جنبلاط: بيان إتهامي إلى نصرالله | أخبار اليوم

جنبلاط: بيان إتهامي إلى نصرالله

| الثلاثاء 14 ديسمبر 2021

جنبلاط: بيان إتهامي إلى نصرالله

هل يريدون تثبيت اتفاق الطائف  أم يريدون شيئاً آخر؟


"النهار"- راجح خوري

يشكل حديث وليد جنبلاط الى صحيفة "البلاد" السعودية، بياناً اتهامياً صريحاً أو قراراً ظنياً، يحمّل "حزب الله" وحلفاءه ضمناً، مسؤولية كل المآسي الكارثية التي وصل إليها لبنان، الذي بات مهدداً في كيانه وهويته ووجوده.

كان كلامه واضحاً ومباشراً في تحديد معالم الإنهيار المتسارع، الذي بات فعلاً يشكّل تهديداً وجودياً للبنان واللبنانيين، في حين ينام المسؤولون الذين أقسموا على حماية البلد والدستور، ويصمتون حيال كل ما يتراكم من خطر داهم ومدمر بات يهدد وجود لبنان، وذلك واضح من التدهور على كل المستويات، اقتصادياً حيث سجَّل لبنان أسوأ انهيار في العالم خلال قرنين من الزمن، والأخطر هو فقدان كل رأسماله البشري الضامن للتطور، بعد تفاقم هجرة النخب في قطاع التعليم، فالجامعات تفرغ من اساتذتها، والمستشفيات تفقد النخب من اطبائها، وهو ما دعاه الى طرح السؤال مباشرة:

كيف سيكون لبنان، لبنان العربي التعددي التنوعي، لبنان الجامعات والصحافة والإبداع، عندما يذهب كل هؤلاء، ولكن هل سيعترف "حزب الله" بنهائية الكيان والدولة اللبنانية، فالحزب هو المسؤول وبشدة عما يجري، ويبدو للأسف انهم لا يبالون بهذا اللبنان المتنوّع والمتعدد والعروبي، فهم يبالون بلبنان مختلف، ذلك ان ايران والحزب وحلفاءهما، وفي الخلاصة الواضحة والمباشرة، اخذوا لبنان الى غير موقعه الطبيعي، والى تيار يناقض جوهر وجوده ومفهومه الأصيل، أي انه بات في موقع مناقض تماماً لهويته ووجوده الأصليين، كبلد عربي مدفوع بعنوة الى غير فضائه وموقعه الإقليمي.

ولكن عندما يقول جنبلاط ان هذا لن يدوم، فإن ذلك يتطلب بالطبع وعياً وطنياً شاملاً وإرادة جامعة، توقف انزلاق البلد الى المجهول، سواء كان هذا المجهول الإنهيار النهائي، او كان الجحيم الذي بشّر به الرئيس ميشال عون حليف "حزب الله"، قبل اشهر، والذي تتفاقم معالمه الكارثية على كل المستويات الاقتصادية والإجتماعية والمعيشية.

بعد مصادرة إيران و"حزب الله" وجماعتهم لبنان، ومحاولة جرّه الى خارج هويته العربية، وجعله منصة للقصف على الدول الخليجية العربية بالتهم والإفتراءات والمخدرات، وبعد الإنخراط في القتال في خدمة أهداف إيران التوسعية الإقليمية، والتي سبق لها أن أعلنت صراحة انها باتت تسيطر على بيروت من بين اربع عواصم عربية، ولم يردّ مسؤول في الدولة المخطوفة والغاشية، ولا اعترض أحد في هذا العهد القوي، ومع تصاعد كل هذا يستطيع وليد جنبلاط، ومعظم اللبنانيين يؤيدونه، القول لصحيفة "البلاد":

"ان القرارات المتخذة من قِبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، هي ردات فعل محقة على واقع الإعتراض على دخول لبنان الى محور غير عربي، وهم جعلوا لا بل أجبروا العرب على فرض الحصار على لبنان مكرهين"، موضحاً ان ليس كل اللبنانيين موالين لإيران، وان هذه الفئة ليست كل اللبنانيين، فالغالبية لا توالي ايران، ولهذا إلتمس جنبلاط التمني على السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تفهّم هذا الوضع.

يرى جنبلاط ان على الحكومة ان تجتمع وعلى "الثنائية الشيعية" التي تعرقل اجتماعاتها ان تفرج عنها، معتبراً انها قادرة وان عليها ان تضع برنامجاً للإصلاح، لكنه شدد على نقطة مهمة جداً وضرورية للخروج من مسار الإنهيار وإعادة لبنان الى هويته العربية بقوله: "مَن منا لا يحلم بدولة تكون إمرة السلاح فيها بيد الدولة والمؤسسات الشرعية فقط، ففي كل الدول الحضارية تكون إمرة السلاح بيد الدولة وليس بيد فئات أخرى، فالسلاح يجب ان يكون بيد الجيش والقوى الأمنية، لكن إلا في لبنان للأسف وفي العراق وهذا هو شواذ الممانعة"، أي نتيجة التمادي في التدخل الإيراني.

جنبلاط وضع في شباك "حزب الله" سؤالاً جوهرياً: "هل يريدون تثبيت اتفاق الطائف الذي صار دستور لبنان، وهو المدخل الوحيد الى الاستقرار والذي نص عليه البيان السعودي - الفرنسي المشترك ونحن معه، أم يريدون شيئاً آخر؟ هذا سؤال موجّه اليهم".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار