزمة ديبلوماسية وسياسية كبرى، قد لا تحلّ المشكلة مع السعودية ودول الخليج. ولكن من دون تلك الاستقالة، تنعدم الآمال بحصول أي انفراج في الأزمة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "استقالة قرداحي ضرورية، ولكنها قد لا تكون كافية، خصوصاً أنها صارت متأخّرة جدّاً، بنوع أنه لا هو قادر على الاستفادة منها، ولا على الخروج كبطل من بعدها".

 

أزمة مستمرّة

وأشار المصدر الى أن "قرداحي ورّط البلد بما يكفي، سواء بخطوات عقابية، أو بتدهور العلاقات. كما هدّد مصالح اللبنانيين العاملين في دول الخليج، واستقالته سواء حصلت أو لا، فإن لا أحد سيقدّرها، بعدما فعلت فعلها السلبي، وتأخّرت كثيراً".

وأضاف:"ما يزيد المشهد السلبي، هو أن وزير الإعلام باع استقالته لـ "حزب الله" منذ مدّة طويلة، فيما يبيعها "الحزب" لفرنسا، وذلك بدلاً من تقديمها (الاستقالة) مباشرةً بعد الزيارة التي قام بها (قرداحي) للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد الأزمة، بما كان سيجعلها هديّة للبنان، وللشّعب اللبناني".

وختم:"باستقالة أو من دونها، وبوضع الملف اللبناني على طاولة المحادثات الفرنسية - الخليجية أو لا، فإن الأزمة في لبنان مستمرّة، والحلّ لن يكون قريباً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار